العودة   شبكــة أنصــار آل محمــد > قســم الموسوعة الثقافية > البيــت العـــام

البيــت العـــام للمواضيع التي ليس لها قسم محدد

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-02-12, 01:07 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
صيد الفوائد
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية صيد الفوائد


البيانات
التسجيل: Jan 2012
العضوية: 6860
العمر: 44
المشاركات: 129 [+]
بمعدل : 0.03 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 13
نقاط التقييم: 72
صيد الفوائد سيصبح متميزا في وقت قريب

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
صيد الفوائد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : البيــت العـــام

قبل أن تنتحري
(رسالة من أخت تفكر بالانتحار)
منقول
نص رسالتها:
" أنا فتاة بالعشرينات من عمري فكرت بالانتحار أكثر من مره لكني أتراجع .هذه المرة فكرت بجدية أنني انتحر لسبب مشكلات أسرية لا يد لي فيها ولكن يلحقني منها أذى ولا سبيل في الخلاص منها حتى الآن إلا بالانتحار قرأت فتاوى تحرم الانتحار وأنها تقود صاحبه إلى النار لكن أنا يا مشايخنا وعلمائنا ما ذنبي كي تفتون بدخولي النار وأنا يشهد الله لم أرتكب كبيرة في حياتي ؟ لم أفعل أي شيء خطأ إلا أني أبحث عن الراحة وراحتي هي في عدم وجودي بالحياة لماذا لا تفهمونني ؟
" انتهى

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،،

أختي الكريمة..
قبل أن تنتحري اقرئي هذه الكلمات وتأملي هذه العبارات لعلك تجدين فيها ما تؤمّلين..

في رسالتك المفاجئة.. أحسست بعبراتك تخنق عباراتك.. وشعرت بلهيب آهاتك تنفثها كلماتك..

لكن ما يبعث على الاطمئنان، وكما يظهر جلياً من خطابك، أنك على مستوى عالي من التدين والإيمان والخوف من الله.. ونحن نؤمن أن سبب كثير من حالات الإنتحار هو ضعف الإيمان أو عدمه والفراغ الروحي.. والذي ينتشر في الدول غير المؤمنة.

سبق وأن شاهدت على اليوتيوب حلقة من برنامج القذائف للدكتور محمد العوضي، والتي التقى فيها بشاب تقلب في مراحل الشك بالدين حتى وصل إلى مرحلة خطيرة وهي الشك في وجود الله ووجود الجنة والنار.. ودخل في عالم الإلحاد.

لقد كانت عبرات الألم والحزن تخنقه لأنه لم يستطع الوصول إلى حقيقة الوجود.. ظن أن في الإلحاد إغلاق لباب كثير من التساؤلات الغيبية.. فإذا به يقع في حيرة أكبر.. حتى كاد يصاب بالجنون..فقرر أن يجيب عن تلك الأسئلة الملحة بتجربة متهورة ليكتشف عالم الغيب.. فالتهم عقاراً قاتلاً.. لكن عناية الله أدركته، واستطاع الأطباء إنقاذ حياته..

صدقيني أختي الكريمة إن كنت سأعذر منتحراً (ولن أفعل) فقد أعذر الملحد.. لأنه إن عاش معاناة في الدنيا كمرض أو فقر أو ظلم أو ألم فإنه قد يختار إيقاف معاناته بالموت.. لأنه لا يؤمن بأن هناك حياة أخرى.. ويعتقد أن الموت راحة له من الألم..

وبالنسبة لك أختي العزيزة.. فنحن نؤمن أنك لا تزالين في نعمة عظيمة لأنك تعلمين أن هذه الحياة ليست هي نهاية العالم..

تأمّلي معي أختي المؤمنة هذا الحديث: (ويؤتى بأشد المؤمنين ضرا وبلاء فيقال: اغمسوه غمسة في الجنة، فيغمس فيها غمسة، فيقال له: أي فلان، هل أصابك ضر قط أو بلاء؟ فيقول: ما أصابني قط ضر ولا بلاء) صححه الألباني

لنقل أختي - تجاوزاً- أنك أبأس أهل الدنيا.. لكن تذكري أن غمسة في الجنة ستنسيك كل ذلك العذاب والبؤس..

إذاً النعيم الحقيقي هو نعيم الآخرة.. والبؤس الحقيقي هو بؤس الآخرة.. وماذا تشكل عشر أو عشرون أو ستون سنة من المعاناة مقابل ملايين السنين من النعيم..

أيتها الفاضلة.. الحياة صعبة ومليئة بالمشكلات .. ومع إيماني أنك تعانين الكثير .. ولكن صدقيني ربما هناك من هو أشد معاناة منك.. وأنا أجزم أن لكل واحد منا قصة معاناة في هذه الحياة.. وربما وصل بعضنا إلى حالة من اليأس حتى ظننا أنها نهايتنا.. لكننا تجاوزناها بفضل الله.. فهي تبدو اليوم وكأنها مجرد كابوس عابر نسيناه.. بل ربما نتذكره للتسلية..

هذه هي طبيعة الحياة أختي الكريمة {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ }﴿
٤﴾ البلد
إن حلت أوحلت.. وإن كست أوكست.. وإن غلت أوغلت..
خلقت على كدر وأنت تريدها.. صفواً من الأقذاء والأكدار..
{وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٣٢﴾} الأنعام
النفس تبكي على الدنيا وقد علمت.. أن السلامة فيها ترك ما فيها..
سُجن الإمام أحمد وعُذب وجُلد .. وظل حياته يجاهد ويكتب ويؤلف ويرحل ويدعو ويعلّم.. فرآه أحد تلاميذه وقد أنهكه الزمن.. فقال له:
متى الراحة يا إمام؟ فقال: الراحة عند أول قدم أضعها في الجنة.

نعم أيتها المؤمنة.. لا تظني أن الدنيا خلقت لنا فقط.. أو أننا خلقنا لها فقط.. أوأننا حتماً سنعيش فيها هانئين..
قال ابن عمر تنتحري(رسالة تفكر بالانتحار)ا (أخذ رسول الله تنتحري(رسالة تفكر بالانتحار) ببعض جسدي فقال: اعبد الله كأنك تراه وكن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل) رواه أحمد

وعن عبدالله بن مسعود تنتحري(رسالة تفكر بالانتحار) قال: (دخلت على النبي تنتحري(رسالة تفكر بالانتحار) وهو في غرفة كأنها بيت حمام وهو نائم على حصير قد أثر بجنبه فبكيت فقال: ما يبكيك يا عبد الله؟ قلت: يا رسول الله، كسرى وقيصر يطوون على الخز والديباج والحرير وأنت نائم على هذا الحصير قد أثر بجنبك فقال: فلا تبك يا عبد الله، فإن لهم الدنيا ولنا الآخرة, وما أنا والدنيا، وما مثلي ومثل الدنيا إلا كمثل راكب نزل تحت شجرة ثم سار وتركها)

نعم.. هذا هو مقياسنا أختي الكريمة.. الحياة الحقيقية هي حياة الآخرة أما الدنيا فهي دار ابتلاء..
والدنيا يعطيها الله للمؤمن والكافر..قال تنتحري(رسالة تفكر بالانتحار)تنتحري(رسالة تفكر بالانتحار) وإن الله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ، ولا يعطي الإيمان إلا من أحب ) صححه الألباني
وفي الحديث (لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ، ما سقى كافرا منها شربة ماء ) صححه الألباني

ولو كان من حق أحد أن يستمتع في الدنيا لكان هو رسول الله.. لكنه تنتحري(رسالة تفكر بالانتحار) مات فقيراً.. في بيت من طين.. ودرعه مرهونة عند يهودي .. مات ولم يشبع من خبز بر.. ولم تكن توقد النار في بيته أياماً وشهوراً..
وعند وفاته تنتحري(رسالة تفكر بالانتحار) خيّره الله بين أن يعيش كأحد ملوك الدنيا أو أن ينتقل إلى جواره فرفع حبيبنا تنتحري(رسالة تفكر بالانتحار) سبابته إلى السماء قائلاً (إلى الرفيق الإعلى)

أختي الكريمة.. ما هي المصيبة التي تعانين منها؟
هل اتُّهمتِ في عرضكِ؟.. فاعلمي أن أم المؤمنين عائشة وهي الأكرم عند الله ورسوله اتهمت في عرضها.. فصبرت حتى برأها الله في كتابه..
هل فقدت زوجك الحبيب؟.. فهل سيكون أغلى من حبيب عائشة تنتحري(رسالة تفكر بالانتحار)ا؟ لقد مات حبيبها وحبيبنا تنتحري(رسالة تفكر بالانتحار) في حجرها وتحت مرأى عينها..
وإن كنت فقدت أباً حاني.. فإن عائشة فقدت أبيها الصدّيق.. أفضل رجل بعد الأنبياء والمرسلين..
نتمنى أيتها الفاضلة أن نعيش في هذه الحياة بدون عناء.. لكنه قدر الله علينا.. بل هي ملح الحياة.. وبدونها قد تكون الحياة مملّة.. وقد لا نشعر بنعمة الصحة إلا بعد المرض.. ولا بمتعة الغنى إلا بعد الفقر.. ولا بلذة الطعام إلا بعد الجوع.. ولا بحرارة الدفء إلا بعد البرد.. ولا بمعنى الأمان إلا بعد الخوف..

ولتعلمي أن من نعمة الله علينا نحن المسلمين أن جعل الابتلاء فرصة للرفعه والتكفير (عجبا لأمر المؤمن . إن أمره كله خير . وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن . إن أصابته سراء شكر . فكان خيرا له . وإن أصابته ضراء صبر . فكان خيرا له) رواه مسلم
بل إن الابتلاء سنة ربانية ليعلم من يؤمن ومن يكفر..قال سبحانه {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ﴿
٢} العنكبوت
عن سعد تنتحري(رسالة تفكر بالانتحار) قال (قلت : يا رسول الله أي الناس أشد بلاء ؟ قال : الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ، فيبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه ، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه ، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة ) رواه ابن حبان
وهنيئاً لك أيتها المؤمنة مشابهتك للأنبياء والصالحين.. ولعل ابتلاءك يكون دليل محبة الله لك.. وفي الحديث المروي (إن الله إذا أحب عبداً ابتلاه ).

لماذا؟ لأن الابتلاء تكفير للسيئات ورفعة للدرجات..
تأمّلي في هذا الحديث المروي (يود أهل العافية يوم القيامة أن لحومهم قرضت بالمقاريض مما يرون من ثواب الله عز وجل لأهل البلاء )
هذا لا يعني أختي الكريمة أن نتمنى البلاء.. لكنه يجعلنا نتوقع البلاء.. ويحثنا أن نثبت عند البلاء..
وفي الحديث (لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية . فإذا لقيتموهم فاصبروا)رواه مسلم.
هي الحياة الدنيا أيتها الفاضلة فلا تعبئي بها ..ولا تضيعي آخرتك لأجلها.. ولا تأبهي بأي قلق أو ألم أو حزن عليها.. وقد عتب الله علينا بقوله سبحانه {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ﴿
١٦﴾ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ ﴿١٧} الأعلى.

أختي العزيزة.. قد تكون فتنة الضراء خطيرة على حياتك وإيمانك..
لكن صدقيني أن فتنة السراء والغنى والصحة قد تكون أكثر خطراً على حياة المؤمن ..
بل قد يبتلي الله الكافر بالنعمة حتى يتمادى في طغيانه .. قال سبحانه: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّىٰ إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ ﴿٤٤} الأنعام
لماذا؟ لأن النعمة والغنى قد تجر الإنسان إلى الكبر والغرور ورفض الحق..
أما المرض والفقر قد تجعل الإنسان أكثر قرباً من الله.. وكم هم الغافلون الذين تغيرت حياتهم وأعلنوا توبتهم بسبب فقد قريب.. أو فراق حبيب.. أو مرض يئس منه طبيب..

{وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴿١٥٥﴾ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ﴿
١٥٦﴾ أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴿١٥٧}البقرة
إن الابتلاء أختي الكريمة سلاح ذو حدين..
فإن صبرتِ فأبشري بأجر يغبطك عليه أهل الجنة..
ولكن في المقابل .. عدم الصبر قد يقود الإنسان إلى السخط على أقدار الله واليأس والقنوط من رحمة الله.. وقد قال إبراهيم تنتحري(رسالة تفكر بالانتحار) { وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ﴿
٥٦} الحجر
وقال يعقوب تنتحري(رسالة تفكر بالانتحار) {إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّـهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴿٨٧
}يوسف
ومهما بلغتِ من البؤس واليأس أختي العزيزة فاحمدي الله أنك لم تصلِ إلى مستوى حال االكفار الذين يئسوا من الآخرة ومن الجنة.. فقال سبحانه:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّـهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ ﴿١٣
}
مسكين ذلك الكافر الميت.. الذي رأى الآخرة رأي العين.. لكن فرصته انتهت وأيس من رحمة الله الذي لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء..

أنت اختي الكريمة مؤمنة وبانتظارك حياة أبدية سرمدية.. ولكن بشرط الصبر.
{وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ ﴿٢٢﴾ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ ﴿٢٣}لكن لمن هذا الأجر { سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴿٢٤
}الرعد

أختي المؤمنة.. الدنيا هي دار الامتحان.. وصبرك عليها هو مفتاح نجاحك ودخول الجنة.
وهروبك منها بالانتحار هو انسحاب من الإختبار.. ومن ينسحب من الامتحان..مثل من يرسب في الامتحان..
وعن أبى هريرة تنتحري(رسالة تفكر بالانتحار)، عن رسول الله تنتحري(رسالة تفكر بالانتحار) (من خنق نفسه في الدنيا فقتلها خنق نفسه في النار، ومن طعن نفسه طعنها في النار، ومن اقتحم فقتل نفسه اقتحم في النار)[رواه ابن حبان].
إذاً أختي الكريمة ليس المشائخ والعلماء هم من حرم الانتحار بل حرمه الله ورسوله.. كما إن معظم الأديان السماوية والقوانين الوضعية تكاد تجمع على تجريم وتحريم الإنتحار.. لأنهم يؤمنون أن جسدك ليس ملكاً لكِ.
وعن جابر بن سمرة تنتحري(رسالة تفكر بالانتحار) قال: (أن رجلا من أصحاب النبي تنتحري(رسالة تفكر بالانتحار) أصابته جراح فآلمت به فدب إلى قرن له في سيفه فأخذ مشقصاً فقتل نفسه فلم يصل عليه النبي تنتحري(رسالة تفكر بالانتحار))[رواه الطبراني في الكبير].
تأملي يا رعاك الله! رجل من المسلمين وجاهد مع النبي.. لكن ذلك لم يشفع له.. لماذا؟ لأنه لم يصبر على الآلام والجراح ربما بضع لحظات.. فحرم نفسه من أجر عظيم كاد يجنيه لو مات شهيداً..

عذراً أختي الكريمة قد أكون قاسياً عليك..وأنا أجزم أن لك قصة مؤلمة.. لكني أؤمن أيضا أنها ليست القصة الوحيدة في عالم اليوم..
اخرجي من محيطك الضيق.. انظري إلى ملايين المصابين والمنكوبين في العالم.. كم هم ضحايا الزلازل والبراكين والفياضانات.. انظري إلى جراح أخوانك في ليبيا وأفغانستان وفلسطين وسوريا والعراق.. مصائب وحروب وكوارث خلفت وراءها ملايين المكربوين.. فكم بينهم من أم مكلومة وزوجة مهمومة وابنة يتيمة مغمومة.. لكنهم استقبلوا ذلك برضى وصبر..
هل تخيلت حال أختك المسلمة هناك والتي ربما هتك عرضها وقتل طفلها في حجرها وثكلت زوجها ؟ ماذا تراك لو كنت مكانها؟ ماذا كنت ستفعلين؟
هل سمعت بتلك المجاهدة الفلسطينية التي عاشت في سجن اليهود سنوات طويلة؟ فخرجت بعد ذلك بكل عزة وفخر..وحمد وشكر..
قومي بزيارة مستشفيات معالجة الإدمان في بلدك.. ودور النقاهة.. ودور الرعاية.. ودور الإعاقة.. ودور الأيتام.. ستجدين حتماً من هو أكثر معاناة مني ومنك.. لعلك تتلقين منهم دروساً في الصبر والرضى والإيمان..

اقرأي القرآن.. غوصي فيه بصدق.. لا تقرئيه لمجرد البركة والرقية فقط.. اقرئيه هذه المرة بتأمل وتدبر.. وأبحري في كلام الله وكأنه يخاطبك مباشرة.. رتليه في ساعة النزول الإلهي.. وستجدين فيه ما يغسل هم قلبك.. ويشرح ضيق صدرك.. ويجلي همك وكربك.. وثقي أن زفراتك وآلامك ستخرج تباعاً..مع كل حرف تنطقينه.. وستتنسمين عوضاً عنها هدوءاً وسكينة تنشر الأمان في جنبات صدرك..

إن صدقتِ مع نفسك ومع ربك أيتها الفاضلة.. فإني أجزم أن بؤسك سينقلب إلى سعادة.. وقد تشعرين أن هذا القرآن وكأنما أنزل إليك أنت بالخصوص.. وليحل مشاكلك أنت.. وليجيب عن أسئلتك أنت.. رتليه.. تغنّي به.. وإن استطعتِ فاستودعيه صدرك.. ليكون أنيسك وجليسك ورفيق دربك.. واحمدي الله أن جعلك عربية تقرئين وتفهمين كلامه مباشرة بدون ترجمان..

واعلمي {إِنَّ هَـٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴿٩
} الإسراء.
وتذكري قوله {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ (٨٢)}الإسراء.
اقرئي قصص الصابرين وآيات الصابرين وعاقبة الصابرين.. ستجدين فيها أنساً وتثبيتاً وسلوة..
ألم يقل سبحانه {وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ﴿
١٢٠} هود.؟
عيشى مع القرآن ومع أنبياء الرحمن بقلبك وعقلك وروحك.. ستجدين صوراً عجيبة من الصبر على الابتلاء.. والتي جنوا ثمرتها في الدنيا والآخرة..

تأملي قصة أم موسى الشجاعة.. اقرأي سيرة مريم الصابرة.. وأيوب عندما أقعده المرض.. ويونس وهو في بطن الحوت.. ويوسف الذي عانى متنقلاً بين ألوان الظلم والظلمة .. من ظلم أخوته إلى ظلمة الجب.. ومن ظلم النسوة إلى ظلمة السجن.. ويعقوب الذي ابيضت عيناه من الحزن.. قفي عند قوله {إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّـهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿
٨٦﴾}. رددي هذه العبارة معه بإخلاص لعل الله يزيل بها همك وينفس كربك ويعيد الأمل إلى حياتك.. كما أعاد النور إلى عيني يعقوب.. وكما كافأ يوسف بالملك.. ورد موسى إلى أمه.. وبرّأ مريم ..وشفى أيوب ..وأخرج يونس من بطن الحوت..

وسأذكّرك أيتها المباركة : إن أمدّ الله لنا في العمر فسيأتي اليوم الذي تتقلبين فيه في أثواب السعادة والنعيم.. ساعتها ستحمدين الله أنك لا زلت على قيد الحياة.. وقد قال ابن تيمية ( إن في الدنيا لجنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة ) أتدرين ما هي؟ إنها جنة الإيمان والطاعة.

يقول أبو سليمان الداراني (والله لولا قيام الليل ما أحببت الدنيا، ووالله إن أهل
الليل في ليلهم ألذ من أهل النهار في لهوهم، وإنه لتمر بالقلب ساعات يرقص فيها طربابذكر الله فأقول : إن كان أهل الجنة في مثل ما أنا فيه من النعيم إنهم لفي نعيمعظيم)

أنت لم تخلقي بلا هدف.. ولم توجدي عبثاً.. لقد خُلقتِ لعمارة الأرض بعبادته.. ونشر رحمته.. لذلك فإن قدرك عند الله عظيم.. وفي الحديث المروي (لهدم الكعبة حجراً حجراً أهون على الله من قتل المسلم
)
فما أعظمه من رب يحب عبده المؤمن وهو غني عنه..
وليس العجيب أن يحب العبد ربه.. ولكن العجيب أن يحب الرب عبده..
فهل عرفت قدرك عند الله أختي المؤمنة..
فإن كنت تبحثين عن السعادة .. فابحثي عنها في رضى ربك .. ابحثي عنها في رضى والديك..
جربي أن تطعمي فقيراً .. وأن تمسحي دمعة يتيم .. وأن تعلمي جاهلاً.. وأن تواسي جريحاً .. وأن ترشدي كفيفاً .. وستكتشفين أن إسعاد الضعفاء.. من أسرع الطرق إلى إرضاء ربك وإسعاد قلبك..

أختي الكريمة .. هذه نصيحة عامة.. لكن لا يعني هذا أن نكون سلبيين أمام تلك المشكلات بل لا بد من اتخاذ خطوات عملية لإيقاف مصدرها.. واستعيني بأهل الخبرة من أقارب وأصدقاء لحلّها أو على الأقل للتخفيف من أثرها..
اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق..
أحيينا ما علمت الحياة خيراً لنا.. وتوفنا إذا علمت الوفاة خيراً لنا..



كلمات البحث

شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار





rfg Hk jkjpvd(vshgm lk Hoj jt;v fhghkjphv) tags










عرض البوم صور صيد الفوائد   رد مع اقتباس
قديم 15-02-12, 08:33 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
الشـــامـــــخ
اللقب:
المـديـــر العـــام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية الشـــامـــــخ


البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 14
المشاركات: 10,161 [+]
بمعدل : 2.04 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 10
نقاط التقييم: 949
الشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدع

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
الشـــامـــــخ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : صيد الفوائد المنتدى : البيــت العـــام
افتراضي

جزاك الله الجنة وفردوسها وجعل ماقدمت في موازين حسناتك










توقيع : الشـــامـــــخ

يسرنا متابعتكم وتواصلكم عبر الحسابات التالية

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور الشـــامـــــخ   رد مع اقتباس
قديم 16-02-12, 12:10 AM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
حسناء..
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية حسناء..


البيانات
التسجيل: Jan 2012
العضوية: 6899
المشاركات: 104 [+]
بمعدل : 0.02 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 13
نقاط التقييم: 17
حسناء.. على طريق التميز

التوقيت
الإتصالات
الحالة:
حسناء.. غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : صيد الفوائد المنتدى : البيــت العـــام
افتراضي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة










عرض البوم صور حسناء..   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 :
لا يوجد أعضاء

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 10:11 AM

أقسام المنتدى

قســم إسلامنا تاريخٌ ومنهاج | بيت الكتاب والسنة | قســم موسوعة الصوتيات والمرئيات والبرامج | بيت الشكـاوي والإقتراحــات | بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة | قســم الموسوعـة الحواريـة | بيت الحــوار العقـائــدي | بيت الطـب البـديـل وطـب العـائلـة | بيت الأسـرة السعيــدة | قســم الدعم الخاص لقناة وصــال | بيت شبهات وردود | بيت التـاريـخ الإسلامي | بيت المهتدون إلى الإسلام ومنهج الحق | قســم موسوعة الأسرة المسلمـــة | وحــدة الرصــد والمتـابعــة | بيت الصوتيـات والمرئيـات العــام | بيت الصــــور | بيت الأرشيــف والمواضيــع المكــررة | بيت الترحيب بالأعضاء الجدد والمناسبات | بيت الجـوال والحـاسـب والبـرامـج المعـربـة | بيت المكتبـة الإسلاميـة | بيت الأحبـة فــي اللــه الطاقــم الإشـرافــي | بيت موسوعة طالب العلم | قســم الموسوعة الثقافية | البيــت العـــام | قســم دليل وتوثيق | بيت وثائق وبراهين | بيت القصـص والعبـــــــر | بيت الإدارة | بيت الصوتيـات والمرئيـات الخــاص | بيت المعتقد الإسماعيلي الباطني | بيت مختارات من غرف البالتوك لأهل السنة والجماعة | بيت الأحبـة فــي اللــه المراقبيـــــــن | بيت أهل السنه في إيران وفضح النشاط الصفوي | بيت المحــذوفــات | بيت ســؤال وجــواب | بيت أحداث العالم الإسلامي والحوار السياسـي | بيت فـرق وأديـان | باب علــم الحــديـث وشرحــه | بيت الحـــوار الحــــــــّر | وصــال للتواصل | بيت الشعـــر وأصنافـــه | باب أبـداعـات أعضـاء أنصـار الشعـريـة | باب المطبــخ | بيت الداعيـــات | بيت لمســــــــــــات | بيت الفـلاش وعـالـم التصميــم | قســم التـواصـي والتـواصـل | قســم الطــاقــــــــم الإداري | العضويات | بـاب الحــــج | بيـت المــواســم | بـاب التعليمـي | أخبــار قناة وصــال المعتمدة | بيت فـريـق الإنتـاج الإعـلامـي | بيت الـلـغـة العــربـيـة | مطبخ عمل شامل يخص سورية الحبيبة | باب تصاميم من إبداع أعضاء أنصـار آل محمد | بـاب البـرودكــاسـت | بيت تفسير وتعبير الرؤى والأحلام | ســؤال وجــواب بمــا يخــص شبهات الحديث وأهله | كلية اللغة العربية | باب نصح الإسماعيلية | باب غرفـة أبنـاء عائشـة أنصـار آل محمـد | بـيــت المـؤسـســيـــن | بـاب السيـرة النبـويـة | بـاب شهـــر رمضــان | تـراجــم علمـائـنـا |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant