بيت موسوعة طالب العلم كـل مايخص طالب العلم ومنها الفتــاوى |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
المشاركة رقم: 7 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
جارة المصطفى
المنتدى :
بيت موسوعة طالب العلم
![]()
۩ الأثر السادس: اشتباه الأمور واختلاط الحق بالباطل من آثار الفتن وعواقبها: أن الأمور تشتبه فيها على الناس وتختلط، ولا يميز كثير من الناس بين حق وباطل، ويُقتل الرجل ولا يدري فيما قُتل، ويقتله قاتله ولا يدري فيما قتله لكنها فتنة مضطرمة، ويموج الناس، وتتغير النفوس، وتعظم الأخطار، وتُحدِق الشرور بالناس، وتصبح الأمور مشتبهة يقول أبو موسى الأشعري ![]() فالفتنة إذا أقبلت على الناس يصبح أمرها مشتبهاً على الناس غير متضح، وإذا أدبرت عرف الناس حالها وتبين لهم أمرها. ويقول مطرف بن عبد الله بن الشخير: " إن الفتنة لا تجيء حين تجيء لتهدي الناس، ولكن لتقارع المؤمن على دينه " أخرجه ابن سعد في الطبقات (7/142)، وأبو نعيم في الحلية (2/204). ولنعتبر في هذا الباب بفتنة المسيح الدجال التي هي أعظم الفتن، والنبي عليه الصلاة والسلام ذكر لأمته فيها حقائق جلية، وأموراً واضحة، تكشف عور الدجال، وتبين حقيقته، ومع ذلك يتبعه خلق لا يحصيهم إلا الله. يقول عليه الصلاة والسلام: " من سمع بالدجال فلينأى عنه - أي يبتعد عنه ولا يقترب من مكانه - فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات " أخرجه أحمد (19968)، وأبو داوود (4319)، والحاكم (4/576) من حديث عمران بن حصين ![]() فيتبعه أي: يتبع الدجال مما يثيره من الشبهات التي تخطف القلوب، وتأسر النفوس. وجاء في الحديث في صحيح مسلم برقم (1848) من حديث أبي هريرة ![]() وقوله عمية أي: الأمر الأعمى، لا يستبين حاله، ولا يتضح أمره، وهذا حال الفتن وشأنها أنها يصبح الناس يموجون فيها، ولا يتضح لهم فيها أمر، ولا تستبين لهم فيها جادة. ومن لطيف ما يُذكر في هذا المقام قصة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص ![]() فقال: " لا أقاتل حتى تأتوني بسيف له عينان، ولسان، وشفتان، يعرف المؤمن من الكافر ". أي: تأتوني بسيف يعرف المؤمن من الكافر، إن ضربت مسلماً نبأ عنه لا يقتله، وإن ضربت كافراً قتله. ثم قال: " لقد جاهدت وأنا أعرف الجهاد " أخرجه عبد الرزاق في المصنف (20736)، وابن سعد في الطبقات (3/143)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/135). أي: أما مثل هذا القتال الذي تتساقط فيه رؤوس المسلمين، ويقتل بعضهم بعضاً؛ لا أدخل في ذلك إلا أن تأتوني بسيف هذه صفته، ثم ضرب مثلاً عجيباً، قال فيه ![]() ![]() وكان منهج سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر وجماعة من الصحابة أن الحل في الأمر الذي كان بين معاوية وبين علي ليس السيف، وإنما الحل السعي في الصلح والتروي في الأمور ونحو ذلك وعلي ![]() ![]() كما قال عليه الصلاة والسلام: " إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر " أخرجه البخاري (7352)، ومسلم (1716) من حديث عمرو بن العاص ![]() لكن جماعة من الصحابة رأوا أن الحل في مثل ذلك ليس بالسيف والقتال، وإنما بالسعي في الصلح، والبعد عن القتال، وجمع الكلمة إلى غير ذلك من المسالك.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
الشـــامـــــخ |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|