|
![]() |
المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
Al3sjd
المنتدى :
بيت الشعـــر وأصنافـــه
![]() قصيدة للشاعر صالح بن عبدالقدوس من عيون الشعر
صَرَمَت حِبَالَكَ بعد وَصْلِك زينبُ ***والدَّهْرُ فِيهِ تَصَرُّمٌ وَتَقَلُّبُ نَشَرتْ ذَوَائِبَهَا التي تَزْهُو بها ***سُوداً وَرَأْسُكَ كالنَّعَامَةِ أَشْيَبُ واسْتَنْفَرَتْ لمَّا رأتْكَ وَطَالَمَا ***كَانَتْ تَحِنُّ إِلى لِقَاكَ وَتَرْهَبُ وَكَذَاكَ وَصْلُ الغَانِيَاتِ فإنَّهُ***آلٌ ببلقعةٍ وبرقٌ خلَّبُ فَدَعِ الصِّبا فَلَقَدْ عَدَاكَ زَمَانُهُ***وَازْهَدْ فَعُمْركَ مِنْهُ ولَّى الأطْيَبُ ذَهَبَ الشَّبَابُ فَمَا لَهُ مِنْ عَوْدَةٍ***وَأَتَى المَشِيبُ فَأَيْنَ مِنْهُ المَهْرَبُ؟ ضَيْفٌ ألَمَّ إلَيْكَ لَمْ تَحْفِلْ بِهِ***فَتَرَى لَهُ أَسَفاً وَدَمْعاً يُسْكَبُ دَعْ عَنْكَ مَا قَدْ فَاتَ فِي زَمَنِ الصِّبا***واذكُرْ ذُنُوبَك وَابْكِهَا يَا مُذْنِبُ واخْشَ مُنَاقَشَةَ الحِسَابِ فَإنَّهُ***لابُدَّ يُحْصَى مَا جَنَيْتَ وَيُكْتَبُ لَمْ يَنْسَهُ المَلَكَانِ حِينَ نَسِيتَهُ***بَلْ أثْبَتَاهُ وَأَنْتَ لاهٍ تَلعَبُ والرُّوحُ فِيكَ وَدِيعَةٌ أُودِعْتَهَا***سَتَرُدُّهَا بِالرَّغْمِ مِنْكَ وَتُسْلَبُ وَغُرُورُ دُنْيَاكَ التِي تَسْعَى لَهَا***دَارٌ حَقِيقَتُهَا مَتَاعٌ يَذْهَبُ وَالليلُ فَاعْلَمْ وَالنَّهَارُ كِلاهُمَا***أنْفَاسُنَا فِيهَا تُعَدُّ وتُحْسَبُ وَجَمِيعُ مَا حَصَّلْتَهُ وَجَمَعْتَهُ***حَقاً يَقِيناً بَعْدَ مَوْتِكَ يُنْهَبُ تَبَّاً لِدَارٍ لا يَدُومُ نَعِيمُهَا***وَمَشِيدُهَا عَمَّا قَلِيلٍ يُخْرَبُ فَاسْمَعْ هُدِيتَ نَصَائِحاً أوْلاَكَها***بَرٌّ لبيبٌ عَاقِلٌ مُتَأدِّبُ صَحِبَ الزَّمَانَ وَأهْلَهُ مُسْتَبْصِراً***وَرَأَى الأُمورَ بمَا تَؤُوبُ وَتَعْقُبُ هْدَى النَّصِيحَةَ فَاتَّعِظْ بمَقَالِهِ***فَهُوَ التقِيُّ اللَّوْذَعِيُّ الأدْرَبُ لا تَأْمَنِ الدَّهْرَ الصُّرُوفَ فإنَّهُ***لا زَالَ قِدْماً للرِّجَالِ يُهَذِّبُ وَكَذَلِكَ الأيَّامُ فِي غَدَوَاتِهَا***مَرَّتْ يُذَلُّ لَهَا الأعَزُّ الأنْجَبُ فَعَلَيْكَ تَقْوَى اللهِ فَالْزَمْهَا تَفُزْ***إنَّ التَّقِيَّ هُوَ البَهِيُّ الأهْيَبُ وَاعْمَلْ لِطَاعَتِهِ تَنَلْ مِنْهُ الرِّضَا***إنَّ المُطِيعَ لِرَبِّه لمُقرَّبُ وَاقْنَعْ فَفي بَعْضِ القَنَاعَةِ رَاحَةٌ***وَاليَأْسُ مِمَّا فَاتَ فَهُوَ المَطْلَبُ وَإذَا طُعِمتَ كُسِيتَ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ***فَلَقَدْ كُسِي ثَوْبَ المَذلَّةِ أشْعَبُ وَتَوَقَّ مِنْ غَدْرِ النِّسَاءِ خِيَانَةً***فَجَمِيعُهُنَّ مَكَائِدٌ لَكَ تُنصَبُ لا تَأْمَنِ الأنْثَى حَيَاتَكَ إنَّها***كالأُفعُوَانِ يُراعُ مِنْهُ الأنيُبُ لا تَأْمَنِ الأنْثَى زَمَانَكَ كُلَّهُ***يَوْماً وَلَوْ حَلَفَتْ يَمِيناً تَكْذبُ تُغْرِي بطِيبِ حَدِيثِها وَكَلامِهَا***وَإذَا سَطَتْ فَهي الثَّقِيلُ الأشْطَبُ وَالْقَ عَدُوَّكَ بالتَّحِيَّةِ لا تَكُنْ***مِنْهُ زَمَانَكَ خَائِفاً تَتَرَقَّبُ إنَّ الحَقُودَ وَإنْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ***فَالْحِقْدُ بَاقٍ فِي الصُّدُورِ مُغَيَّبُ وَإذَا الصَّدِيقُ رَأَيْتَهُ مُتَمَلِّقاً***فَهُوَ العَدُوُّ وَحَقُّهُ يُتَجَنَّبُ لا خَيْرَ فِي وُدِّ امرِئٍ مُتَمَلِّقٍ***حُلْوِ اللسَانِ وَقَلْبُهُ يَتَلَهَّبُ يَلْقَاكَ يَحْلِفُ أنَّهُ بكَ وَاثِقٌ***وإذَا تَوَارَى عَنْكَ فَهْوَ العَقْرَبُ يُعْطِيكَ مِنْ طَرَفِ اللِّسَانِ حَلاوَةً***وَيَرُوغُ عَنْكَ كَمَا يَرُوغُ الثَّعْلَبُ وَاخْتَرْ قَرِينَكَ وَاصْطَفِيهِ تَفَاخُراً***إنَّ القَرِينَ إلى المُقَارَنِ يُنْسَبُ إنَّ الغَنِيَّ مِنَ الرِّجَالِ مُكَرَّمٌ***وَتَرَاهُ يُرْجَى مَا لَدَيْهِ وَيُرْهَبُ ويُبَشُّ بالتَّرْحِيبِ عِنْدَ قُدُومِهِ***وَيُقَامُ عِنْدَ سَلامِهِ وَيُقَرَّبُ وَالفَقْرُ شَيْنٌ للرِّجَالِ فَإنَّهُ***يُزْرَى بِهِ الشَّهْمُ الأرِيبُ الأنْسَبُ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ للأقَارِبِ كُلِّهِمْ***بتَذَلُّلٍ وَاسْمَحْ لَهُمْ إنْ أذْنَبُوا وَدَعِ الكَذُوبَ فَلا يَكُنْ لَكَ صَاحِباً***إنَّ الكَذُوبَ لبئْسَ خِلاً يُصْحَبُ وَذَرِ الحَسُودَ وَلَوْ صَفَا لَكَ مَرَّةً***أبْعِدْهُ عَنْ رُؤْيَاكَ لا يُسْتَجْلَبُ وَزِنِ الكَلامَ إذا نَطَقْتَ وَلا تَكُنْ***ثَرْثَارَةً فِي كُلِّ نَادٍ تَخْطُبُ وَاحْفَظْ لِسَانَكَ وَاحْتَرِزْ مِنْ لَفْظِهِ***فَالْمَرْءُ يَسْلَمُ باللِّسَانِ وَيَعْطَبُ والسِّرَ فَاكْتُمْهُ وَلا تَنْطِقْ بِهِ***فَهُوَ الأسِيرُ لَدَيْكَ إذْ لا يُنْشَبُ وَاحْرَصْ عَلَى حِفْظِ القُلُوبِ مِنَ الأذَى***فَرُجُوعُهَا بَعْدَ التَّنَافُرِ يَصْعُبُ إنَّ القُلُوبَ إذا تَنَافَرَ وُدُّهَا***شِبْهُ الزُّجَاجَةِ كَسْرُهَا لا يُشْعَبُ وَكَذَاكَ سِرُّ المَرْءِ إنْ لَمْ يَطْوِهِ***نَشَرَتْهُ ألْسِنَةٌ تَزِيدُ وَتَكْذِبُ لا تحْرَصَنْ فَالْحِرْصُ لَيْسَ بزَائِدٍ***فِي الرِّزْقِ بَلْ يُشْقِي الحَرِيصَ وَيُتْعِبُ وَيَظَلُّ مَلْهُوفاً يَرُومُ تَحَيُّلاً***َالرِّزْقُ لَيْسَ بِحِيلَةٍ يُسْتَجْلَبُ كَمْ عَاجِزٍ فِي النَّاسِ يُؤْتَى رِزْقَهُ***رغْداً ويُحْرَمُ كيِّسٌ ويُخيَّبُ أدِّ الأمَانَةَ وَالخِيَانَةَ فَاجْتَنِبْ***وَاعْدِلْ وَلا تَظْلِمْ يَكُنْ لَكَ مَكْسبُ وَإذَا بُلِيتَ بنَكْبَةٍ فَاصْبِرْ لَهَا***مَنْ ذَا رَأَيْتَ مُسََلَّماً لا يُنْكَبُ وَإذَا أَصَابَكَ فِي زَمَانِكَ شِدَّةٌ***وَأَصَابَكَ الخَطْبُ الكَرِيهُ الأصْعَبُ فادعُ لِرَبِّكَ إنَّهُ أدْنَى لِمَنْ***يَدْعُوهُ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ وَأقْرَبُ كُنْ مَا اسْتَطَعْتَ عَنِ الأنَامِ بِمَعْزِلٍ***إنَّ الكَثِيرَ مِنَ الوَرَى لا يُصْحَبُ وَاجْعَلْ جَلِيسَكَ سَيِّداً تَحْظَ بِهِ***حَبْراً لَبِيباً عَاقِلاً يَتَأَدَّبُ وَاحْذَرْ مِنَ المَظْلُومِ سَهْماً صَائِباً***وَاعْلَمْ بأنَّ دُعَاءَهُ لا يُحْجَبُ وَإذَا رَأَيْتَ الرِّزْقَ ضَاقَ ببَلْدَةٍ***وَخَشِيتَ فِيها أنْ يَضِيقَ المَكْسَبُ فَارْحَلْ فَأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةُ الفَضَا***ُولاً وَعَرْضاً شَرْقُها وَالمَغْرِبُ فَلَقَدْ نَصَحْتُكَ إنْ قَبِلْتَ نَصِيحَتِي***فَالنُّصْحُ أغْلَى مَا يُبَاعُ وَيُوهَبُ خُذْهَا إِلَيْكَ قَصِيدَةً مَنْظُومَةً***جَاءَتْ كَنَظْمِ الدُّرِّ بَلْ هِيَ أَعْجَبُ حِكَمٌ وَآدَابٌ وَجُلُّ مَوَاعِظٍ***أمْثَالُهَا لِذَوِي البَصَائِرِ تُكْتَبُ فَاصْغِ لِوَعْظِ قَصِيدَةٍ أَوْلاَكَها***طَوْدُ العُلومِ الشَّامِخَاتِ الأهْيَبُ أعْنِي عَليّاً وَابْنَ عَمَّ مُحَمَّدٍ***مَنْ نَالَهُ الشَّرفُ الرَّفِيعُ الأنْسَبُ يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى النَّبيِّ وَآلِهِ***عَدَدَ الخَلائِقِ حَصْرُها لا يُحْسَبُ المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
ALSHAMIKH, السليماني, عهد الحرمــ |
|
|