|
![]() |
المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ابواسماعيل اليماني
المنتدى :
بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة
![]() عائشة والفقه، ما عائشة! عقلية نادرة، بديهة حاضرة. تُوضح العَوْصى إذا التبست.....فنراها غير عَوْصاءِ نقلت للأمة ربع الشريعة، مسندها بلغ ألفين ومائتين وعشرة، وهي من السبعة المكثرين من الصحابة. أبو هريرة سعد جابر أنس....صديقة وابن عباس كذا ابن عمر إذا رجف الخِضَمُّ من المعاني....ولم يَغُص اللبيب على اللُّباب تغوص بلُجِّه فتجيئ منه....لعمر الله بالعجب العُجاب وكانت ![]() تُلاحظ سنة الهادي دواما.....بمقلة قلبها الصافي السليمِ فتنشر من علوم الدين بُرْدا.....عريضا للمسافر والمقيمِ وهي التي أفتت فبزت كل من....ألقى لهم بزمامه الإفتاءُ استقلت بالفتوى في عهد الراشدين، وشهد لها بالعلم أكابر الصحابة والتابعين، يقول أبو موسى ![]() ![]() وقد كانت قادرة على الإجابة على أسئلة لم يكن غيرها قادرًا على الإجابة عليها. ذكر بعضهم أن عليًا كان وصيا، فقالت: (لقد مات رسول الله في حِجري، فمتى أوصى إلى علي؟). أجبني بالصريح ولا تُكنِّي....وجنبني أساليب المِراءِ هي المنهل الرقراق عذبٌ نميره....إذا نهِل الوُرَّادُ طاب وروده وكم عَوْصاءَ قد جلت وأعيتْ.....أتتها فانثنت شمسَ زوالِ ولقد كان يرجع لها أكابر الصحابة، يقول مسروق: (والذي نفسي بيده لقد رأيت أصحاب رسول الله الأكابر يسألونها عن الفرائض). فتُهديهم مُخضَّرة المعاني.....فتأتي وهي واضعة النقاب وكانت ![]() سُئلت عن المسح على الخفين، فقالت: (عليك بعلي، فإنه كان يسافر مع رسول الله ![]() أضحت بها تاجًا يلوح على الجبين.....بل درة تختال في العِقد الثمين ولقد بلغ الإعجاب من الذهبي بعلمها حدا قال فيه: (ولا أعلم في أمة محمد ![]() فهي التي في الفقه كانت منقعا....عند الخلاف يؤمه الفقهاءُ ليعززوا آراءهم من منبع بِوُرُودِهِ.....تتعزز الآراءُ ومع فقهها فقد بلغت في الفصاحة والبيان والبلاغة غايتها. ليس قُسٌّ عندها قسًّا ولا.....سيبويه الشَّهْمُ عندها يدري ما الكلِم روح العربية في لسانها، وهاروت وماروت في بيانها، ما سمع كلامها أحد إلا بهرته فصاحتها، وأدهشته عارضتها، يقول معاوية: (والله ما رأيت خطيبًا قط أفصح ولا أفطن ولا أبلغ من عائشة، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما فتحت بابا قط تريد أن تغلقه إلا أغلقته، ولا أغلقت بابا قط تريد أن تفتحه إلا فتحته). ويقول الأحنف: (سمعت خطبة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والخطباء إلى يومي هذا فما سمعت الكلام من فم مخلوق أفخم ولا أحسن من فيِّ عائشة). وما نزل بها شيئ إلا أنشدت فيه شعرًا. رأت رسول الله يوما وقد تهلل وجهه، فقالت: (لو رآك الهذلي لعلم أنك أحق بقوله: وإذا نظرت إلى أسرة وجهه....برِقت كبارق العارض المتهلل) ونظرت لوجه أبيها وهو يقضي فقالت: وأبيضَ يُستسقى الغمام بوجهه....ربيع اليتامى عصمة الأرامل قال: (ذاك رسول الله ![]() ولما توفي أخوها عبد الرحمن تمثلت بقول متمم في أخيه مالك: وكنا كنَدْمَانَيْ جُذيْمة حِقبةً من الدهر.....حتى قيل لن يتصدعَ فلما تفرقنا كأني ومالكا....لطول اجتماع لم نبت ليلة معا ف ![]() إن يكن للبيان في الناس أم.....فهي رغم الأعلاج أم البيان عائشة الطاهرة، ما عائشة! حَصانٌ رزانٌ من كريم الخرائد مهذبة قد طيب الله خِيمَها......وطهرها من كل سوء وباطل كانت مع رسول الله في غزاة، وفي عودته نزلوا منزلا، فانقطع عِقدها فبقيت تبحث عنه ورحل الجيش واحتملوا الهودج على أنها فيه لخفتها، ثم وجدت عِقدها وعادت فلم تجدهم فلزمت مكانها علهم يفقدونها فيرجعون إليها. في ليلة يالها، غُدافيَّة ليس فيها....بصيص يلوح ولا نجمها يسطعُ وبينا صفوان ![]() ووالله لقدومها مع صفوان غير متوارية عن الأنظار في نحر الظهيرة لدليل البراءة عند ذوي الفطر السليمة، إنه لم يكن ليطرأ على بال عائشة مثل هذه التهمة وهي الحرة الشريفة. ربيبةُ عِفَّةٍ وحيًا وطهر....معاذ الله أن تأتي الحرامَ ولكن يطيب لأسود القلب التجني.....ويُشوى عند جاهله العُقابُ رقص الخبيث النَّبِيثُ الوَكوعُ اللَّكوعُ الوَغْلُ الفَسْلُ عدو الله ابن أبي فرحًا، ووجدها فرصة لاستهداف رسول الله ودعوته، عن طريق استهداف أسرته. نَعَقَ ونهق بالبذى وهَذَى.....وتناول الطهر بالأذى ونفخ شِدْقه ولوى، ثم رمى وعوى. فلو لبس النهارَ ابن أُبيٍّ.....لدنَّس لؤمه وضّح النهار ولو رُميتْ بلؤم ابن أُبي .....نجوم الليل ما وضحت لساري جعل يَحيك الإفك ويُشيعه ويُذيعه، ويجمعه ويفرقه، وزمرته يتقربون إليه به، والطاهرة في غفلة عن ذالك كله. تنعق الغِربان والوَرقاء في.....دوْحها الميَّاد تشدو هاتفه وصلت المدينة، واشتكت شكوى شديدة، وانتهى الحديث إلى رسول الله وأبويها فلم يذكروا لها شيئا، إلا أنه رابها أنها لا تعرف من رسول اله اللطف الذي كانت تراه منه في مرضها، ورسول الله مع هول الفرية يُحافظ على كرامة زوجه من أن تُمس، وكرامة أهلها من أن تُخدش. ويلبث منتظرًا للوحي ما يقرب من الشهر، وهو صابر صبرًا لم يُعرف في تاريخ النوازل لأحد قبله أو بعده، وحسن الظن مصاحبٌ له، يقو: (والله ما علمت على أهلي إلا خيرًا). فليس يصح فيه قول غاوٍ....وعند الله قد عُقِد القرانُ ومع ذا يتتبع ويبحث عن مزيد حِلم في حزم، ليحسم الإشاعة، ويظهر البراءة، ويقطع القالة. في حكمة ما وعت أذْنٌ ولا سمعت ....بمثلها منذ أزمان وأدهارِ فما كل الرجال لهم عقول.....بها في كل خطبٍ يُستعان ففي الناس العقارب والأفاعي....ومن هو في الخديعة ثُعلبانُ وبعد شهر استشار أصحابه، فقال أسامة: (أهلك ولا نعلم عنهم إلا خيرًا) وقال علي: (النساء كثير، وسل الجارية تصدقك). وقالت زينب: (أحني سمعي وبصري والله ما علمت عنها إلا خيرًا). وشهدت الجارية بالبراءة، ومن فقهها أحالت على الوحي، قالت: (والله لعائشة أطيب من الذهب، ولئن كان ليخبرنك الله، والله ما علمت عليها إلا ما يعلم الصائغ على تِبْر الذهب الأحمر). وحال جمع الصحابة: الله زوَّجَكَها، ولن يدلس عليك فيها. هيهات يدنسُ ثوب طاهرة.....هيهات يُلمس غرسها الزاكي أما أبو بكر فيال أبي بكر. لقد صَدَع الحَشى منه دياجِ همومٍ....ما لشارقها انصداع كأن القلب تنهشه السباع. لا يدري ما يقول ولا ما يفعل، وحاله: عُذرًا إذا سكت المحب فللأسى.....قدر إذا بلغ النهاية ألجمه ثم فجرها بمرارة، تحت ضراوة الإشاعة: (والله ما أعلم أهل بيت دخل عليهم ما دخل على أبي بكر، والله ما رُمينا بها في الجاهلية، أتقال لنا في الإسلام؟). إن للبهْتِ حُرقة لو أصابت.....شامخات الجبال صرن رميما عائشة يال عائشة، خرجت لقضاء حاجتها بعد بضع وعشرين ليلة مع أم مسطح، فعلمت بما يُقال فيها، فذُهلت عن حاجتها، وعادت لأمها تستثبت منها، فأخبرتها بما جرى، وهونت عليها، فقالت: (سبحان الله! وقد تحدث الناس بهذا؟ قالت أمها: نعم. قالت: وقد علم أبي؟ قالت: نعم: قالت: ورسول الله ![]() ياغَصة ليست تُساغ ولوعة......قد أضرمت في قلبه نيرانها لو أن ثهلانًا أصيب بعُشرها ....لتدكدكت منه ذُرى ثهلانِ لا يرقأ لها دمع، ولا تكتحل بنوم، حتى ظُنَّ أن تُصدع كبدها. كأن الجفون على مقلتيها......ثياب شُققن على ثاكلِ كم عيون غرقت في دمعها.....وقلوب غُمست في الألم أما رسول الله، فلم يصل إلى ما يخرص الألسنة الحاقدة، فكان لابد من مُفاتحة عائشة، عندها دخل رسول الله على الحَصان الرزان، يطلب منها شافي البيان، فثارت الكلمات كالبركان، تقول بقول يعقوب في القرآن: (فصبر جميل والله المستعان)، واضطجعت الرَّزان والله يعلم إنها لبريئة، وحالها: (إنما أشكو بثي وحزنيَ إلى الله). وما أناخ بباب الله ذو ألم.....إلا تزحزح عنه الهم والحرجُ تغشى رسول الله ما كان يتغشاه، قالت: (فما فزعت وما باليت وقد عرفت أن الله غيرُ ظالمي وأني بريئة، أما أبوي فوالذي نفس عائشة بيده، ما سُرِّي عن رسول الله ![]() بلغت بشدتها مدًى لم تُبق في.....الشدائد ما يُعد شديدا وسُري عن رسول الله، وتحضر العرق منه كالجمان، على جبينٍ كالياقوت والمرجان، و(لأن لا يهجم الفرح على قلب عائشة لأول وهلة هجمة واحدة فيهلكه، تدرج رسول الله في الخبر) كما يقول ابن حجر. ضحك أولاً، ثم بشر ثانيًا (أبشري)، ثم أعلن بالبراءة جملة: (ياعائشة، أما والله لقد برأكِ الله). ثم تلى الآيات: (إن الذين جاءوا بالافك عصبة). أحلى من الأمن أتى بعد الفرى.....فاخضر منها يابس الأعوادِ والأقحوان بدى بضاحك نَوْره......والخَيزُرانُ بخُوطه الميَّادِ وعاد إليها خِصبها وضياؤها.....وفارقها إمحالها وسَقامُها كأرض سقتها بعد جدب سحائبُ....فأمْرَعَ منها روضها والفَدافِدُ (قومي إلى رسول الله فاحمديه ياعائشة. قالت: والله لا أقوم إليه، ولا أحمد إلا الله الذي أنزل براءتي). بحمد الله لا بحمد أحد. لك الحمد ياربي على كل نعمة.....ومن جملة الإنعام قولي لك الحمدُ واقتضت حكمة الله معشر الإخوة، أن يكون الوحي في براءة الصديقة قرآنا يتلى، إذ لو كان رُأيا كما كانت تتوقع عائشة لبقي للمنافقين أن يقولوا إن رسول الله قال ذالك استنقاذا لبيته الكريم وبيت صديقه الحميم، فكان نزول الآيات إحقاقًا للحق، وإزهاقا للباطل، وقطعا للألسنة الخبيثة، وحسما للفرية العظيمة. فبُرِّئت بذالك الصديقة.....كما هي البراء في الحقيقة وخرجت عائشة من محنتها بشهادة رباتية في طُهرها وطيبها لا تمحوها الأيام، ولا تُخلِقُها الأعوام. زادت مكانتها في قلب خاَتم النبيين، وعلا مقامها في نفوس المؤمنين إلى يوم الدين، وكتب الله لأسرة الصديق الأجر العظيم لصبرهم، ونزلت خمس عشرة آية تتلى إلى قيام الساعة، في تنزيه وتطهير ابنتهم، وتُوُعِّد من وقع فيها باللعن والعذاب من ربهم، وحَكم بكفر من رماها خاصة المسلمين وعامتهم. (لا تحسبوه شرا لكم). بل كان خيرا وِفق ما نزلت......به من فضل ربي آية غراءُ رسخت بأسماع الزمان وأكدت....أن ابنة الصديق منه بَراءُ ما أنزل الرحمن من عليائه....نفيًا لما قد أرجف السفهاءُ إلا وعائشُ للحرائر أسوة.....ما أنجبت نِدًّا لها حواءُ يتبع المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
لا يوجد أعضاء |
|
|