عندما سقط قناع شيخي الطهراني ((((متجدد)))))

[عبق الشام]

الحلقة الثامنة

ذھبت بي الأقدار بعیداً عن كوكب العبادات والابتھالات والغناء
المحمود والشر ع المغبون والبكاء المستمر واللطم المنھمر...
ذھبت إلى قاع لا تعرف الدنیة في دینھا قاع ، فیھا الصدق عنوان
للدنیا ، ولیس الدین قاع فیھا الصراحة وحریة التعبیر أكبر من غیرھا ،
فمكثت وتعرفت على أبناء جلدتي المغاویر .......


علیھ لحیة سوداء ونور عظیم ، وشارب رقیق مزین ، ونفحات
حدیث تسحر العقل وتجعل الجبین یركع من طراوتھا....


السلام علیكم ..
علیكم السلام ..

أنا زمیلك ھنا واسمي أبو عبد االله المقھوي ھل أنت جدید ؟
قال : نعم ..

حیاك االله ,,
االله یحییك ,,

جلسنا وجلسنا إلى أن عرف من أنا شرعیاً ...
فقال لي : بودي أن نجلس في حدیقة صاخبة بصوت الطیور ساكنة من
صوت البشر ..
وافقت بكل شغف ورغبھ ..

من أنت وما قصتك ؟
قلت لھ قصتي من أولھا إلى ثلثیھا ، فقاطعني وقال ما ھي الأمور
الملتبسة علیك ؟؟

قلت لھ : ھل علي - علیھ السلام - نفس النبي - صلى االله علیھ وآلھ -
كما ورد بالقرآن ؟؟
قال لي : قد قال االله تعالى :"لقد جاءكم رسول من أنفسكم " (التوبة )

فھل نحن نفس النبي - صلى االله علیھ وآلھ ؟
قلت لھ : ھي تعني من عندنا من جنسنا ..
قال : وكذلك الآیة الأولى ھي تعني أقرب الناس لي ..

قلت لھ خ : رجنا من ھذه ، أعزك وأكرمك االله یا شیخ ..( طبعا الحوار
أطول ولكن الاختصار أجدى )

قلت لھ : یا شیخ ، ھل أبو بكر وعمر اغتصبوا الخلافة فعلاً من علي -
علیھ السلام؟؟
قال لي : لو كان الأمر كذلك فلماذا صمت الصحابة كلھم ولماذا صمت
الوصي لذلك فھل ھو الخوف !؟
"لا طاعة لمخلوق في معصیة الخالق "

وعليّ لا یخش ى في االله لومة لائم ، فكیف أن كان الأمر إ لھي لابد منھ
..
أقنعني فعلا فھل كل الصحابة رضوا بأن لا یكون الوصي في القرآن
خلیفة علیھم ( .. أنا مقتنع من قبل ولكني أرید الاسترسال في الحدیث
لأنسي وفرحي ومتعتي بھ )

قال لي یا أخي ، لو جاء رجل ناصبي لا یحب علي - علیھ السلام –
مر علینا رجل وقطع حدیث الشیخ السني وسلم ، وقال : إن الأمر مھم
ویریدونك في العمل فور اً وتعال معي ...
استأذنت من الشیخ وذھبت ..

مشینا مع ھذا الرجل وكان من طلاب الحوزات المتمرسین واسمھ
أبو فلاح ، فقال لي : لماذا تجلس مع ھذا الناصبي !؟
قلت لھ : أتحاور معھ في بعض المسائل ..

قال لي : أنت شیعي وتعرف أن ھؤلاء یحللون دمك ویكفرون أھلك
وعلمائك ،، فھل لك من غیرة على مذھبك !؟
قلت لھ : بل لي غیر ة من الذین سیدخلون الجنة وأنا لا اعرف ھل أكون
معھم ؟ لا أم
فقال لي : أنت من أھل الجنة بلا شك ، وستحاسب حسب معاصیك ،
وسیشفع لك إیمانك بالإمام ..


قلت لھ یا : أبو فلاح ، نحن نتمتع بالنساء ، وحلال لنا ھذا ..
ونأخذ الأخماس ونعطیھا ، وحلال لنا ھذا ..
ونسب أبو بكر وعمر ، وحلال لنا ھذا ..
وندعو االله أن یعجل فرج القائم ، وحلال لنا ھذ ...ا
ونبكي بالسنة 9 أشھر لمآتم الأئمة وعزائھم وأربعینیاتھم ، وحلال لنا
ھذا
ونفرح بالموالد ، وحلال لنا ھذا..

فھل تیقنا ھذا في كتاب االله وعرفناه أم من روایات فصدقناھا ؟ ..

باالله علیك ھل یوجد لنا وقت لكي ندرس ونتمعن بمذھبنا ؟ ..
ھل أبو بكر وعمر ھم أساس اللعنة التي عرفنا معناھا ، وھي الطرد
من رحمة االله وغضبھ علیھم ؟

ھل تعرف معنى أن یكون الرجل معھ سیفھ یقاتل الكفار ویفتح
الأمصار ، ثم یقول لك یا بوأ فلاح ، تفضل یا خلفنا نحن مھدنا لك
الأرض وتعال أنت عمرھا فقط ؟



ھل تعرف أن الصحابة كانوا كالأصابع المشتبكة مع آل بیت نبینا -
صلى االله علیھ وآلھ؟
أنظر معي ودقق ....

أبو بكر وعائشة وعمر وحفصة وعثمان من ھؤلاء ؟
ھل ھؤلاء من نسبھم ونلعنھم !؟

ھذا ابن تیم الذي قال أن قرابة رسول االله - صلى االله علیھ وآلھ أ - كبر
وأحب لھ من قرابة أھلھ !! لھ
ھذا ابن الخطاب الذي أعطى الحسن والحسین أموالاً من بیت المال لا
یعطي مثلھا لغیرھم !!
ولم یدخل علیھ أحد بدون استئذان مثل الحسن والحسین ..

ھذا ابن تیم الذي أطفأ فتنة المرتدین بسیفیھ وسیف علي - علیھ السلام -
ھذا الذي تقولون أنھ اغتصب الخلافة ، ھو الذي أراد أن یبایع أبو
عبید أو ة عمر على نفسھ !!

علي - علیھ السلام - من كثر شجاعتھ نام بفراش النبي - صلى االله
علیھ وآلھ - والأمر خطیر ، ولكنھ لا یخاف وكان وحده لا أھل لھ في
مكة ...
فھل یخاف أن یصدع بالحق ویأخذھا من أبو بكر أو ینكرھا علیھ !؟

ھذا أبو بكر الذي ھاجر مع جد الأئمة - علیھ وآلھ الصلاة والسلام –
ویمشي تارة عن یمینھ وتارة عن شمالھ ؛ لكي لا یأتي على صاحبھ
سھم غادر أو رمح عابر ..
ھذا الذي لدغتھ عقرب في الغار فصمت وصبر لكي لا یوقظ النبي -
صلى االله علیھ وآلھ - وھو نائم !!


ھذا الذي تشرف بزواج ابنتھ من النبي - صلى االله علیھ وآلھ !!-
ھذا الذي ضرب وعذب في الدعوة في مكة وصبر على دینھ ، فھل
ینافق بعد إن صار على سعة ومال ومنع ة في المدینة !؟
العكس یجب أن یكون إف، ن ینافق في مكة ویرتد لأن الأمر عصیب
وقتھا ..

ولكنھ لم ینافق في مكة إبان التعذیب والضرب والتشرید فھل ینافق في
وقت الیسر ؟

ھذا وھذا وھذا و ، لا تنسى عمر بن الخطاب الذي فتح الإسلام في
إیران والروم وإفریقیا ..
أبى المكوث في المدینة وأخذ الأخماس والتمتع بالنساء والأكل وشرب
الفاره من الطعام والشراب وآثر الجھاد ومتابعة الرعاة ..

كان یستشیر أبو الحسن - علیھ السلام - وھذا دلیل على فضل علي -
علیھ السلا - م ...
لو أراد الانتقام منھ لبعثھ مع الجیوش ، وقال لھ قاتل لكي یبعده عن
المدینة أو یموت في ساحات القتال ...

وضع اسمھ مع الشورى ولم یضع اسم أي قریب لھ ، ولا تنسى ا أن بنھ
عبد االله كان حیاً وكبیراً ..

عثمان الذي زوجھ النبي - صلى االله علیھ وآلھ - ابنتیھ وآثره على كثیر
من الصحابة ..
عثمان صاحب جیش العسرة ، وھذا موجود في أمھات كتبنا یا بوأ
فلاح ،،
عثمان الذي عندما آلت لھ الخلافة على عليّ - علیھ السلام - ففي الأمر
مفضلة كبیرة ...


قال : كیف ؟
قلت : من بقي من الستة للترشیح ؟
قال : علي - علیھ السلام - وعثمان ..

قلت : وماذا یدل ذلك ؟
قال : ماذا ؟
قلت : یدل على أن الاثنین الباقین من الستة ھم أفضل اثنین في
الصحاب .. ة ( أخذتھا من احد السنة )

ماذا فعل عثمان من علي عندما آلت لھ الخلافة ، ھل انتقم منھ ونفاه أو
ھل أرسلھ في الجیوش التي غزت الھند والسند ؟
لا یا صدیقي بل أبقاه عند ه لحاجتھ لھ ..

فكل ھؤلاء یا صدیقي ، كانوا یحبون عليّ ویوقرونھ وینزلونھ منزلتھ ،
والفرق بینھم وبیننا أنھم قدروا علي - علیھ السلام - حق قدره
ونحن قدرناه فوق حقھ ...
فاختلفت موازین قدره عندنا فاختل توازن المذھب ..

قال لي اسمع ...؟... بعد ما تنتھي من عملك تعال في شقتي وراح اعزم
صدیق طیب وحبیب وقولھ اللي عندك لأني مصدوم من كلامك وأنت
شیعي ...
قلت لھ أنا : شیعي نعم وتشیعي لیس معناه أ أن رفع الرجل فوق ما
وضعھ االله ، فانا لا أعرف تقدیر الرجال أكثر من رب العباد ..
.....
تابعوا الجلسة المشوقة في شقة أخونا أبو فلاح مع صدیقنا الجدید أبو
حسین فاضل دشتي ..


------------------------------