شرح الأصول الثلاثة - لفضيلة الشيخ أ . د. صالح سِندي

[أبو فراس السليماني]

الشرك بالله عز وجل
ذنبٌ لا يمكن أن يقارن به غيره ألبته

ولذا شدَّد الله سبحانه وتعالى في شأنه أعظم تشديد
وصوَّره بأقبح صورة

قال:

{ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ
فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ
فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ
أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيق }

خطورة عظيمة لمن يقع في الشرك بالله تبارك وتعالى،
إذًا عليك يا عبد الله أن تحذر من ذلك،




الله عز وجل لا يمكن أن يرضى
أن يُشرك به تبارك وتعالى

حتى ولو كان هذا الذي جُعل شريكًا لله عز وجل ذا مرتبة عظيمة
حتى لو كان نبيًا،
حتى لو كان نبينا محمد
الذي هو سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام
الذي هو خير البرية عليه الصلاة والسلام

ومع ذلك يجب أن تعرف أن لله حق
وأن للنبي حق،
فالربُّ ربٌ
والعبدُ عبدٌ

نبينا رسولٌ من عند الله عز وجل
وهو أقرب البشر
وأحبهم عند الله تبارك وتعالى

ومع ذلك لا يجوزُ أن تصرف العبادةُ له
عليه الصلاة والسلام،

نبينا عبدٌ لا يُعبد
ورسولٌ لا يُكذَّب،

بل يُطاع ويُتَّبع
عليه الصلاة والسلام




بل هو الذي علَّمنا هذا الأمر،

ولذلك اشتد غضبه
لرجلٍ قال ما شاء الله وشئتَ،
أخطأ في العبارة

قال ماذا؟
ما شاء الله وشئتَ
غضب عليه الصلاة والسلام
اعتبر هذه الجملة جملةً قبيحة،

فقال: «أجعلتني لله ندًا؟
قل ما شاء الله وحده»

عبارة فقط،

فكيف لو سمع النبي
من يقول يا رسول الله أغثني،
من يقول يا رسول الله اغفر ذنبي،
من يقول يا رسول الله المدد المدد ؟

ما ظنكم أن يفعل نبينا ؟

والله إنه ليغضب من هذا القائل
أعظم من غضبه لمن قال ما شاء الله وشئت،

وهذا أمرٌ قطعي
لا شك فيه
ولا شبهة،