وبَدَلًا مِن دَعوةِ النَّاسِ إلى الصَّلاةِ الصَّحيحةِ، والصَّومِ الصَّحيحِ المَشروعِ، والحَجِّ، والزَّكاةِ، والجِهادِ في سَبيلِ اللهِ، استَبدَلوا كُلَّ ذلك بوَسيلةٍ واحِدةٍ،
وهي الاستِغاثةُ بالمَشايِخِ ودَعَوتُهم مِن دونِ اللهِ، واعتِقادُ أنَّ اللهَ لا يَقبَلُهم إلَّا عن طَريقِ هؤلاء الشُّيوخِ، بزَعمِ أنَّ هؤلاء المَشايِخَ هم أبوابُ اللهِ، ولا دُخولَ على اللهِ إلَّا مِن طَريقِهم، ولا قَبولَ لتَوبةِ تائِبِ إلَّا برِضاهم، وأيُّ قُربانٍ أو زَكاةٍ لا تُقبَلُ إلَّا إذا كانت أيدي هؤلاء المَشايِخِ أوَّلَ مَن يَلتَقِطُها، وأوَّلَ مَن يَأكُلُها..
فهذا دينُ كَثيرٍ مِنَ الطُّرُقِ، وفي نِهايةِ ذلك إخراجُ النَّاسِ مِن عِبادةِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ إلى عِبادةِ هؤلاء المَشايِخِ أحياءً وأمواتًا!
قال الفوتي: (وأمَّا كَيفيَّةُ التَّوَسُّلِ به رَضيَ اللهُ عنه وبجَدِّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فهي أنَّك مهما أرَدتَ حاجةً مِن حَوائِجِ الدُّنيا والآخِرةِ فصَلِّ على رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بصَلاةِ الفاتِحِ لِما أُغلِقَ مِائةً، وأهْدِ ثَوابَها لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ لقَضاءِ الحاجةِ التي تُريدُها... ثُمَّ تَقولُ: يا رَبِّ، تَوَسَّلتُ إليك بجاهِ القُطبِ الكامِلِ سَيِّدي أحمَدَ بنِ مُحَمَّدٍ التِّجانيِّ وجاهِه عِندَك أن تُعطيَني كَذا وكَذا، وتُسَمِّي حاجَتَك بعَينِها عَشرًا) .
وهكذا لا يوَجِّهونَ النَّاسَ في المُلِمَّاتِ والمُهمَّاتِ إلَّا إلى التَّوَجُّهِ إلى الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والتِّجانيِّ! ومَن تَوَسَّلَ منهم بغَيرِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم والتِّجانيِّ فإنَّه يَخرُجُ مِنَ الطَّريقةِ خُروجًا نهائيًّا ويَنسَلِخُ منها انسِلاخًا كامِلًا لا رَجعةَ فيه!
قال النَّظيفيُّ: (ومَن زارَ مِنَ الإخوانِ الأحمَديِّينَ شَيخًا مِنَ المَشايِخِ حَيًّا كان أو مَيِّتًا بقَصدِ التَّوَسُّلِ به والاستِمدادِ غَيرَ شَيخِنا أبي الفَيضِ هو أحمَدُ التِّجانيُّ، والفَيضُ في زَعمِهم هو عِلمُ الغَيبِ والخَيرِ الذي يُفيضُه على أتباعِه... فقَد خَرَجَ عن طَريقةِ الأحمَديَّةِ ولا إذنَ عِندَه فيها، بل انسَلَخَ منها انسِلاخَ الجِلدِ عَنِ النِّعاجِ، وانفَصَلَ عنها انفِصالَ البيضِ عَنِ الدَّجاجِ) .
فانظُر كَيفَ يَكونُ الاستِعبادُ والاستِبدادُ وضَربُ طَوقٍ لمن وقَعَ في شِباكِهم ألَّا يَتَّصِلَ بشَيخٍ آخَرَ مُطلَقًا، ولا يُعَلِّقَ قَلبَه به؟!
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
(فكل شر في بعض المسلمين فهو في غيرهم أكثر وكل خير يكون في غيرهم فهو فيهم أعظم وهكذا أهل الحديث بالنسبة إلى غيرهم ) مجموع الفتاوى ( 52/18)
قال ابن الجوزي رحمه الله ( من أحب أن لا ينقطع عمله بعد موته فلينشر العلم ) التذكرة