"فلقد كان الأدبُ - ولا يزالُ - خيرَ سبيلٍ لإيصالِ المعرفةِ ، وسرعةِ انْصبابِها ، وتوَلُّجِها في القلبِ ، واستِيلائها على النفس .
والبليغُ يضع لسانه حيث أراد ، وإنَّكَ لتجدُ كثيرا من الدِّراسات قد جمعتْ فأوعتْ لكنَّها لمْ تبلُغْ مبلغهَا من النفعِ والفائدةِ ؛ لجفافها وعسرها (وحسنُ البيانِ يُري الظلماءَ كالنُّورِ) على ما قال الشاعر".
يقصد بالشاعر ابن الرومي حين قال: في زخرف القول تزيين لباطله / والحق قد يعتريه سوء تعبير
تقول: هذا مجاج النحل تمدحه / وإن تعِبْ قلتَ: ذا قيء الزنابير
مدحا وذما وما جاوزت وصفهما / حسن البيان يري الظلماء كالنور
[صيحة في سبيل العربية ، مقالات للدكتور محمود الطناحي. ص/115 مقالة: البيان والطريق المهجور]