مظاهرات الغضب في إيران

[عبق الشام]

"نيويورك تايمز": الوضع بإيران أخطر من توقعاتنا و"الباسيج"يستعد لسحق المتظاهرين

سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الضوء على التظاهرات العارمة التي اندلعت في إيران ضد نظام الملالي، التي دخلت يومها الخامس، مخلفةً عشرات القتلى ومئات المعتقلين والمصابين؛ من جراء مواجهات بين الأجهزة الأمنية والمعارضين.

وعلق "سانام فاكيل" من مركز تشاتام هاوس البريطاني، للصحيفة على تحول المظالم السياسية للمتظاهرين إلى احتجاجات واسعة على الحكومة أدت إلى مقتل 22 شخصًا، قائلًا: "أعتقد أن الأمر أصبح أخطر مما كنا نتوقعه قبل أيام".

وذكرت الصحيفة أنه جرى اعتقال المئات من المحتجين، وتقوم الشرطة النظامية بالإشراف على عمليات الاعتقال. وحتى الآن لم تقم ميليشيات الباسيج أو عناصر الحرس الثوري الإيراني بنشر القوات التابعة لهما لسحق المعارضين .

وفي هذا الصدد، قال "فاكيل" إنه: "سواء كانت عملية انتشار ميليشيات الباسيج أو عناصر الحرس الثوري، ببطء أو على الفور ، أعتقد أن الحكومة سوف تبدأ في حملة لقمع المعارضة".

وأشار "فاكيل " إلى أنه "بالفعل بدأنا نرى عمليات قتل واعتقالات للمتظاهرين ، والحد من الوصول إلى عدد من المواقع على الإنترنت. وإذا لم يتوقف المحتجون عن التظاهر، فإن الحكومة ستزيد إجراءاتها القمعية".

وأضافت الصحيفة أنه غم التوقعات السابقة بسحق المعارضة، فإن البعض يرون أن الحكومة ستلجأ إلى سياسة "العصا والجزرة" بتقديم بعض التنازلات أو الإعفاءات الاقتصادية.

وقالت الصحيفة الأمريكية أن المحتجين الإيرانيين يديرون أكبر موجة تظاهرات تجتاح البلاد منذ 8 سنوات، مشيرةً إلى أن التظاهرات هزت النظام الإيراني.

وذكرت أن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على المئات من المتظاهرين الذين خرجوا للاحتجاج علنًا ضد النظام، في خطوة نادرة منذ تظاهرات الحركة الخضراء (ذات الطابع النخبوي) في 2009 عقب اتهام النظام وقتها بتزوير الانتخابات الرئاسية.

ونوهت بأن المتظاهرين الحاليين ينحدرون من الطبقتين الوسطى والعاملة وأكثر عمقًا وراديكاليةً وتحريضًا ضد النظام واستفزازًا له من نظرائهم في تظاهرات 2009، ولا يرددون هتافات لأي زعيم.

وألمح فاكيل أن "هناك تعبيرًا في إيران يقول إن (السكين وصل العظم). وهذا المثل يتم استخدامه حاليًّا لوصف المتظاهرين الذي يشعرون أن لديهم القليل لخسارته".

وأشار إلى أنه على عكس تظاهرات الحركة الخضراء، فإن نشطاء اليوم لا يرددون أي أسماء لقادة المعارضة ولا يرتدون أساور خضراء دعمًا للإصلاحيين، لافتًا إلى أنه بدون توحيد المعارضة وراء قضية مركزية، فإن من الصعب تحديد وجهة هذه التظاهرات.

المصدر : صحيفة عاجل الإلكترونية