[ 190 ]
س : ما هي التوبة النصوح ؟
جـ : هي الصادقة التي اجتمع فيها ثلاثة أشياء :
الإقلاع عن الذنب
والندم على ارتكابه ،
والعزم على أن لا يعود أبدا ،
وإن كان فيه مظلمة لمسلم تحللها منه إن أمكن ،
فإنه سيطالب بها يوم القيامة ،
إن لم يتحللها من اليوم ويقتص منه لا محالة ،
وهو من الظلم الذي لا يترك الله منه شيئا ،
قال
:
« من كان عنده لأخيه مظلمة فليتحلل منه اليوم
قبل أن لا يكون دينار ولا درهم
إن كان له حسنات أخذ من حسناته
وإلا أخذ سيئات أخيه فطرحت عليه » (1) .
[ 191 ]
س : متى تنقطع التوبة
في حق كل فرد من أفراد الناس ؟
جـ : قال الله تعالى :
{ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ
ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا }
أجمع أصحاب رسول الله
أن كل شيء عصي الله به فهو جهالة
سواء كان عمدا أو غيره وأن كل ما كان قبل الموت فهو قريب ،
وقال النبي
:
« إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر » (2) .
ثبت ذلك في أحاديث كثيرة ،
فأما إذا عاين الملك ،
وحشرجت الروح في الصدر وبلغت الحلقوم
وغرغرت النفس صاعدة في الغلاصم
فلا توبة مقبولة حينئذ ولا فكاك ولا خلاص
{ وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ } ،
وذلك قوله عز وجل عقب هذه الآية :
{ وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ
حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ } . الآية .
==================
(1) تقدم
(2) ( حسن ) رواه أحمد ( 2 / 132 ، 153 ) ، والترمذي ( 3537 ) ، وابن ماجه ( 4253 ) ،
والحاكم ( 4 / 257 ) ، وابن حبان ( 2 / 628 ) بإسناد حسن ،
قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي ، وحسنه الألباني .