بيت موسوعة طالب العلم كـل مايخص طالب العلم ومنها الفتــاوى |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
حسين
المنتدى :
بيت موسوعة طالب العلم
![]()
الفصل الثالث ظهور البدع ، وجهود السلف في مقاومتها ظهور البدع : 1- الخوارج . 6- المشبهة . 2- الشيعة . 7- الجبرية . 3- القدرية . 8- المعتزلة . 4- المرجئة . 9- المتكلمون . 5- المعطلة . 10- الصوفية . جهود السلف في مقاومة البدع : 1- البيان بالحجة والبرهان . 2- المناظرة والمجادلة بالتي هي أحسن . 3- التصنيف في الرد على المبتدعة . 4- المجاهدة بالسيف والسنان . بسم الله الرحمن الرحيم ظهور البدع ، وجهود السلف في مقاومتها توفي رسول الله ![]() ![]() ثم خلفه في أمته صاحبه ، وأفضل أمته ، أبو بكر الصديق ، ![]() وفي عهد الفاروق، عمر، فتحت الفتوح ، ومُصِّرت الأمصار ، ودخلت الأمم في دين الله أفواجاً ، وخشي، رضوان الله عليه ، ممن لم يدخل الإيمان في قلبه ، ولم يتفقه في الدين ، حتى قال : ( ينقض الإسلام عروة ،عروة ، من عاش في الإسلام ، لم يعرف الجاهلية . فكان متيقظاً لكل بادرة شر وفتنة أن تقع في عهده ، ومن ذلك : 1- أنه أمر بقطع الشجرة التي بويع تحتها النبي ![]() 2- ما أدَّب به صبيغ بن عُسل التميمي ، الذي كان مفتوناً بالمتشابه . فقد روى جمع من المحدثين أن رجلاً من بني تميم ، يقال له ، صبيغ ، قدم المدينة ، فكانت عنده كتب، فجعل يسأل عن متشابه القرءان ، فبلغ ذلك عمر ، فبعث إليه ، وقد أعد له عراجين النخل ، فلما دخل عليه جلس ، فقال من أنت ؟ قال : أنا عبدالله صبيغ . قال : وأنا عبدالله عمر . ثم أهوى إليه فجعل يضربه بتلك العراجين ، فما زال يضربه ، حتى شجه فجعل الدم يسيل على وجهه. فقال : حسبك يا أمير المؤمنين ، فقد والله ذهب الذي كنت أجد في رأسي . وفي رواية : ثم أمر به فضرب مائة سوط ، ثم جعله في بيت ، حتى إذا برأ دعا به ، ثم ضربه مائة سوط أخرى ، ثم حمله على قتب ، وكتب إلى أبي موسى الأشعري : أن حرم عليه مجالسة الناس . حتى صار كالبعير الأجرب ، يجيء إلى الحِلَق ، فكلما جلس إلى قوم لا يعرفونه ، ناداهم أهل الحلقة الأخرى : عزمةَ أمير المؤمنين . فلم يزل كذلك ، حتى أتى أبا موسى الأشعري ، فحلف بالأيمان المغلظة ، ما يجد في نفسه مما كان يجده شيئاً. فكتب إلى عمر يخبره . فكتب إليه : ما إخاله إلا قد صدق . خلِّ بينه وبين مجالسة الناس . انظر : سنن الدارمي : 1/55 ، عقيدة السلف للصابوني : 239-242 ، الحجة في بيان المحجة : 1/193-195 . ولما انكسر باب الفتنة بقتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، كان أول ذلك خروج الخوارج عل أمير المؤمنين عثمان بن عفان ، ![]() ![]() 1- الخوارج : وهم فرقة خرجت على علي ، ![]() وقد حاول علي ، ![]() ![]() 2- الشيعة : وهم قوم غلوا في علي ، ![]() ![]() وقد صنف أئمة الإسلام في الرد على الرافضة مصنفات كثيرة ، من أجمعها، وأوعاها، ما ألفه شيخ الإسلام ، ابن تيمية ، في الرد على كتاب " منهاج الكرامة " لابن المطهر الرافضي ، وهو كتابه العظيم " منهاج السنة النبوية " . وفي أواخر عهد الصحابة ، رضوان الله عليهم ، ظهرت بدعة : 3- القدرية الغلاة : الذين يزعمون أن الله لا يعلم ما العباد عاملون ، وأن العبد يخلق فعل نفسه ، دون الله . وأنكروا القدر . وأول من قال بالقدر رجل بالبصرة ، يدعى " معبد الجهني "، أخذها من نصراني من أهل العراق ، يقال له " سوسن " ، ثم أخذها عن معبد " غيلان الدمشقي ". و قُتل معبد سنة 80هـ . وقد تصدى لهم الصحابة ، كعبدالله بن عمر ، وأبطلوا شبهتهم . وصنف السلف في الرد عليهم ، ومناظرتهم . قال الشافعي ، رحمه الله : ( ناظروهم بالعلم ، فإن أقروا به خُصِموا ، وإن أنكروه كفروا ) . ورووا فيهم آثاراً أنهم : ( مجوس هذه الأمة ) . ثم ظهرت ، إثر بدعة الوعيدية من الخوارج والقدرية ، بدعة مقابلة : 4- المرجئة : وهم الذين أرجئوا العمل عن الإيمان ، ولم يدخلوه في حده وتعريفه ، فلا يزيد به الإيمان ولا ينقص . وقالوا الإيمان لا يتفاضل ؛ فإيمان أفجر الناس ،كإيمان أتقى الناس ! وقالوا : لا يضر مع الإيمان ذنب ، كما لا ينفع مع الكفر طاعة . ومن أوائل من قال بالإرجاء : غيلان الدمشقي ، المقتول سنة 105هـ ، و ذر بن عبد الله المرهبي ، وحماد بن أبي سليمان . وذلك على رأس المائة الهجرية الأولى . وقد انتصب السلف لرد بدعتهم ، وذمها ، والتحذير منها ، حتى قال سعيد بن جبير : ( المرجئة مثل الصابئين )،وقال الزهري : ( ما ابتدعت في الإسلام بدعة هي أضر على أهله من هذه ) يعني الإرجاء . وقال النخعي عنهم : ( تركوا هذا الدين أرق من الثوب السابري ) ؛ إشارة إلى تساهلهم ، وتفريطهم . وفي أواخر عصر التابعين ظهرت بدعتان متقابلتان،تتعلقان بصفات الباري سبحانه: 5- المعُطِّلة : وهم الذين أنكروا ما أثبته الله لنفسه من الأسماء والصفات . وأول من تكلم بالتعطيل : الجعد بن درهم ؛ فقد روى البخاري في " خلق أفعال العباد " عن حبيب الجرمي ، قال : شهدت خالد بن عبد الله القسري ، بواسط ، في يوم أضحى. وقال : ارجعوا ، فضحوا ، تقبل الله منكم ، فإني مُضحٍ بالجعد بن درهم . زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ، ولم يكلم موسى تكليماً . تعالى الله علواً كبيراً عما يقول الجعد بن درهم .ثم نزل فذبحه ) ص : 8 . وكان ذلك سنة 119هـ ، وقيل 124هـ . ثم تلقف مقالته رأس المعطلة : الجهم بن صفوان السمرقندي ، وضم إليها مقالات أخرى مبتدعة ، حتى قتل في سنة 128هـ . وإليه تنسب " الجهمية " . وقد اشتد نكير السلف عل الجهمية ، وأكفروهم ، بسبب شناعة مقالاتهم . وصنف جمع من السلف المتقدمين في الرد عليهم ؛ منهم الإمام أحمد بن حنبل ، وعثمان بن سعيد الدارمي ، والبخاري . قال ابن القيم : ولقد تقلد كفرهم خمسون في عشر من العلماء في البلدان 6- المشبِّهة : وهم الذين شبهوا صفات الخالق ، سبحانه وتعالى ، بصفات المخلوقين . وأول من عرف عنه القول بالتشبيه في الإسلام : بيان بن سمعان الشيعي ، المقتول سنة 119هـ . وأول من زعم أن الله جسم : هشام ابن الحكم الرافضي ، الهالك سنة 199هـ . ومقالة المشبهة مقالة خبيثة ، مستهجنة ، تنافي النص ، والعقل ، والفطرة . وقد اجتهد السلف في مصنفاتهم في دفعها ، وبيان أن إثبات الصفات لله تعالى لا يلزم منه تشبيه . وأن طريقتهم : ( إثبات بلا تشبيه ، وتنزيه بلا تعطيل ) و أن : ( المشبه يعبد صنماً ، والمعطل يعبد عدماً ) وأن الله : ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ). وبإزاء بدعة " القدرية النفاة " ظهرت بدعة مضادة ، وهي بدعة : 7- الجبرية : الذين يقولون : العبد مجبور على فعله ، وليس له إرادة ولا اختيار ، وأن حركاته اضطرارية ، كحركات المرتعش . وأول من قال بالجبر : الجهم بن صفوان السمرقندي . وبذلك اجتمعت فيه الجيمات الثلاث ![]() ومن الفرق التي ظهرت في مطلع القرن الثاني ، أيضاً : 8- المعتزلة : وهم أتباع واصل بن عطاء ، الذي اعتزل حلقة الحسن البصري ، رحمه الله، وخالفه في حكم مرتكب الكبيرة،وزعم أنه في منزلة بين منزلتين،لا مؤمن ولا كافر وقد انتشرت مقالة المعتزلة ، في حدود المائة الثالثة ، بسبب أحد علمائهم ؛ بشر بن غياث المريسي ، وطبقته ، الذين استمالوا بعض خلفاء بني العباس : " المأمون " و " المعتصم " و " الواثق " (198-232هـ) فنصروا مذهبهم ، وامتحنوا أهل السنة ، وحملوا الناس على القول بخلق القرءان ، إمعاناً منهم في إنكار الصفات ، ومنها صفة الكلام . فابتلي بهذه الفتنة خلق كثير ، وثبَّت الله إمام أهل السنة ؛ أحمد بن حنبل ، رحمه الله ، فصبر على الضرب والحبس، وحفظ الله به السنة زمن الفتنة،كما حفظ الدين بأبي بكر زمن الردة . ويقوم مذهب المعتزلة على أصول خمسة هي : - التوحيد : وحقيقته عندهم نفي الصفات عن الله . - العدل : وحقيقته عندهم إنكار مشيئة الله وخلقه لأفعال العباد . - المنزلة بين المنزلتين :وحقيقتها نفي الإيمان عن مرتكب الكبيرة من المسلمين . - الوعد والوعيد : وحقيقته نفي الشفاعة عمن استحق النار من عصاة الموحدين . - الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: وحقيقتهما عندهم الخروج على ولاة الجور . وقد واجه أهل السنة فتنة المعتزلة بتصنيف الردود ، وعقد المناظرات ، كالمناظرة المشهورة ، التي جرت بين عبدالعزيز الكناني ، رحمه الله ، و بشر بن غياث المريسي ، شيخ المعتزلة ، في مجلس المأمون . 9- المتكلمون : هم الذين يسلكون في إثبات العقائد الإيمانية الطرق العقلية ، ويقدمون العقل على النقل ؛ فما وافق عقولهم من النصوص قبلوه ، وما خالف عقولهم ردوه ، أو حرفوه . وقد سلك هذا المسلك طوائف متعددة من فرق أهل القبلة بسبب تعريب الكتب اليونانية والرومانية في المنطق والفلسفة ، وخرجوا بذلك عن منهج أهل السنة والجماعة في تقرير العقائد ، والحجاج عنها . وتتفاوت الفرق الكلامية في الأخذ بهذا المنهج ؛ فمن مقل ومستكثر . فأشدهم تأثراً : الجهمية والمعتزلة ، ودونهم : فرق " الصفاتية " مثل : - الكلابية : أتباع عبد الله بن سعيد بن كلاب (243هـ) . - الأشاعرة : أتباع أبي الحسن الأشعري (260-324هـ) . - الماتريدية : أتباع أبي منصور الماتريدي (333هـ) . فهؤلاء المتكلمين حاولوا أن يلفقوا منهجاً من طريقة السلف القائمة على النصوص والآثار ، لأنهم كانوا معظمين لهم ، منتسبين إليهم ، ومن طريقة المعتزلة القائمة على العقل فقط ، فلم يتمكنوا من حل بعض إشكالات المعتزلة ، ووقعوا في التخليط . وقد تنبه علماء السلف لخطئهم ، فحذروا من طريقتهم ، كما صنع الإمام أحمد مع الحارث بن أسد المحاسبي قال شيخ الإسلام : ( ثم إنه ما من هؤلاء إلا من له في الإسلام مساعي مشكورة ، وحسنات مبرورة ، وله في الرد على كثير من أهل الإلحاد والبدع ، والانتصار لكثير من أهل السنة والدين ، ما لا يخفى على من عرف أحوالهم ، وتكلم فيهم بعلم وصدق وعدل وإنصاف ، لكن لماَّ التبس عليهم هذا الأصل المأخوذ ابتداءً عن المعتزلة ، وهم فضلاء عقلاء ، احتاجوا إلى طرده ، والتزام لوازمه ، فلزمهم بسبب ذلك من الأقوال ما أنكره المسلمون من أهل العلم والدين . وصار الناس بسبب ذلك : منهم من يعظمهم لما له من المحاسن والفضائل ، ومنهم من يذمهم لما وقع في كلامهم من البدع والباطل ، وخيار الأمور أوسطها ) درء التعارض : 2/101 . 10- الصوفية : سموا بذلك نسبة إلى لبسهم الصوف ، وهم طوائف شتى ، وطرائق متعددة ، تتفاوت في درجة انحرافها عن السنة .فمنهم : - عُبَّاد ، زُهَّاد ، انقطعوا للعبادة ، وآثروا العزلة . - مبتدعة في الأعمال والسلوك، أضافوا للدين من الأقوال والأعمال ما ليس منه. - متكلمون في الأحوال والمقامات ، بعبارات مزخرفة ، وترتيبات محدثة . - مشركون ، قبوريون ، غلاة في الأولياء ، يرفعونهم فوق منزلة البشر . - باطنيةُ زنادقة ، يقولون بوحدة الوجود ، والحلول ، واتحاد الخالق بالمخلوق . وقد عُني السلف بإنكار البدع العملية ، كما البدع الاعتقادية ، منذ زمن الصحابة الكرام ؛ فقد روى الدارمي ، بسنده ، أن أبا موسى الأشعري قال لعبد الله بن مسعود ، ![]() ![]() ![]() ولم يزل أئمة السلف يحذرون من البدع ، بشقيها العملي ، والاعتقادي ، ويصيحون بالمتصوفة من كل جانب، ويصنفون المصنفات في التحذير من البدع المحدثة. كما صنع ابن وضاح في كتابه ( البدع والنهي عنها ) ، وابن الجوزي في ( تلبيس إبليس ) ، والشاطبي في ( الاعتصام ) ، وأبو شامة في ( الباعث على إنكار البدع والحوادث ) ، وغيرهم . ويمكن تلخيص جهود السلف الصالح في مقاومة البدع وأهلها بما يلي : أولاً : البيان بالحجة والبرهان : قال تعالى : (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ )(آل عمران: من الآية187) ، فامتثل أهل السنة والجماعة عزمة ربهم ، ولم ينقضوا الميثاق ، وبينوا للناس ما نزل إليهم من ربهم ، فحفظوا السنن والآثار ، وحدثوا بها ، ودونوها . كتب عمر بن عبدالعزيز ، رحمه الله ، إلى عامله على المدينة ، أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم (ت117هـ) : ( اكتب إليَّ بما ثبت عندك من الحديث عن رسول الله ![]() ![]() والمكتبة الإسلامية زاخرة بمئات المصنفات السلفية في بيان العقيدة الصحيحة ، من نصوص الكتاب ، والسنة ، والمرويات عن الصحابة والتابعين . ثانياً : المناظرة والمجادلة بالتي هي أحسن : قال تعالى : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) (النحل:125) ، وقد ناظر جمع من السلف خصومهم في مواطن كثيرة ، وأقاموا عليهم الحجة الشرعية ، ومن شواهد ذلك : - مناظرة الإمام أحمد بن حنبل، رحمه الله ، لأحمد بن أبي دؤاد ، شيخ المعتزلة . - مناظرة عبد العزيز الكناني ، رحمه الله ، لبشر المرِّيسي المعتزلي . - مناظرة إسحاق بن راهويه ، رحمه الله ، لمن أنكر صفة النزول . - مناظرات شيخ الإسلام ابن تيمية لمبتدعة زمانه من الأشاعرة والصوفية . ثالثاً : التصنيف في الرد على المبتدعة : وهذا باب واسع ، ومضمار طويل ؛ فلا يكاد يوجد عالم معتبر من أهل السنة ، إلا و قد انتصب للذب عن السنة ، ومقارعة أهل البدع . ومن أمثلة ذلك " الرد على الجهمية " ، فقد صنف في ذلك جمع من السلف . رابعاً : المجاهدة بالسيف والسنان : تقتضي بعض الأحوال مجاهدة أهل البدع بالسيف والسنان ، إذا لم تُجْدِ الحجة والبرهان ، إما لكونهم ذوي شوكة ومنعة ، أو بسبب مقالة يُحكم فيها بردة قائلها ، فيستتاب ، ولا يتوب . ومن شواهد ذلك : - قتال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب للخوارج . - قتل الأمير خالدبن عبدالله القسري (قصاب الزنادقة) للجعد بن درهم، وغيره. - تتبع الخليفة العباسي ( المهدي ) (158-169هـ) للزنادقة ، واستئصالهم . - قتال شيخ الإسلام ابن تيمية للنصيرية، واستنزالهم من معاقلهم، وقتل بعضهم . - قتال الإمامين محمد بن عبدالوهاب ، ومحمد بن سعود ، لمشركي زمانهم . وقد أئمة السلف يلقون في ذات الله من البلاء والمحنة الشيء العظيم ، فيصبرون ، فلا يزيدهم ذلك إلا رسوخاً في الدين ، ومحبةً وقبولاً من العالمين ، وذكراً في الآخرين . قال ابن رجب،رحمه الله، في سياق ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية،رحمه الله، بعد سجنه : ( بقي في القلعة مدةً يكتب العلم ، ويصنفه ، ويرسل إلى أصحابه الرسائل ، ويذكر ما فتح الله به عليه في هذه المدة من العلوم العظيمة ، والأحوال الجسيمة. وقال عن نفسه: " فتح الله علي في هذا الحصن ، في هذه المدة من معاني القرءان ، ومن أصول العلم بأشياء ، مات كثير من العلماء يتمنونها ، وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرءان " . ثم إنه منع من الكتابة ، ولم يترك عنده دواة ، ولا قلم ، ولا ورق ، فأقبل على التلاوة والتهجد والمناجاة والذكر . قال شيخنا أبو عبد الله بن القيم : " سمعت شيخنا ، شيخ الإسلام ، ابن تيمية ، قدس الله روحه ، ونور ضريحه ، يقول : " إن في الدنيا جنة من لم يدخلها ، لم يدخل جنة الآخرة " . وقال لي مرةً " ما يصنع أعدائي بي؟ أنا جنتي وبستاني في صدري ، أين رحت فهي معي لا تفارقني . أنا حبسي خلوة ، وقتلي شهادة ، وإخراجي من بلدي سياحة ! " . وكان في حبسه يقول : لو بذلت ملء هذه القلعة ذهباً ما عدل عندي شكر هذه النعمة ، أو قال : ما جازيتهم على ما ساقوا إلي من الخير . وكان يقول في سجوده : اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك . وقال مرةً " المحبوس من حُبس قلبه عن ربه ، والمأسور من أسره هواه " . ولما دخل القلعة ، وصار داخل سورها ، نظر إليه ، وقال : ( فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ) . ذيل طبقات الحنابلة . فرحم الله سلف هذه الأمة على ما حفظوا من دين الله ، وذبوا عن سنة رسول الله. ونسأل الله أن يتبعنا آثارهم ، وألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا ، وأن يهب لنا من لدنه رحمةً إنه هو الوهاب . ) رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) . وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم . كتبه / د. أحمد بن عبد الرحمن بن عثمان القاضي مناقشة : 1- ما مثال مقاومة الصحابة للبدع الاعتقادية ، و البدع العملية ؟ 2- ما أول بدعتين ظهرتا في الإسلام ؟ مع تعريف كل منهما . 3- ما هي البدعة الاعتقادية التي ظهرت في أواخر عهد الصحابة ، ومن أول من قال بها؟ 4- من هم المرجئة ؟ ومن أول من قال بالإرجاء ؟ وما موقف السلف منهم ، 5- في أواخر عصر التابعين ظهرت بدعتان تتعلقان بصفات الله ، ما هما ، ومن قال بهما؟ 6- لمَ سمي الجبرية بهذا الاسم ، ومن أول من قال بالجبر؟ 7- من هم " المعتزلة " ، وما أصولهم الخمسة ، وما حقيقتها ؟ 8- ما موقف أهل الكلام من العقل والنقل ؟ مع ذكر بعض فرقهم . 9- ما هي درجات الصوفية في الانحراف ، مع ذكر بعض الكتب في الرد على بدعهم ؟ 10- ما هي طرائق السلف في مواجهة البدع مع التمثيل ؟ |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
الشـــامـــــخ, خواطر موحدة |
|
|