أفضل طرق تخريج الحديث

[همة داعية]

الطريقة الثانية

التخريج بالنظر إلى ألفاظ المتن

إن تخريج الحديث بالنظر إلى ألفاظ المتن يتم من طريقين :
1- من طريق معرفة أول لفظة في المتن الحديث .
2- من طريق معرفة الألفاظ التي يقل دورانها على الألسنة وذات مدلول معنوي ويمكن تصريفها على عدة أوجه ، أو بعبارة أخرى الكلمة موضع الشاهد في الحديث
أ) مناهج العلماء في تخريج الحديث من طريق معرفة أول لفظ الحديث :
الأول : تقسيم الأحاديث النبوية إلى قولية وفعليه ، حيث رتبت الأحاديث القولية باعتبار أول لفظ الحديث ، ثم رمز له برمز من أخرجه من الأئمة ، ثم اسم الصحابي صاحب الرواية .
أما الأحاديث الفعلية فرتبت بحسب مسانيد الصحابة مرتبة أسماؤهم بحسب حرف المعجم ، ثم يشار في أخر طرف المتن إلى رمز من أخرجه من الأئمة .
وأوضح مثال على هذا الصنيع هو هو ما فعله الإمام السيوطي في كتابه " جمع الجوامع " .
الثاني : ترتيب الأحاديث بحسب أوائلها فقط ، فإن كان الحديث طويلا ويمكن تقطيعه إلى أجزاء ، كل جزء منه يمكن أن يكون ذا دلاله على الحديث ، قطع عندئذ ، ووضع كل جزء بحسب حرف الهجاء المبدوء به .
وأوضح مثال على هذا المنهج كتاب " موسوعة أطراف الحديث " ، لمحمد السعيد زغلول
ب) معرفة تخريج الحديث من طريق معرفة الألفاظ التي يقل دورانها على الألسنة وذات مدلول معنوي ويمكن تصريفها على عدة أوجه ، أو بعبارة أخرى الكلمة موضع الشاهد في الحديث .
و الطريق إلى ذلك هو المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي ، وهذا المعجم قد وضعه جماعة من المستشرقين ، وشاركهم في إخراجه الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي – رحمه الله – .
وهو فهرس لألفاظ أحاديث الكتب التسعة وهي : الصحيحين البخاري و مسلم ، و السنن لأبي داود ، والجامع للترمذي ، و سنن النسائي ، و سنن أبن ماجة ، والموطأ لمالك ، ومسند أحمد ، وسنن الدارمي .
وقد روعي في ترتيبه وفق الاصطلاحات التالية :
1) أوردوا الفعل ثم الاسم لكل مادة بمراعاة الترتيب حسب تسلسل الاشتقاق وتنوع المعنى طبقا لما هو مقرر في علمي الصرف و النحو .
2) أوردوا الحديث وأتبعوه بالمكان الذي يوجد فيه لفظه ، والأماكن الأخرى باعتبار المعنى فقط .
3) وأشاروا في حال تكرر اللفظ في الحديث المنقول أو في الباب أو في الصفحة بعلامة ( النجم المزدوج * *)
وقد بينوا منهجهم في الجزء السابع منه .
و لتسهيل الرجوع لمواضع العزو يفضل الاستعانة بكتاب " تيسير المنفعة " للأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي ، فبهذا الكتاب يمكن للباحث أن يرقم .الكتب الثمانية ( أي عدا المسند للإمام أحمد ) المعتمدة في المعجم المفهرس مهما كانت طبعاتها قديمة أو حديثة ، على الترقيم المعتمد حتى يسهل عليه الرجوع إلى إحالات المعجم المفهرس .
وعند البحث في المعجم المفهرس فأول ما نبدأ به هو التأمل في ألفاظ الحديث التي يمكن أن تكون في موضع الشاهد ، أو أنها غريبة ، ولا يكثر دورانها على الألسنة ، ويمكن تصريفها إلى عدة أوجه ، فإذا وجدت بعض جمل من الحديث فيها تلك اللفظة نظرنا في إحالات المعجم ورجعنا إليها لتخريج الحديث .
وعل الباحث ألا يكتفي بلفظة أو لفظتين من الحديث في تخريجه بل عليه أن يبحث في كل الألفاظ الممكنة إذ قد يجد المعجم يذكر مصادرا في موضع غير التي ذكرها في موضع آخر .
كما عليه التروي و التأني عند الرجوع إلى المواضع التى أحاله عليها المعجم ، فقد يكون أحاله على حديث آخر غير الذي بين يديه ، ولكن اتفقا في إيراد تلك اللفظة التي رجع إليها ، وذلك لأنه معجم على الألفاظ وليس فيه أحاديث كاملة ، وبعض الأحاديث قد تتفق في بعض الألفاظ ، والله أعلم .