قال الحافظ:
قال ابن الجوزي: إن قيل: كيف ساغ لسعد أن يمدح نفسه، ومن شأن المؤمن ترك ذلك لثبوت النهي عنه .
فالجواب:
أنّ ذلك ساغ له لمّا عيَّره الجهّال بأنه لا يحسن الصلاة، فاضطر إلى ذكر فضله ، والمدحة إذا خلت عن البغي والاستطالة وكان مقصود قائلها إظهار الحق و شكر نعمة الله لم يكره، كما لو قال القائل: إني لحافظ لكتاب الله عالم بتفسيره و بالفقه في الدين، قاصدا إظهار الشُّكر أو تعريف ما عنده ليستفاد، و لو لم يقل ذلك لم يعلم حاله، و لهذا قال يوسف : (( إنّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ))، وقال عليٌّ: سلوني عن كتاب الله، وقال ابن مسعود: لو أعلم أحدًا أعلم بكتاب الله منّي لأتيته.
و ساق في ذلك أخبارا و آثارا عن الصحابة و التابعين تؤيد ذلك.
[الفتح: 11/291]
------------------------
المصدر:
الفوائد المنتقاة من فتح الباري وكتب أخرى
للشيخ عبد المحسن العباد - حفظه الله -
ص:371 و ما بعدها.
عن حذيفة رضى الله عنه، أنه أخذ حجرين، فوضع أحدهما على الآخر، ثم قال لأصحابه:
هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور؟
قالوا: يا أبا عبد الله، ما نرى بينهما من النور إلا قليلا.
قال: والذي نفسي بيده، لتظهرن البدع حتى لا يُــرى من الحق إلا قدر ما بين هذين الحجرين من النور،والله، لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء،
قالوا: تُركت السنة !.
.
[البدع لابن وضاح ١٢٤]