بيت موسوعة طالب العلم كـل مايخص طالب العلم ومنها الفتــاوى |
![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
جارة المصطفى
المنتدى :
بيت موسوعة طالب العلم
![]() الأثر الثالث تصدُّر السُّفهاء ومن آثار الفتن أيضاً: أنها يترتَّب عليها تصدُّر السُّفهاء، ومن لا علمَ عندهم، ومن لا فقه لهم في دين الله، يتصدَّرون بالحماسة فقط، بدون فقهٍ في دين الله، وبدون درايةٍ، وبدون أناةٍ ولا تؤَدَةٍ، فيتصدَّرون ويُلقون الأحكامَ جزافًا، ويقرِّرون الأقوال، ويُرجفون، ويتدخَّلون في أمر الفُتْيَا وغيرها، وهم لا يُعرفون بعلمٍ ولا يُعرفو بحلمٍ، ولا يُعرفون برويَّةٍ: لكنهم يدفهم في ذلك حماسةٌ تجرُّهم إليها الفتن. ولهذا يقول شيخ الاسلان ابن تيمة رحمه الله في كتابه (المنهاج) (1) : ( والفتنة إذا وقعت عَجَزَ العُقلاء فيها عن دفع السُّفهاء ). وهذا شأن الفتن كما قال الله تعالى : (( وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً )) [الأنفال: 25]. وإذا وقعت الفتنة: لم يسلَم من التَّلَوُّث بها إلاَّ من عصمَه الله، نسأل الله عز وجل أن يسلِّمنا أجمعين. ___________
1. ( 4/187) المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
جارة المصطفى
المنتدى :
بيت موسوعة طالب العلم
![]()
الأثر الرابع الانتهاء إلى العواقب المُرْديَة والمآلات السَّيئَة من آثار الفتن وعواقبها: أن من يدخل الفتنة ويتوَّرط فيها: يبوء بالعواقب المردية والمآلات السَّيئَة، ولا ينال منها خيرًا، وفي الوقت نفسه لا يحصِّل خيرًا، وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تتبَّع جملةً من الفتن الَّتي ثارتْ في أزمنة قبله ورصدها رحمه الله، وذكر في كتابه ((منهاج السُّنَّة)) خلاصةً جميلةً نافعةً مفيدةً لمآلات تلك الفتن فقال رحمه الله: (( قلَّ من خرج على إمام ذي سلطان إلاَّ كان ما تولَّد على فعله من الشَّرِّ أعظم ممَّا تولًّد من الخير ))، وذكر أمثلةَ كثيرةً لِفِتَنٍ حصلتْ، ثمَّ لخَّص نَتَاجَ وآثار تلك الفتن: فقال رحمه الله: ( فلا أقاموا دينا، ولا أَبْقَوْا دُنْيَا )(1). أي : من تصدَّروا تلك الفتن، وسعوا فيها، ما أقاموا دينًا، ولم يُبقوا دُينا: لأنَّ الفتنة إذا ثارت يقع القتلُ، ويكثر الهَرْجُ، ويموج الناس، وتحصُل الفتن، والعواقب السيئة، ولا يحصِّلُ مُثِير الفتنة أيَّ خيرٍ. ومَرَّ قريبًا معنا قصَّةُ النَّفر الذين لم يَعْبَؤوا بنصيحة الإمام أحمد، وكذلك قصة النفر الذين لم يعبؤوا بنصيحة الحسن البصري، وكانت النتيجة عند هؤلاء وعند هؤلاء أنَّهم ما أقاموا دينًا، وكانت مآلاتهم: إما إلى حبس أو إلى قتل أو هروب أو غير ذلك من المآلات والنِّهايات، وهذا متكرِّرٌ في التَّاريخ. وفي المجلد الثامن من (سير أعلام النبلاء) – في ترجمة الحكم بن هشام الدَّاخل الأموي- كان أمير الأندلس-: يقول الذّهبي في قصةٍ طويلة لا يَسَعُ المقام لذكرها، ولكن يمكن أن تُراجع في ( سير أعلام النبلاء) (2)، بدأها الذهبي رحمه الله بقوله: ( كَثُرَت العلماء بالأندلس في دولته –أي دولة الحَكَم- حتَّى قيل: إنه كان بقرطبة أربعة آلاف مُتَقَلِّس مُتَزيِّن بزيِّ العلماء – يعني: كَثُرَ أهل العلم وطلبة العلم المتزيِّين بزيِّ أهل العلم- قال : فلما أراد الله فناءهم: عزَّ عليهم انتهاك الحَكَم للحُرمات، وائتمروا ليخلعوه، ثم جيَّشوا لقتاله، وجرت بالأندلس فتنة عظيمة على الإسلام وأهله فلا قوَّة إلاَّ بالله )، ثمَّ سرد القصَّة رحمه الله، وفي نهايتها أنَّ كثيرًا من هؤلاء قُتلوا ومنهم مَنْ فَرَّ، ومنهم من سُجِنَ دون أن يقيموا دينًا بمثل هذه الفتن التي تُشعل وتُؤجَّج، والسَّعيد – كما يُقال- مَنِ اتَّعظ بغيره. بل إن عددا كبيرا ممن شاركوا في الفتن ودخلوا فيها كانت نهايتهم فيها النَّدم وتمنِّي أن لو لم يدخلوا في تلك الفتن. وسُطِّر من ذلك شيءٌ كثير في كتب التاريخ والتراجم، أخبارٌ لأولئك الذين شاركوا في الفتن كانت نهايتهم النَّدم على ذلك. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله: ( وهكذا عامَّة السَّابقين ندموا على ما دخلوا فيه من القتال ) (3). ويقول أيُّوب السَّخْتِيَانِي رحمه الله، ذكر القرَّاء الذين خرجوا مع ابن الأشعت: فقال : ( لا أعلم أحدًا منهم قُتِلَ إِلَا قد رُغِبَ له عن مصرعهِ، ولا نجا منهم أحدٌ إلا حَمِدَ الله إلي سلَّمه ) (4) وندم على ما كان منه. ومن الأخبار المفيدة واللَّطيفة في هذا الباب قصة زُبيد ابن الحارث اليامي، وهو من رجال الكتب السِّتَّة، ومن علماء الإسلام، وهو ممَّن دخل في فتنة ابن الأشعت، ولكنَّه سَلِمَ منها، وسَلِمَ من القتل، قال محمَّد بن طلحة: ( رآني زبيد مع العلاء بن عبد الكريم ونحن نضحك، فقال : لو شهدتَ الجماجم ما ضَحِكْتَ! )، و (الجماجم) التي يشير إلها: جماجم المسلمين ورؤوسهم تتساقط بأيدي المسلمين أنفسهم، يقتل بعضُهم بعضًا ثم قال زبيد: ( وَلَوَدِدْتُ أنَّ يدي –أو قال: يميني- قُطعت من العَضُد ولم أكن شهدت ذلك ) (5). ثم جاءت فتنة بعد ذلك ودُعِيَ إلى المشاركة فيها لكنه رأى الآثار والعواقب وانْتَبَه، فتأمل جوابه الطَّريف اللطيف الذي هو جواب مجرِّب، جاء في بعض الرِّوايات أن منصور ابن المعْتَمِر كان يختلف إلى زبيد، فذكر أهل البيت يُقتلون، ويريد زبيد أن يخرج مع زيد بن عليٍّ في فتنة أخرى، فقال زبيد رحمه الله: ( ما أنا بخارج إلاَّ مع نبيٍّ، وما أنا بواجِده ) (6)، أي : لن أجد نبيًّا أخرج معه، هذه قالها عن معرفةٍ وتجربةٍ ومعاينةٍ للآثار الَّتي حُصدت من تلك الفتن. ___________ 1. منهاج السنة (4/527-528 ). 2. (8/253-260). 3. منهاج السنة (4/316). 4. أخرجه خليفة بن خياط ف ((تاريخه)) (ص76). 5. تاريخ خليفة (ص76). 6. أخرجه يعقوب بن سفيان في ((تاريخه)) (3/107)، وابن عساكر في ((تاريخ دمشق)) (19/473).
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
جارة المصطفى
المنتدى :
بيت موسوعة طالب العلم
![]()
الأثر الخامس: من دخل في الفتن انحطَّ قدره أيضاً من آثارها: أن من يدخل فيها وهو من أهل العلم ربما تؤدي به إلى نقص قدره وسقوط شأنه، ومن سلم من تلك الفتن تكون سلامته منها رفعة له وسبباً لانتفاع الناس بعلمه ومضي الخير وجريانه على يديه بتوفيق من الله تبارك وتعالى ولهذا قال عبد الله بن عون: " كان مسلم بن يسار عند الناس أرفع من الحسن البصري، فلما وقعت الفتنة خف مسلم فيها وأبطأ عنها الحسن أي تأخر واعتزل الفتن، فأما مسلم فإنه اتضع أي عند الناس، وأما الحسن فإنه ارتفع " أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (11/128)، وابن سعد في الطبقات (7/165)، وابن عساكر في تاريخه (58/146). مسلم بن يسار الذي قال عنه عبد الله بن عون هذا الكلام؛ وهو ممن دخل فتنة ابن الأشعث؛ لكنه لما انتهت كان يحمد الله ويقول في حمده لله تبارك وتعالى: " يا أبا قلابة إني أحمد الله إليك أني لم أرم بسهم، ولم أطعن فيها برمح، ولم أضرب فيها بسيف " معنى كلامه: أنا مشيت معهم؛ لكنني ما رميت بسهم ولا ضربت بسيف فكان يقول هذا الكلام، يحمد الله، وكان عنده أبو قلابة رحمه الله فقال له ابو قلابة: يا أبا عبد الله فكيف بمن رآك واقفاً في الصف؟ - أنت عالم ومعروف بين الناس ومكانتك معروفة؛ فكيف بمن رآك بين الصفين فقال: " هذا مسلم بن يسار لن يقاتل إلا على حق؟! " وقوفك بين الصفين، وحضورك بنفسك، وقيامك مع هؤلاء، وجودك نفسه هذا مما يزيد الفتنة. فبكى مسلم بن يسار لما نبهه على هذا الأمر؛ فقال أبو قلابة: " فبكى وبكي حتى تمنيت أني لم أكن قلت له شيئاً " أخرج هذا الأثر ابن سعد في طالبقات (7/187)، وخليفة في تاريخه (ص:52)، وابن عساكر في تاريخه (58/146)؛ أي: تأثر للحالة التي آل إليها أمر مسلم عندما ذكَّره بخطورة وقوفه حتى بدون مشاركة، فكيف بمن شارك؟!
التعديل الأخير تم بواسطة جارة المصطفى ; 01-03-14 الساعة 12:29 AM |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
جارة المصطفى
المنتدى :
بيت موسوعة طالب العلم
![]()
۩ الأثر السادس: اشتباه الأمور واختلاط الحق بالباطل من آثار الفتن وعواقبها: أن الأمور تشتبه فيها على الناس وتختلط، ولا يميز كثير من الناس بين حق وباطل، ويُقتل الرجل ولا يدري فيما قُتل، ويقتله قاتله ولا يدري فيما قتله لكنها فتنة مضطرمة، ويموج الناس، وتتغير النفوس، وتعظم الأخطار، وتُحدِق الشرور بالناس، وتصبح الأمور مشتبهة يقول أبو موسى الأشعري ![]() فالفتنة إذا أقبلت على الناس يصبح أمرها مشتبهاً على الناس غير متضح، وإذا أدبرت عرف الناس حالها وتبين لهم أمرها. ويقول مطرف بن عبد الله بن الشخير: " إن الفتنة لا تجيء حين تجيء لتهدي الناس، ولكن لتقارع المؤمن على دينه " أخرجه ابن سعد في الطبقات (7/142)، وأبو نعيم في الحلية (2/204). ولنعتبر في هذا الباب بفتنة المسيح الدجال التي هي أعظم الفتن، والنبي عليه الصلاة والسلام ذكر لأمته فيها حقائق جلية، وأموراً واضحة، تكشف عور الدجال، وتبين حقيقته، ومع ذلك يتبعه خلق لا يحصيهم إلا الله. يقول عليه الصلاة والسلام: " من سمع بالدجال فلينأى عنه - أي يبتعد عنه ولا يقترب من مكانه - فوالله إن الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به من الشبهات " أخرجه أحمد (19968)، وأبو داوود (4319)، والحاكم (4/576) من حديث عمران بن حصين ![]() فيتبعه أي: يتبع الدجال مما يثيره من الشبهات التي تخطف القلوب، وتأسر النفوس. وجاء في الحديث في صحيح مسلم برقم (1848) من حديث أبي هريرة ![]() وقوله عمية أي: الأمر الأعمى، لا يستبين حاله، ولا يتضح أمره، وهذا حال الفتن وشأنها أنها يصبح الناس يموجون فيها، ولا يتضح لهم فيها أمر، ولا تستبين لهم فيها جادة. ومن لطيف ما يُذكر في هذا المقام قصة الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص ![]() فقال: " لا أقاتل حتى تأتوني بسيف له عينان، ولسان، وشفتان، يعرف المؤمن من الكافر ". أي: تأتوني بسيف يعرف المؤمن من الكافر، إن ضربت مسلماً نبأ عنه لا يقتله، وإن ضربت كافراً قتله. ثم قال: " لقد جاهدت وأنا أعرف الجهاد " أخرجه عبد الرزاق في المصنف (20736)، وابن سعد في الطبقات (3/143)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (1/135). أي: أما مثل هذا القتال الذي تتساقط فيه رؤوس المسلمين، ويقتل بعضهم بعضاً؛ لا أدخل في ذلك إلا أن تأتوني بسيف هذه صفته، ثم ضرب مثلاً عجيباً، قال فيه ![]() ![]() وكان منهج سعد بن أبي وقاص وعبد الله بن عمر وجماعة من الصحابة أن الحل في الأمر الذي كان بين معاوية وبين علي ليس السيف، وإنما الحل السعي في الصلح والتروي في الأمور ونحو ذلك وعلي ![]() ![]() كما قال عليه الصلاة والسلام: " إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر " أخرجه البخاري (7352)، ومسلم (1716) من حديث عمرو بن العاص ![]() لكن جماعة من الصحابة رأوا أن الحل في مثل ذلك ليس بالسيف والقتال، وإنما بالسعي في الصلح، والبعد عن القتال، وجمع الكلمة إلى غير ذلك من المسالك.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 5 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
جارة المصطفى
المنتدى :
بيت موسوعة طالب العلم
![]()
الاثر السابع: التغرير بالناشئة والشباب أيضاً في الفتن ومما يترتب عليها: أن الفتن تكون سبباً ووسيلة لاستدراج الناس وصغار الأسنان والتغرير بهم من خلال خطوط وقنوات ومسارات إلى أن يصلوا إلى عواقب وخيمة ونهايات مؤلمة. وهنا ينبغي على الشاب ألا يغتر بالدعايات التي تُرفع، والشعارات التي تُثار، والعبارات ونحو ذلك، بل إذا دُعي إلى شيء يُرجع إلى أكابر أهل العلم، قد قال عليه الصلاة والسلام: " البركة مع أكابركم " أخرجه ابن حبان (559)، والطبراني في الأوسط (8991)، والحاكم (1/131) وصححه، ووافقه الذهبي، وأقرهما الألباني في الصحيحة (1778). فإذا دُعي إلى طريق أو مسار أو مسلك يرجع إلى أكابر أهل العلم، الراسخين فيه، المعروفين بالتحقيق فيه الذين رسخت قدمهم في العلم ومدارسته ومذاكرته ورسخت قدمهم في الفتوى والبيان والتوجيه والنصيحة والتعليم يرجع إليهم فيسأل لكن في الفتن قد يُستدرج بعض الناشئة ويُؤخذون عبر خطوات إلى أن يدخلوا في أمور عظيمة وورطات جسيمة ربما لا يجدون لأنفسهم منها مخرجاً، وتكون البدايات مع الصغار من مثيري الفتن في أشياء مألوفة وأمور معروفة، مثل أن يجتمع جماعة ويتعاهدون على أشياء معروفة ومتقررة فيقولون مثلاً: نجتمع على الإيمان بالله وملائكته وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة ونتعاهد على ذلك، ويضيفون لها بعض الأشياء التي تجعل الشاب فيما بعد يجد أنه التزم بعهد، وربما دخل في حزب أو سلك في تنظيم أو دخل في بيعة أو نحو ذلك، ويجد نفسه في مسار يحتار فيه، وربما يصعب عليه الرجوع، وقد قطع فيه شوطاً وتورط في ذلك المسلك والمسار بينما إذا كان الشاب موفقاً ومنَّ الله عليه بالتوفيق؛ فإنه يسلم من ذلك، ومثل هذه الأمور كانت توجد من قديم. في زمن التابعين، يروي لنا مطرف بن عبد الله بن الشخير قصة له لما كان صغيراً وردت في حلية الأولياء (2/204)، تاريخ دمشق (58/313) فيقول: كنا نأتي زيد بن صوحان - كان واعظاً يعظ ويذكر ويخوفهم بالله، ويرغبهم في العبادة والطاعة - فكان يقول: " يا عباد الله أكرموا وأجملوا فإنما وسيلة العباد الى الله بخصلتين: الخوف والطمع ". فيقول: فأتيته ذات يوم وقد كتبوا كتاباً فنسقوا كلاماً من هذا النحو: " إن الله ربنا، ومحمد نبينا ![]() قال: فجعل يعرض الكتاب عليهم رجلاً رجلاً، كلما عرضوا على رجل يقولون له: أقررت يا فلان؟ فيقول: نعم أقررت. قال: حتى انتهوا إلي؛ فقالوا: أقررت يا غلام؟ - أي: بهذه الأمور - قلت: لا، ما أقررت. قال زيد بن صوحان: لا تعجلوا على الغلام، قال: ما تقول يا غلام؟ قلت: إن الله قد أخذ عليَّ عهداً في كتابه فلن أُحْدِث عهداً سوى العهد الذي أخذه الله عليَّ في كتابه. قال: فرجع القوم عن آخرهم، ما أقر منهم أحد، وكانوا زهاء ثلاثين نفساً. الشاهد: أن الفتن ربما يُستدرج فيها كثير من الشباب وصغار السن في تنظيمات أو في تحزبات أو في بيعات أو في نحو ذلك من الأمور مما يترتب عليه ما لا تحمد عاقبته.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 6 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
جارة المصطفى
المنتدى :
بيت موسوعة طالب العلم
![]()
الأثر الثامن: إضعاف الأخوة الإيمانية والرابطة الدينية أيضاً من آثار الفتن ومآلاتها المردية: أنها تفكك المجتمعات، وتضعف الأخوة الإيمانية والرابطة الدينية، وتنشر بين الناس الضغائن والأحقاد والعداوات ولهذا جاء في الحديث الذي في صحيح البخاري (7084،3606)، ومسلم (1874) حديث حذيفة بن اليمان ![]() ![]() وجاء في بعض الروايات أنه قال: " بقية " وفي رواية جماعة: " على أقذاء، وهدنة على دخن " وفي رواية قال: " لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه " أخرجه أحمد (23282)، وأبو داوود (4246)، وابن حبان (5963)، وانظر الصحيحة للألباني (2739). فالشاهد: أن الفتن عندما تتأجج؛ تغير النفوس وربما تخلخلت معاني الأخوة والرابطة الإيمانية والله تبارك وتعالى يقول: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [ الحجرات: 10 ] والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: " وكونوا عباد الله إخواناً، المسلم أخ المسلم، لا يخذله، ولا يظلمه، ولا يحقره، التقوى ها هنا، بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم " أخرجه مسلم (3564) من حديث أبي هريرة ![]() **********
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 7 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
جارة المصطفى
المنتدى :
بيت موسوعة طالب العلم
![]() ۩ الأثر التاسع:
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
الشـــامـــــخ |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|