تنقسم حياة الإنسان إلى ثلاثة: حياة الدنيا وهي التي نعيشها, وحياة الآخرة وهي معروفة, وبين الحياة الدنيا وبين الآخرة حياة البرزخ, فما هي حياة البرزخ، وهل الإنسان يكون بجسده وروحه فيها؟
حياة البرزخ على حسب حياته في الدنيا، المؤمن ينعم في البرزخ وروحه في الجنة وجسده يناله بعض النعيم, والكافر روحه تعرض على النار، ويناله نصيب من العذاب, وينال جسده نصيب من العذاب, هذه حال البرزخ، المؤمن في سعادة ونعيم، وأخبر النبي--أنه روح المؤمن في الجنة تسرح في الجنة حيث شاءت, وأما الكفار فبما أخبر الله عن آل فرعون، النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (غافر:46) ، فالكفار أرواحهم معذبة وأجسادهم ينالها نصيبها من العذاب حتى يبعث الله الجميع، ثم تسير أرواح المؤمنين إلى الجنة وأرواح الكفار إلى النار، نسأل الله العافية، مخلداً فيها، هؤلاء مخلدون في الجنة وهؤلاء مخلدون في النار، نسأل الله العافية.
* الجنة * لم يجدها الفتية من أهل الكهف في قصور آبائهم *
ولا في دور قرابتهم ، وجدوها في كهفٍ مٌظلم مع كلب ، لأنهم قالوا :
(رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَداً)
فأورثهم الله جل وعلا الرضا عنه في قلوبهم ، فلما دخلوا الكهف وهم راضون عن الله
إتسع الكهف في أعينهم وارتاحت أجسادهم واطمأن حالهم
وأورثهم الله ذكراً في كتابه إلى قيام الساعة