كل ذي لب يعلم أنه لا طريق للشيطان عليه الا من ثلاث جهات :
أحدها : التزيد و الاسراف ، فيزيد على قدر الحاجة فتصير فضلة ، و هي حظ الشيطان و مدخله الى القلب ، و طريق - الخلاص منه - الاحتزار
من اعطاء النفس تمام مطلوبها من غذاء أو نوم أو لذة أو راحة .فمتى أغلقت هذا الباب حصل الامان من دخول العدو منه .
الثانية : الغفلة ، فان الذاكر في حصن الذكر ، فمتى غفل فتح باب الحصن ، فولجه العدو فيعسر عليه ، أو يصعب اخراجه .
عن حذيفة رضى الله عنه، أنه أخذ حجرين، فوضع أحدهما على الآخر، ثم قال لأصحابه:
هل ترون ما بين هذين الحجرين من النور؟
قالوا: يا أبا عبد الله، ما نرى بينهما من النور إلا قليلا.
قال: والذي نفسي بيده، لتظهرن البدع حتى لا يُــرى من الحق إلا قدر ما بين هذين الحجرين من النور،والله، لتفشون البدع حتى إذا ترك منها شيء،
قالوا: تُركت السنة !.
.
[البدع لابن وضاح ١٢٤]