|
![]() |
المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ابواسماعيل اليماني
المنتدى :
بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة
![]() وكانت ![]() ![]() ![]() فهي الفخورة دون كل نسائه.....لو يفْتخِرن بأنها العذراءُ وخُصت بحبٍّ ليس يوجد مثله...... وذالك فضل الله يؤتيه من يشاء إن يكن للعفاف في الناس أم.....فهي رغم الأوباش أم العفاف عائشة وعبقرية الطفولة ما عائشة! لها هِممٌ جمعن لها المعالي....كجمع الكف مجموع البنانِ تلك التي لم تزل في كل نازلة....تسير خلف العُلى بالماء والزادِ إنها عبقرية بدت معالمها من نعومة الأظفار، وتجلت في كل ما يصدر عنها من أحوال وحركات وأفعال. والصبح أبلج لا تخفى دلائله. ومع هذه العبقرية وعلو الدرجة، فإن الطفل هو الطفل في فطرته، يحب اللعب ولا يكاد يسلو عنه، وعائشة كانت تحب اللعب كثيرًا، وأكثر ما تحب من اللُّعب البنات والأراجيح، وقد نُقلت كما مر من فوق الأرجوحة إلى بيت الزوجية، وكان جوار الحي يجتمعن عندها ليلعبن معها بعد الزواج؛ ولقد حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يبقى لها ما كانت تألفه قبل الزواج من اللقا بصواحبها؛ ورغم صغر سنها لا يفوتها أن تراعي الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل شؤونها، فقد تكون ملهوفة ومستغرقة في لعبها مع صواحبها ويأتي النبي ![]() بك شغلي واشتغالي.....لا بِدَعْدٍ ولا هندِ وينقمع صواحبها ويخرجن من عندها حياء من نبي الهدى، فقد ألقى عليه الله منه المحبة والمهابة والجلال، ولشفقته ورحمته بها وبهن، يسربهن إليها ليلعبن معها مقدرا حداثة سنها. لأنه في مقام العطف منفرد....وأنه منهل عذب لمن يردُ وقد يشغلها اللهو مع صواحبها عن بعض ما يسند إليها ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() لي من دعائك ما يغني عن الراح.......ونور وجهك في الظلماء مصباحي وقد بقي معها حب له إلى وقت متأخر، ففي مَقْدمه ![]() ![]() تراه إذا ما افْتَرَّ عنها كأنها.....حصى بَرَدٍ أو أُقْحوانٌ مُنوِّرُ معشر الإخوة: إن طبيعة الأطفال في الغالب واحدة، لا يُبالون بشيئ، ولا يَلفت نظرهم قضية، إلى سن السابعة؛ إلا أن عائشة اختلفت عنهم في هذا الشأن، فهي تحفظ كل ما حدث أيام الطفولة بَدقَّةٍ بالغة، تقرع الآية سمعها وهي تلعب فلا تنساها؛ تقول ![]() ظنَّ الزمان بمثلها فيما وعَتْ.....ولكَم أشاد بفضلها العلماء فلعل أليق ما يليق بوصفها.....هي حكمة فياضة وذكاءُ إن يكن للذكاء في الناس أمٌّ.....فهي رغم الأنذال أم الذكاءِ بيت عائشة ما بيت عائشة! حُجرة قد مُلئت طُهرًا وفيـ......ـها نزل الآي مع الروح الأمين لُقِّنت فيها حقوق أنقذت........ربَّة المنزل من أسر يشين معشر الإخوة: لقد عرف الناس يومئذ الفرش المزركشة من حرير وديباج، وعرفوا آنية الذهب والفضة إلى أن حُرمت تلك الآنية، وعرفوا الأبنية الأنيقة المزخرفة، والقباب المزينة، والآطام العالية، وبقي ذالك كلُّه وسيلة لا ترقى لأن تكون غاية في بيت عائشة، فلم يكن بيتها قصرًا عاليا، ولا بناء باذِخًا، إنه حجرة في شرقي المسجد متواضعة، قصيرة البناء، يُفتح بابها في المسجد فكأنه لها الفناء. حجرة جدارها من طين، وسقفها من جريد، يناله الغلام بيده، باب تلك الحجرة مِصْراعٌ واحد من ساج أو عرعر، لم يُغلق في وجه أحد، وأثاثها: حصير وفراش ووسادة من أَدَم، وأُهُبٌ معلقة، وإداوة وقِربة وقصعة؛ حجرة خالية من المصابيح الدنيوية، لكنها منهلٌ ومنبع للمصابيح الأخروية. ككعبة للوحي منصوبةٍ يسعى.....إليها الناس في كل حال تقول ![]() فإنها السجن لمن آمنوا.....والجنة الفيحا لمن قد كفر ومن ارتضاه الله وفق سعيه.....فرأى العظيم من الحظوظ خسيسًا لقد كانت ![]() والود يسكن في الحشا....لكن يُحس من اليدِ كان ![]() فتفردت بالسبق حين يظمها.....ويظم كل مسابق مضمارُ ولقد ظُمت الحجرات إلى المسجد، وبقيت حجرة عائشة، وستبقى بإذن الله إلى يوم الدين، ما من وافد إلى المسجد النبوي من شرق الأرض وغربها، إلا وتأنس روحه بالوقوف عندها ليُلقيَ السلام على خاتم النبيين، وصاحبيه الأبيين وحاله: هواها قديما أرضعتني المراضعُ.....ولم يسلني عنها ديارٌ قريبة ولم تسلني عنها بلاد شواسعُ لقد عاشت ![]() وهم الذين يحبهم ويجلهم......من كان ذا لب وذا إيمان. إنها حجرة مباركة، لأم مباركة. إن يكن للعفاف في الناس أم .....فهي رغم الأوخاش أم العفاف عائشة والأدب مع رسول الله ما عائشة! إن أطنب البديع في آدابها.....فإنها في القدر فوق ما وصف خلق رفيع، وأدب بديع، حديثها لرسول الله سحر حلال، وسلسبيل زُلال، أحلى من الضَّرَب، وأشهى من بلوغ الأرب؛ كان رسول الله ![]() سرى نفحها يطوي الفيافي، مُحمَّلًا بفاغية فواحة بالشذى النقي، إلى مغرب حينا وحينا لمشرق. ولما أخبرها أنه يعلم غضبها من هجر اسمه يوم تقول لا ورب إبراهيم في قسمها، قالت: (أجل والله ما أهجر إلا اسمك يا رسول الله). فحبكم عن جميع الناس أغناني.....وما هجرت! وليس الهجر من شاني صالحة لا يرى رسول الله ![]() رِدي أَيَا نفس أشهى ما نَهِلت ردِي. كالمسك ريحا ولى ما مطعما.......والتبر لونا والهوى في اعتدال اشتهرت بين نساء المدينة بالتجمل والعناية بالزينة، دخل عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فرأى في يدها فتَخاتٍ من ورِق، فقال: (ما هذه ياعائشة)، قالت: (صنعتهن لأتزين لك يارسول الله). وما الروضة الغناء غنَّى حمامُها......بأحسن منها في الحُلي المنوَّعِ كان لها درع كما في الصحيح، ما كانت امرأة في المدينة تُقَيَّن وتُزين لزفافها إلا أرسلت تستعيره منها. كأنها الماء مبذول لشاربه......وما يُصاب له مِثْلٌ إذا عُدمَ وكانت تنصح النساء بالتزين للأزواج في دائرة هدي المختار؛ قالت يوما لامرأة: (إن كان لك زوج فاستطعت أن تنزعي مقلتيك فتجعليهما أحسن من ما هما فافعلي)؛ إنها رسالة من زوج المختار، لذات الخمار،طارت كل مطار، وشاعت في الأقطار. فكأنما أهدت كؤوس القَرْقَفِ......وكأنها نّيْلُ الأمان لخائف أو وصل محبوب لصبٍّ مدنفِ.......فآدابها تبدوا كدرٍّ منضدِ إن يكن للعفاف في الناس أم.....فهي رغم الأنذال أم العفاف عائشة ومنزلتها عند رسول الله ما عائشة! قدم في الثرا، وهامة في الثريا؛ شمس تخجل لها شمس السما، وتتضائل لديها تضاؤل الإما، منزلة تحير الألفاظ والمعاني، وتفعل في الألباب ما تفعل المثاني. ذر الأنف يستنشق خمائل روضة.....تبُذُّ نسيم الورد أنفاسها بذَا إنها الصديقة بنت الصديق الهمام، من بُعث لها السلام مع جبريل ![]() سلام مدى التاريخ ليس ببائدِ، حباها به ذو الفضل والمن والعطا، وقلَّدها منه بأزهى القلائدِ علم الصحابة ذاك والأتباع. فإذا استُحبت للنبي هدية....فبيومها يُتقصَّد الإهداءُ وبذا ينالون الرضى من حِبِّها......ورضاه أرجى ما ابتغى العقلاءُ من كان له هدية لرسول الله انتظر حتى إذا كان يوم عائشة، بعث بهديته، فحبُّها ذاع في القاصي وفي الداني. ثارت الغيرة عند أزواجه فاجتمعن عند أم سلمة وقلن لها: (إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة، وإنا نريد الخير كما تريد عائشة، فكلمي رسول الله ليكلم الناس، من أراد أن يهدي لرسول الله هدية فليهدها له حيث كان). طلب دافعه الغيرة. قالت أم سلمة: (فذكرت ذالك لرسول الله ![]() يسْتهبُّونها جنوبا فحادت عن......هُدى قصدهم وهبت شمالا أدركت أم سلمة، أن رسول الله عرف ما وراء الأكمة، فاعتذرت إليه وقالت: (أتوب إلى الله من أذاك يارسول الله). ثم رجعت وأخبرت صواحبها بما دار، فلم يقنعن بالجواب، ولجأن إلى ابنته فاطمة ![]() ![]() أبتاه حبك نيتي......ولكل عبد ما نوى ما ضل صاحب مُهجة....تهفو إليك وما غوى قالت عائشة: (فأرسلوا زينب وهي التي تساميني في المنزلة عند رسول الله ![]() ![]() تخال جبينه والليل داجٍ.....شُعاعَ الشمس أو نور الجلامِ ويقول: (إنها ابنة أبي بكر). طابت فطاب بذكرها الإخبارُ.....وكذاك أبناء الكبارِ كبارُ إن الباعث لما حدث لم يكن قضية الهدايا، فعائشة لا يد لها في أمر الهدايا، ثم إن رسول الله ![]() ![]() مكانةٌ تلك لم تحضى بها امرأة....سواها في حاضرِ الدنيا وماضيها وعند أحمد وأبي يَعْلى بسند حسن: (أنه أُهدي لرسول الله قلادة ملمَّعة بالذهب، ونساؤه قد اجتمعن عنده، وأُمامة بنت زينب جارية تلعب في جانب البيت، فقال لهن: :كيف ترين هذه القلادة؟ قلن: ما رأينا أحسن منها قط ولا أعجب؛ قال: والله لأضعنها في رقبة أحب أهل البيت إلي). قالت عائشة: (فأظلمت علي الأرض بيني وبينه خشية أن يضعها في رقبة غيري)؛ وقال أزواجه: (ذهبت بها ابنة أبي قحافة)، فأقبل بالقلادة فوضعها في رقبة الجارية أمامة. والشاهد من هذه المقالة: ذهبت بها ابنة أبي قحافة. لقد احتلت عائشة في قلب النبي ![]() حبيبة قلبه روحا وعقلا....أحاط بها من الهادي الحنانُ وقد شهدت بحبهما البرايا....وطار بذكره الحسن الزمان. وكانت عائشة تعرف هذه المكانة فتُدِلُّ بها على صواحبها. فعند الترمذي: أن رسول الله كان جالسا عندها، فسمع لغطا وصوت صِبية، فقام فإذا حبشية تزْفِنُ –ترقص والصبية حولها- فقال: (يا عائشة تعاليْ فانظري)، قالت: (فجئت فجعلت لَحْييَّ على منكبه وأنظر من بين منكبه ورأسه خدي على خده؛ فيقول: أما شبعت! أما شبعتِ! فأقول: لا لأنظر منزلتي عنده)، وحالها: أحب أن يبلغ النسا مقامه لي ومكاني منه. فقد أعلى رسول الله شأنا.....لعائشة فاستقر لها الكيان لقد أحبته عائشة حبا جما، فكان في سمعها بشرى مرفرفة، وكان في روحها وردًا وريحانا. ومن شدة حبها وحرصها عليه، أنها لو استيقظت من نوم فلم تجده بجنبها أصابها القلق والاضطراب ![]() ![]() عليه صلاة الله ما ناح بالضحى.....حمام وغاب البدر من بعد ما أضا ولما آلى من نسائه شهرًا واعتزلهن، خيم الحزن والقلق على أمهات المؤمنين، فلا تكاد تراهن إلا يبكين، حتى إذا ما كمُل الشهر كان أول ما فعله أن بدأ بعائشة فخيرها، وطلب منها أن لا تعجل حتى تستأمر أبويها، قالت: (أفيك أستأمر أبوي؟! بل أختار الله ورسوله والدار الآخرة، والله لا أوثر عليك أحدًا). سأحبوك محض الحب ما هبت الصَّبا.....وما سجَعَتْ في الأيْك وُرْقُ الحمائمِ فحبك إي والله أُنسي وراحتي.....عليه مدى الأيام أطوي وأنشرُ إنها عائشة، أحب النساء إليه، إذا هوِيَت شيئًا لا محظور فيه تابعها عليه؛ لما حاضت في الحج وأهلت به ووقفت المواقف كلها، ثم طهرت وطافت وسعت، قال لها رسول الله ![]() وحسبها في الفضل ما في الصحيح من قوله عليه الصلاة والسلام: (وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام). برغم أنف الأقزام الطَّغَام اللئام، وسفيه الغرب وزنديق العصر خليفة أبي رِغال، وطليعة الدجال، وخُنثى الرجال. ذاك الذي في الحيض طول الدهر....والحيض يأتي مرة في الشهرِ ونتن كلامه يُربي على نتن الضَّرابِين، كيف يُدعى لآبائهم هؤلاء وفيهم مثل ذاك الزنيم، يا لحى الله من أشاح عن الحق ولم يثنه لطيف الهدى فيه. إن يكن للناس في العفاف أم.....فهي رغم الأوباش أم العفاف عائشة الغيرى ما عائشة! خير الأنام حليلها وكفى....فخرًا بأن يديْه ترعاها لقد كتب الله الغيرة على نساء العالمين، فهي راسخة في المرأة رسوخ الأصابع باليدين، وتبلغ الغيرة أوجها حين تلقى المرأة منافسًا لها على قلب حليلها. حينها لا تسل عن فاعل تُبْصره....إنما عن فاعل مستترِ وأمهات المؤمنين خير النسا، اعتراهن من الغيرة ما يعتري النسا، وكيف لا يغرن على خير من أقلت الغبراء وأظلت الخضراء. بل خير من ركب المطِيّة ومن مشى.....فوق البسيطة سوقِها والمسجدِ ولقد واجه رسول الله تلك الغيْرة بحِكمة ورويَة، وعمق إدراك لواقع النفس البشرية، وتقديرٍ للمشاعر والأحاسيس الزوجية، وكان أكثرهن غيرة وأشدهن في هذا الأمر عائشة، لمكانتها العالية في قلب رسول الله ![]() في السير للذهبي أنها قالت: (لما تزوج النبي ![]() ![]() وإن الحال أبلغ من مقالي....وإني لست أملك ما ببالي يتبع المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
لا يوجد أعضاء |
|
|