|
![]() |
المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ابو معاذ السُنّي
المنتدى :
بيت القصـص والعبـــــــر
![]() بسم الله الرحمن الرحيم الحلقة الثانية عشر في الحلقة السابقة رأيتم التحوّل في اسلوب التعامل مع الافكار , فقد كنتُ سابقاً اتعامل معها وهي لا تزال ( خام ) بلا تدقيق عاقل ولا تنقيح ذاتي . لقد منّ الله عليّ الآن بأن أنظر الى الأمور بطريقة مغايرة . وهذا ما جعلني اكتشف ان الأمر الواحد يمكن ان تنظر اليه من عدّة جوانب , وقد تراه بأشكال متباينة وبصور مختلفة عن التي كوّنتها أنت عنه سلفا . إن ما منّ الله به عليّ اقدر اسمّيه ب ( العدل والحياديّة ) . وحين يُنْصِفُ الشخص الناسَ حتى من نفسه فتلك هي قمّة الشجاعة وحين يستطيع الإنسان ان ينظر الى الأمور التي تعنيه هو , ومرتبطة به هو , حين يستطيع ان ينظر اليها وكأنّه ليس له دخل بها , فان ذلك يكسبه القدرة على الحكم على تلك الأمور بدون تدخّل لعواطفه ولا اتّباع لهواه . لا اريد ان اكثر عليك ايها القارئ من هذه الفلسفة ولكنّها مقدّمة كانَ لا بدّ منها وأرجو منك التحمّل والصبر . وقد قرأتُ ذات مرة في احد الكتب نسيتُ اسمه الآن وما اكثر ما نسيتُ , قرأتُ في ذلك الكتاب أن الإنسان يستطيع ان يتخلّص من أي سلوك سيّئ أو أي صفة قبيحة توجد فيه , يستطيع التخلّص منها بثلاث خطوات بسيطة وهي : 1 – ان يعلم أن تلك الخصلة فيه . 2 – أن يبغضها ويمْقتها بقلبه . 3 – أن يبذل الجهد لمقاومتها . وكذلك إذا عكسنا الخطوات الثلاث اعلاه واضفنا عليها الدّعاء فسوف نحصل عل طريقة سهلة جدا لإكتساب أي صفة حسنة أو خصلة طيّبة أو سلوك نريد ان يكون فينا ونرغب في أن نتّصف به . تلك النّظرية ساعدتني بعد توفيق الله سبحانه وتعالى . فقد تدرّبتُ على عمليّة التحدّث مع النفس بصدق وصراحة وتعلّمتُ كيفيّة مجابهة نفسي بالحق والواقع , وأن ألْزمها بالحق حين تحيد يميناً او شمالاً . ولا داعي لشرح ذلك الآن فهو ليس من صلب الموضوع . متصفّحي الكريم قبل ان ندخل سويّا في متاهات الشُّبهات الكثيرة التي كنتُ اعانيها , وقبل أن نلج الى التناقضات التي تراكمتْ على ظهري وأثقلت كاهلي , قبل ذلك كله يجب ان تعلم شيئا ولا أظنّك إلاّ تعرف ذلك الشيء وهو : إنّ الدين او التديّن إذا قام على أسس رجراجة فانه ينهار بسرعة . اقصد إذا تديّن الشخص بسبب ظروف عاطفية او ماليّة او غيرها فإنه سرعان ما يترك دينه ويتخلّى عنه إلاّ من رحم ربي . وقد قال الشاعر : صلّى المصلّي لأمرٍ كان يقصده **** فلمّا انتهى الأمرُ لا صلّى ولا صامَ وربما انك تتذكّر أني حين رجعتُ الى المملكة وتفاجأتُ بوفاة اخي انتابتني نوبة عاطفيّة واحزان جعلتني ارجع الى الدين وان إلْجأ الى الله بسبب ظروفي وليس لإيمان صادق وثابت ويقين نابع من القلب . وحين اندملت الجراح عاد الحال كما هو وربمّا اسوأ . أو كما يُقال (( عادة حليمة لعادتها القديمة )) أي رجعتُ الى ما كنتُ عليه من الحيرة والتيه . عِدْتُ الى التّذبذب والتأرجح . فلا يزال هناك كم هائل من الشبهات والوساوس التي كانت تنتابني . نعم هدأت عندي عواصف الإلحاد ولكنّها هناك كامنة في مخبأها موجودة في زوايا فكري , وكان إيماني فارغاً بلا يقين ولا جزم . فكنتُ تارة اعتقد ان هناك رب وخالق لهذا الكون , وتارة اخرى يكون شعوري العكس , تارة اعتقد ان الاسلام صحيح وفجأة اجد نفسي منكرة لصحّته . وذلك التأرّجح كان يحدث حسب ظروف تحرّكه . فمثلاً حين ارى عطف الأم على ابنها فإني اشعر ان ذلك الشعور لابدّ ان يكون خلقه رب رحيم ودود رؤوف . وإذا وجدتُ معوّقاً أو مريضا منهكاً فإني اجد في نفسي شعورا يقول لي لا يوجد إله وليس في هذه الدنيا سوى الطبيعة وتفاعلاتها . كنتُ تارة يمين وأخرى شمال . وهكذا كنتُ مثل ريشة في مهبط طائرات عمودية ( هيلوكبتر ) . لم استطع ان امارس شعائر الاسلام بلا اقتناع صادق , ولم استطع الاقتناع لمجرّد تصديق الآخرين , ولم اجد في نفسي التأكّد من صحة الدين ولم اجد الأدلّة التي تقنعني ... وقد يقول قائل : الم يكفك القرآن الكريم وما فيه من الآيات ..!؟؟ فأرد عليه بقولي أن القرآن لكي يقوم بدوره في الهداية , يجب ان يكون المرء مؤمناً بأن القرآن صحيح وأنه منْزل من عند الله على النبي محمد عليه الصلاة والسلام , وبعدها سيأتي القرآن بالمعجزات . اما وانه لا يزال في ريبة ولا يزال متشكك حتى في وجود الخالق فهذا لا يزال في ضلال بعيد . وسيكون ابعد من ان يفهم القرآن . اقرأ قول الله تعالى : وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ [فصلت : 44] كنتُ بعض الأحيان ( والله العظيم ) اقول لو اشتُرِطَ عليّ ان افهم الحقّ في مسألة وجود الله وارساله الرسل والبعث .. لو اشترطوا علي ان اذا عرفت ذلك حقاً فالشرط هو قتلي والله كنتُ سأوافق ... اقسم بالله لم اكن لأتردّد . ان اعرف الحق ثمّ اشنق او اصلب او اقطّع وأفرم شورما . إن مسألة معرفة الله هي أهم واعظم مسألة في حياة الانسان . ولما لهذه المسألة من أهميّة وتحتاج الى براهين قويّة وحقائق جليّة لذلك أجّلتُ بحثها مع نفسي لأسباب تتعلّق بالمعطيات . أي ان معلوماتي لا تزال ناقصة في هذه النّقطة الهامة . وكذلك لا يزال أدائي في الحوار مع الذات فتيّا , لم اتمكّن منه تمكّنا شديدا . ولكني عزمتُ بكل قوّتي على ان اضع ذالك الموضوع الرئيس تحت النقاش مع نفسي ووعدتُ بالإنصاف والحياديّة المُطْلقة ,,,, ولكن متى ستُتاح لي الفرصة لذلك ...!!!؟؟ كنتُ اجمع المعلومات , وأضمها الى بعضها , فكل ما حصلتُ على معلومة او قُصاصة لها علاقة بالموضع ( نفيا أو اثباتاً ) فإني اضمّها الى المعلومات السابقة لتشكّل ملفا واحدا وقرّرت ان اتفرّغ له ولو بعد حين . في نهاية عام 1406 هـ وبفضل الله وتوفيقه , حصلتُ على بعثة الى الولايات المتحدة الأمريكيّة لأكمال دراستي في المساحة المتقدّمة والمسح بالاقمار الصناعية . كانت مدّة البعثة عام وشهرين . ولن اذكر شيئا مما جرى هناك سوى موقفين فقط تتعلّقان بالموضوع . واذا سنحت الفرصة فيما بعد فسوف اذكر بعض الحوارات التي دارت بيني وبين بعض القسس النصارى واليهود وكذلك بعض الشواذ ( المثليين ) أعزّكم الله واما الآن فإلى الموقفين ...!! الموقف الأول هو : أن عمّي أبو زوجتي رفض ان تسافر زوجتي معي . رفض عمّي بحجّة ان الأمريكان كُفّار ولا يستطيع ان يسمح لإبنته بالسفر الى ارض الكفّار ..!!! فبقيتُ اعزب مع سبق الاصرار والتّرصد .!! ولو كان الحال حينها كما هو هذه الأيام لأبلغتُ cia وقلتُ لهم ان عمي يتعامل مع الشيخ اسامة بن لادن رحمه الله ... انتقاما من عمي .ههههههه وللحق الآن أنا اشكر عمّي على صلابته , واني أتفهم موقفه جيّدا ..!! الموقف الثاني هو عبارة عن قصّة حصلتْ لي هناك في امريكا , ورغم ما فيها من عبرة , وحتى الآن لم استوعب الذي جرى فيها ولم افهمه , فسأتركها مستقلّة بذاتها حتي لا تؤثر على سرد الموضوع الاساسي وللقارئ الكريم الرأي في تلك القصّة , فهي كالخيال .. الى حدٍ ما .. الى ذلك الحين اترككم في رعاية الله وحفظه .
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد
التعديل الأخير تم بواسطة ابو معاذ السُنّي ; 29-11-13 الساعة 09:35 AM |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ابو معاذ السُنّي
المنتدى :
بيت القصـص والعبـــــــر
![]()
( هامش ) تابع للحلقة الثانية عشر وأما هذه القصّة فلم افهم ما فيها كما ذكرتُ لكم . وقد ذكرتها لما ستجدونه في آخرها من تساؤلات غريبة وقعت في نفسي . وسوف اشرح لكم القصّة بكل تفاصيلها المملّة لعلّكم تفهمونها انتم . فالى القصّة . ذات مرّة وقد كُنّا في عطلة نهاية الاسبوع وعليها زيادة يوم الجمعة , وقد منحوا طلبة ما وراء البحار ( غير الامريكيين ) اعطوهم نصف يوم الخميس زيادة منهم على تلك العطلة الطويلة .. كان الوقتُ طويلاً ومملاّ خاصّة لمن ليس لديه أي اصدقاء فلم نكن سوى اثنين سعوديين وكان صديقي السعودي قد احضر اسرته معه ( متأهل ). فكنتُ وحيدا وقد اصابني الضّجر والملل . فقلتُ في نفسي : لماذا لا أذهب الى المكان الذي يبيعون فيه المخدرات ...!!!!؟؟؟ فاشتري شيئا منها واجرّبها , ( ما عاد ناقصني إلاّ هي ) ولقد رأيتُ الأمريكان وهم في نشوة ومرح وصخب , بعد تعاطي تلك المخدّرات . وانا اعرف المكان الذي تُباع فيه تلك السموم , فقد ذهبتُ من قبل مع احد الامريكان ممن كانوا في نفس دورتي الى ذلك الشارع في واشنطن دي سي . ورأيتُ كيف اشترى المخدّرات وكم هي بسيطة العمليّة . فما عليك سوى ان تركن سيّارتك في ذلك الشارع وسيأتي اليك شخص ويقول لك : (( ماذا يمكن ان اقدّم لك يا سيّدي ..!!؟؟)) وحينها تدلّل على كيفك , واشتري ما شئتَ . ولم افكّر كثيراً فسيارتي جاهزة واعرف المكان جيّدا ولديّ المال . فانطلقتُ الى هناك مسرعا , وحين ركنتُ سيارتي , ابصرتُ شخصين زنوج , يجلسان على جانب الشارع , نظرتُ اليهما وعرفا القصد فتقدّم احدهم نحوي وقال لي الجملة المشهورة لديهم ( كيف اخدمك ..؟؟) فقلتُ له ابغى شيئا لرأسي ...ههههه هم يقولون كذا ثم حدّدتُ النوع بقولي : مروانا ( مرجوانا ) ..!!!!!! وضع يده في جيبه ثمّ اطرق قليلاً وسحب يده من جيبه وقال . أنا آسف فهذا النوع ليس عندي ولكني اقدر اخدمك , انتظر لحظة ..!!! فقلتُ في نفسي ساخراً : يا سلام على الاخلاق . ابديتُ له امتناني على هذه المساعدة . رجع الرجل ( الزنجي ) الى المكان الذي كان يجلس فيه بجانب صاحبه . وتحدّثا مع بعضهما قليلاً وهو يشير اليّ بيده أن اصبر , فصبرتُ .. وانا يهمّني ...هههههه وبعد دقائق قلائل . جاء شخص نحيف وقصير ووقف عند باب السائق لسيارتي . وقال لي انت الذي يريد مروانا ... فأجبتُ بنعم . فقال لي انها قليلة اليوم . وان النوع الذي معي فاخر ولكن سعرها غالي جداً فقلتُ بكم . فقال : بخمسين دولار للكيس ( كيس صغير ) . وحينها وانا اطلب منه التخفيض طرق الرجل الأوّل ( الزنجي ) طرق زجاج سيارتي من جهة الرّاكب . فأرخيتُ الزّجاج قليلاً لكي اسمعه , فقال وكأنّه يكلّم صاحب المروانا قال له , ارجوك ان تساعد صديقنا , فهو صديق الجميع وزبون دائم , فأرجوك ان تخفّض له السعر . لكنّ صاحب المروانا مصر على الخمسين . وحينها بدأ الزنجي يتكلّم اليّ بصوت منخفض ويقول لا لا تعطيه اكثر من عشرين دولار . المهم في الأخير اتفقنا على ثلاثين . فأخرج من جيبه كيسا وبدأ يناولني إياه وطلب مني ان اعطيه الفلوس ( المال ) ..... وهنا رَكِّزوا ناولته المال وانتولتُ منه الكيس فألْتقط مني المال وابقى على المخدّرات في يده . وتراجع قليلاً ولكنّه لم يبعد واخذ يسبني ويسب امي , فسحبتُ مفتاح السيّارة من السويتش واغلقت الباب وزِرْ الأمان وانطلقتُ اليه فأخذ يبتعد قليلاً ويسب ويشتم فاسرعتُ اليه اطارده الى ان قطعنا الجهة الثانية من الشارع , وهو يقترب مني قليلاً ثم يبتعد لا استطيع اللحاق به ولكنه لم يبتعد عني كثيرا ...!!! حينها أدركتُ ان في الأمر خُدعة .. ولكني ظننته يريد ان يستدرجني لمكان مظلم , او مكان بعيد عن المارّة . فتوقفتُ عن مطاردته وبقيتُ واقفاً ابادله السب والشتيمة لدقائق قليلة , وفي هذه الأثناء إلْتَفتُ الى الخلف . وإذا بسيّارتي مفتوحة وفيها الرجلين الأولين الزنوج الإثنين ..!!! يا الهي ... تثبّتُ في مكاني لم استطع تحريك رجلي ّ نظرتُ الى يدي وإذا المفتاح معي فتطمّنتُ قليلاً , ثم ماذا بقي يا الهي المحفظة ... محفظة النّقود ليست في جيبي . لقد تركتها في السيّارة . وضعتها هناك على مرتبة الرّاكب . فيها كل بطاقاتي وتصاريحي العسكرية , ورخصة القيادة و كل معلوماتي وفوق كل ذلك ففي المحفظة حوالي 400 دولار .!! فقد كانت الصرّافة بعيدة عن المدرسة ولذا نصرف اكبر مبلغ ممكن . اربعمائة دولار هي كل ما املك لذلك الشهر ...!! رجعتُ الى السيّارة أمشي بخطى ثقيلة .. ثقيلة جداً , فالرجلان لم يعبها بي ولم يكونا خائفين .. كيف يخافون , وممن ..!!؟؟ فأحدهم كان عملاقاً طول وعرض . لو قسّموه الى اشخاص كل شخص في حجمي فسيكون الناتج هو : ثلاثة اشخاص مثلي ويزيد طفل في الصف الثالث ابتدائي ..ههههههه اما الثاني فهو ضخم اقصر من صاحبه لكنّه متين مفتول العضلات .!! حينما اقتربتُ وتأكّدتُ لم اطق قول شيء . فقط تنهدتُ وقلتُ حسبيَ الله ونعم الوكيل ..! قلتها وكلنا نقول تلك الكلمة , ولكنّها صدرت من اعماق اعماقي سيارتي لها بابين ( سبور ) وحين اقتربتُ منهما خرجا من السيارة واغلق احدهما الباب الذي عنده وهو باب الراكب وبقي الثاني ممسكا بباب السائق . فوصلتُ عندهما وانا اشعر كأني في غيبوبة ... والآن اطلب منكم التركيز أكثر .. بادرني الذي يمسك بالباب بقوله كيف تترك سيارتك مفتوحة وتذهب . فقلتُ لقد نست ان اغلقها ... فقال هذا التصرف منك خاطئا . نظرتُ الى داخل السيارة واذا بهم قد فتّشوا كل شيء فيها ولم يبقى فيها شيء في مكانه . حتى كوب القهوة أخذوه ونضّارة شمسيّة ...!! دخلتُ الى داخل السيارة واستأذنتُ من الرجل الذي يمسك الباب وقلتُ له لو سمحت دع الباب اريد ان اذهب . فكرر قوله لي : كيف تترك باب سيارتك مفتوحا وتذهب .؟؟ اعتذرتُ منه ( مجاملة ) وسحبتُ الباب لاغلقه .. لكن الرجل أمسكه بقوة فقلتُ : يا الله ... لا حول ولا قوّة الا بك . كان الوضع صعباً للغاية , فقد كان الشّرُ يلوح من اعينهم . وفي هذه الأثناء طرق الرجل الثاني العملاق ( ابن ال ..... ) الذي كان عند باب الراكب طرق الزجاج فالتفتُّ اليه بهدوء فقال لي : هل عنّدك ولّاعة ..؟؟؟ فقلتُ نعم بالتأكيد ..!! ونظرنا انا وهو سويّا نحو مرتبة الراكب . وقع نظرنا تقريبا سواء على المرتبة ..... وإذا بمحفظتي على المرتبة . كنتُ قد وضعتُ الدخان والولاّعة والمحفظة على مرتبة الراكب . ظاهرة واضحة. وقد اخذ دخاني وهو الآن يمسك بكت الدخان امامي وفي يده اليسرى سيجارة من دخاني . فحرّكتُ المحفظة وإذا بالولّاعة تحتها . فننظتُ انها خدعة ثانية , ولكني ناولته الولاّعة بهدوء وقلتُ له تفضل . كان لا يزال ينظر الى المحفظة وهو يكرر كلمات وسخة يقولونها عند التعجّب . فاشرتُ اليه بالولّاعة واقول له تفضل . كان مندهشاً جداً , ولا اعلم لماذا كان مندهشا . نظر اليّ وحدّق بعينيه في وجهي وقال ( أي جحيم أنت ) .! What the hell are you فناولته الولاّعة فأخذها بهدوء وبطؤ , ثم اعاد السيجارة التي كانت في يده الى بكت الدخان , وضم بكت الدّخان والولاّعة بيده اليمنى ثمّ رمى بها بدهشة على المرتبة بجانب المحفظة . وهو يمعن النظر فيّ ويحدّق . وخيّم صمت قليل .... ثم وبصوت عادي قال : اغرب عن وجهي .. get lost اغرب عن وجهي .. ثم رفع صوته بقوله : اذهب الى الجحيم . تحرّك من هنا .. تحرّك من هنا فوراً .. ألا تسمعني تحرّك . وارتفع صوته كثيرا. فقلتُ له ان صديقك يمسك الباب ولا يسمح لي بإغلاقه . فصاح في صاحبه باعلى صوته قائلا: بحق الجحيم اتركه يذهب .. الا تسمعني ..... يا غبي . !! ولم اعلم فيما كان يقصدني بكلمة ( غبي ) او يقصد صاحبه . ولكن صاحبه بدأ يندهش ويسأل بقوله : ما الخطب يا رجل . what is going on man هل فقدتَ عقلك ؟؟ يسأل صاحبه فيقول له ( العملاق ) يقول : اترك الباب ألا تسمعني أترك هذا الرجل يذهب ... دعه يذهب الى الجحيم . دعه يغيب عن وجهي .... وكان ينظر في وجهي تارة وهو مندهش وتبدوا عليه علامات الرّعب والحيرة ,,, بينما انا يقشعر بدني وشعري يشوّك ( يصبح كالشوك ) من القشعريرة واصبحتُ لا اعلم شيئا ...!! فلم يعد عقلي يستوعب شيئا . فمرّة يتساءل ,هل هي خطة ثالثة ولماذا اعاد الدّخان والولّاعة لماذا المحفظة هناك وتبدوا حتى الآن سليمة . والآن يطلب مني الذهاب وهو كان يخطط لكل شيء ... هو رئيس العصابة او قل صاحب الفكرة .!؟ ما الذي غيّر ذلك الرجل العملاق ..!!؟؟ أوصد الرجل المبهور باب السيّارة بقوّة فضغطتُ زر الأمان فوراً ولم استطع ان اتنفّس الصعداء فذلك العملاق يضرب بيده على سقف السيارة ويقول تحرّك ... امش من هنا .... فشغّلتُ سيّارتي وانطلقتُ في رعب لم انظر حتى الى السيارة القادمة ولكن الله ستر فقد كان الطريق خالياً . ابتعدت عنهما حوالي 200 متر وانا لا أزال أراهما من خلال مرآة السيارة واقفين بجانب بعضهما وهما ينظران نحْوي ومن خلال ايديهما يبدوا كأنّهما في شجار او عراك خفيف . فترى الأيادي تارة على الرأس وتارة تشير نحوي وتارة اخرى تراه يرفع احداهما ويخفض الثانية ... وهكذا خرجتُ بأقل خسائر ممكنه . بعد كيلومتر وجدتُ موقفاً جانبيّا , فهُرعتُ اليه فكل عضلة في جسدي كانت ترتجف وكأنّها مستقلّة بذاتها عن باقي الجسم ....ههههههه حسبنا الله وتعم الوكيل . أوقفتُ سيّارتي وارخيتُ ظهري للخلف لأخذ نفسي واعيد ترتيبات تفكيري . وهدأتُ قليلاً . ثمّ نظرتُ في مرآة السيّارة ... اتأمّل تقاسيم وجهي لأتأكّد انها لا تزال على ما هي عليه من قبل . اتحسس ضلوعي الحمد لله سليمة ...... لم اكن مصدّقاً اني نجوت ... وتذكّرتُ المحفظة ...!!! ههااااااااااااااااه المحفظة وبسرعة التقطتها وفتحها . ابحث عن .... عن .. عن أي شيء فتحتها وإذا بها سليمة .. كاملة مكمّلة لم يصبها شيء .!!! يا الهي .... ما الذي جرى ,؟؟ كيف سَلِمَتْ المحفظة ..!!؟؟؟ لم يبصروها ... لا اصدّق . فقد كانت ابرز شيء في السيارة . انوار السيارة الداخلية مضاءة وانوار الشارع ساطعة ...!!! لقد اخذ الدخان من جانبها .. كيف لم يرَها ..!!! وحين ارخيتُ له الزجاج في المرّة الأولى وكان يطلب صاحبه التخفيض لي .. حينها كان يبصر كل شيء وكان يجول بنظره في داخل السيارة . نعم هو كان يقصد أن حينما اخرج من السيارة واطارد من اتفق معه فأنسى واترك زجاج السيارة مفتوحاً فيدخل يده ويفتح الباب . وكان اول ما يفتح الباب سيرى المحفظة على المرتبة انها وضاحة فهي لم تكن بلون مراتب السيارة ... فهذه سوداء والمراتب ازرق فاتح جداً ....!!! لو قلنا انه لم يبصرها . فكيف اخذ الدّخان من عندها ..؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هذا الموقف حيّرني كثيراً ..!!! أما الذي حيّرني أكثر فهو : أني حينما لم استطع ان اواصل سيري الى المدينة التي كنتُ اسكن فيها رغم قربها فذهبتُ الى اقرب فندّق واستأجرتُ فيه غرفة . وهناك بقيتُ افكّر فيما حدث وكيف حصل ذاك .. هل تعلمون ما الذي تبادر فورا الى ذهني ...!!!؟؟؟ لقد خطر على بالي وسواس لم اعهده من قبل ولم يدر في خلدي . فقد تبادر الى ذهني انّ ( جَدِّي ) السيّد فلان .... هو السبب في انقاذي من تلك المشكلة . هل لاحظتم ..!!؟؟ والله ان هذا هو الذي حدث ... مع العلم ان ذلك الوسواس لم يكن ينتابني عندما كنتُ في القرية فأنا ولله الحمد لم اعتقد يوما ان الأموات يلبّون دعاء الأحياء . كيف هذا ..؟؟ وسترون في نهاية الحلقات موقفي من هذا بالتفصيل والبيان ان شاء الله . وحتى لو افترضنا ( جدلا ) ان الأموات لهم دخل بالاحياء , فأنا لم ادعو احداً .... ثمّ ما المطلوب مني لو كان جدّي هو من تدخّل وجعل ذلك الرجل يبدو مرعوبا وخائفاً ... هات ما عندك . ما المطلوب .!؟ كنتُ اعلم المطلوب . ولكني سخرتُ من ذلك وقلتُ في نفسي ان جدي ليس لديه جواز سفر ومن الصعب يحصل على جواز سفر وعلى تأشيرة بهذه السرعة .. ثم هو ميّت اصلاً ... ( رحمه الله ) . وقد عرفتُ بعض هذا فيما بعد . ولكن كان متأخراً ولكني عرفته . المهم هل لاحظتم الآن رحمة الله سبحانه .!!!؟؟؟ على الأقل على الأقل أني لم اقع في المخدّرات . فلو ان البيعة تمّت لكان الأمر مختلفاً الآن . بينما انا لم ألاحظ فقط الوقوع في المخدرات ولكن سلامة قفصي الصدري وتفاصيل وجهي وبقاء جمجمتي وذراعي ..... وفوقها مالي 400 دولار . هههههههه لم تكن بتلك الاهميّة ولكنه مالي . باقي لي عندهم 30 دولار هههه اعتقد ان 30 دولار ليست بشيء امام الفضل الكبير الذي منّ الله به عليّ لكم التقدير والاحترام والله يرعاكم .
التعديل الأخير تم بواسطة ابو معاذ السُنّي ; 29-11-13 الساعة 12:02 PM |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ابو معاذ السُنّي
المنتدى :
بيت القصـص والعبـــــــر
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم الحلقة الثالثة عشر رجعتُ من الولايات المتحدة الامريكية وباشرتُ عملي , وقد اصبحتُ الآن والحمد لله ( مُعَلِّماً ) أدَرّس مادة الطبوغرافيا ( المساحة والخرائط ) وقد وانتُدِبْت الى عدّة معاهد ومدارس عسكرية لتدريس تلك المادّة . رزقني الله بمولودة . وكان الحدثُ يعتبر لي درساً غاية في الأهميّة , فقد اكتشفتُ مدى حبّ أبي لي . شعرتُ ان ابي كان يحبّني ولم اكن اعلم أو اشعر بذلك في قرارة نفسي . ومن هنا عرفتُ ان هناك أمور قد لا يعرفها المرء مهما قيل له عنها ومهما حاول ان يفكّر فيها , إلاّ عن طريق أحداث ومؤثّرات يعيشها هو بنفسه . واقصد ان يحسّ ويشعر بها في وجدانه وكيانه فعلاً . وفي شهر شعبان 1409 هـ توفيَّ اخي علي . وقد تأثّرتُ نفسيّا بذلك . ولكن الحمد لله على كل حال . هذا انعكس سلباً على حياتي , فإنّ تتالي وتعدّد الصدمات العاطفيّة له تأثير وخاصّة عند الذين بعيدين عن الله سبحانه وتعالى . بعد شهر من وفاة أخي رزقني الله البنت الثانية . ولكني اصبحتُ لا اطيق الرياض . اصبتُ بهم وغم وكرب وضيق في مدينة الرياض . لم استطع العيش في الرياض . وكان ذلك بدون سبب ملموس وبلا مبرر ولا مصدر لذلك الكرب والطّفش والنّفور . ان الله يقود الانسان الى الهداية من حيث لا يعلم , ويهيئ له سُبُل الوصول للحق من حيث لا يدري .. طلبتُ من عملي ان ينقلني الى حفر الباطن والحمد لله تم لي ذلك , واكرمني الله بأن صرتُ على رقم معلّم دائم وازاول مهنة التعليم العسكري بإستمرار . وفي حفر الباطن بدأتُ نقاشاتي مع نفسي حول الدين برمّته . بدأتُ حواراتي مع نفسي . اطرح الموضوع واناقشه مع نفسي . وكان كل ما بدأتُ موضوعاً انتهي الى طريق مسدود . فأبدأ بموضوع آخر , وقد اشتري الكتب التي تتحدّث عن ذلك الموضوع , واسأل مشائخ , ومطّلعين فلم يكن البحث سهلاً كما هو عليه الأيام هذه . فأخذ مني ذلك وقتاً طويلاً وجهداً كبيراً , وبدأتْ قواي تنهار من شدّة التّعب . نعم كنتُ انجح في أمور وكنتُ احصل على فوائد دنيويّة وعلوم وتوسّع في الإدراك . وأمّا الدين وبالذّات ( العقيدة ) فقد حاولتُ بشتّى السُبل , واجتهدتُ بصدق وجد ولكن بلا فائدة . قلتُ في نفسي , لابدّ ان هناك خطأ ما , إما في طريقتي او اسلوبي او وسائلي بدأتُ من جديد أفكّر وافكّر .... واعصر فكري واجهد نفسي . وفجأة تذكّرتُ اهم شيء في تخصّصي ..!!! فالعمل الذي اصبحتُ فيه معلّماً يحتّم علينا : أنّ في أي مشروع او عمل ميداني يجب علينا ان ننطلق من نقطّة معلومة ( الأحداثيات ) . نقطة ثابتة ومحدّدة إما معروفة مسبقاً أو نعرّفها قبل كل شيء او نفترض أنها معلومة ونتعامل معها كنقطة صحيحة معلومة . وبهذا تستطيع ان تنطلق منها وتنسب باقي المعلومات اليها وكأنها فعلاً نقطة معلومة ( احداثيّا ) . قلتُ لماذا لا استخدم هذا الاسلوب او هذه الطريقة ..؟؟ سبحان الله الذي خلق لنا العقل وامرنا باستعماله . ولكن من اين يا ترى سأنطلق ..!!!؟؟ لم يطل وقت حتى وجدتها . انها الرّبوبية . أي وجود الرّب الخالق . يجب ان ابحث عن الخالق حتى اتأكّد , فاذا لم اتأكّد فسوف افترض ان هناك خالق ثم اتعامل مع باقي المعلومات على ذلك الاساس .وسأحصل على نتائج وبعد ذلك سافترض انه لا يوجد خالق , ثم اتعامل مع المعلوما بهذا الاساس . وسأحصل على نتائج ايضاً وبعدها اقارن النتيجتين واقيسها قياسا علميا . طرحتُ على نفسي هذه الأسئلة وهي : 1 - هل يوجد خالق لهذا الكون ..؟؟ إذا كان الجواب ب ( نعم ) . فهل هو يسمعنا ويرعانا أم لا ..؟؟ وإذا كان الجواب ب ( لا ) . فكيف وُجِدْنا , وكيف وُجد هذا الكون .؟؟ 2 - هل ارسل الينا رُسلاً فعلاً ...؟؟ إذا الجواب ب ( نعم ) فكيف أتأكّد من صحّة ذلك ...؟؟ وأذا الجواب ب ( لا ) فلماذا ادّعى الانبياء ذلك بدون ان يحصلوا على أيّة فوائد شخصيّة .؟؟ اطلقتُ تلك الأسئلة على ان يكون السؤال الأول هو نقطة الإنطلاق او البداية لباقي الأسئلة .. فهي مرتبطة ببعضها البعض . وكنتُ مستعجلاً فهي أول محاولة لي من هذا النوع . وقد تبدوا تلك الأسئلة غبيّة وساذجة . ولكن هذا ما كان معي ولم اعلم اني ساذج الاّ بعد حين . فلا تستغرب فإنّ الضلال يفعل اكثر من هذا . أول ما سألتُ نفسي تلك الأسئلة , بادرتني هي بالسؤالين التاليين: مِنْ أي المصادر تريدني أن آتي لك بالأجوبة ... !!؟؟ من كُتُب المسلمين أم من كُتب الكفار والملحدين ...!!؟؟ وقفتُ امام هذين السؤالين مبهوتاً حائرا . فلو الجواب سيكون من كتب المؤمنين فلا يحتاج الأمر بحثاً فهم يقرّون بوجود الله والملائكة والكتب السماويّة والانبياء والبعث . وهي موجودة امام ناظريّ منذ 30 سنة . أي منذ عرفتُ العالم . وان طلبتُ الجواب يكون من كتب الملحدين والكفار المنكرين لله , فكيف ابحث عن الله في كتب تنكره اصلاً , واهلها كفّار ينفون وجود الله ...!! ارجو ان تتأمّلوا السطرين اعلاه جيّدا فهما مهمّان ..!!! طلبتُ من نفسي تأخير جوابي عليها الى حين , وبقيت أفكّر. فكرتُ طويلاً وحاولتُ .... حتى اني حاولت الانتحار من شدّة العنت والعناء الذي صادفته , وكنتُ كل فترة أقول لنفسي سآتي لك بالجواب اليوم او بكرة .. كنتُ مشغولاً بذلك اكثر مما يتصوّر أي احد . حصلت لي تساؤلات لم تخطر في بالي من قبل . وهي لماذا انت تسأل الآخرين عن الله وعن الحق .؟؟ لماذا لا تبحث عن الحق بنفسك ..؟؟ وما دام انك تلوم الآخرين الذين يتّبعون اباؤهم او يتّبعون ( المطاوعة ) المشائخ بدون وعي فها أنت تتبع داروين وغيتس ولوثر وغيرهم . فلماذا تلوم الآخرين ..؟؟ ومن الذي قال لك أن داروين صادقاً ..؟؟ او هرتزل موثوقاً به ..؟؟ لماذا تكذّب على كيفك وتصدّق من تشاء ..!!؟؟ ولأوّل مرّة تخطر في بالي آية من القرآن الكريم وهي هذه الآية : مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً [الكهف : 51] هزّت كياني تلك الآية وبقيتُ اتأمّلها كأنّها نزلت تلك اللحظة . فبقيتَ فترة أقلّب افكاري وأخيرا , قلتُ لنفسي بقراري وهو : لا اريد الجواب لا من كتب المسلمين ولا من كتب الكفّار . اريد الجواب من خبرتك انت , أي مما تعرفينه أنتِ يا ( نفسي ) . قلتُ لها اريد الجواب من حياتك ووعيك وفهمك أنْتِ ..!!! وأذكرُ أنه في الحال راودني وسواس يقول لي : من حضرتك ...؟؟؟ وما هي المعلومات التي تمتلكها ... ؟؟؟ يا برفسور الغفلة .. هل نسيتَ انّك مجرّد عسكري طرطور .؟ طبعا ذلك الوسواس يريد ان يثنيني ويثبّطني .! فأصرّيت على ان تكون الاجابة من خبراتي الذاتيّة ومن ملاحظاتي الشخصيّة , مهما كانت صغيرة وتافهة , وبأي كيفيّة وبأي صيغة . وسبحان الله ... لا إله الّاه الاّ الله حاولتُ بكل ما اتيتُ من امكانيّة اريد على الاقل بداية انطلاق .. اقول واحاول بلا أي جدوى لم اجد حتى البداية او الكيفيّة التي ابدأ بها . كأنّ شيئا يمنع عني ذلك او يحجب عن المعلومات . مضى وقتُ وقد كنتُ ناسياً للموضوع لم يكن على بالي تلك اللحظة . وكما ذكرتم لكم في البداية انه كان لدي بنتان صغيرتان وكنتُ اداعبهما متأمّلا شكلهما الجميل وضحكهما وردود افعالهما الساذجة . وذات مرة كنتُ بمفردي معهما اذ ان زوجتي عند جارتها , فابقيت البنتين عندي , ولا اعلم السبب الذي جعلني افكّر في موضوعي فجأة تذكّرته فما كان مني إلاّ أن رفعتُ كفّي الصغيرة ّ من بناتي ذات العام من عمرها . رفعتُ يديها الى السماء وقلتُ لها قلي : ( يا رب أهدي بابا ) .. كرّرتها عدّة مرات فكانت بنتي الكبيرة وعمرها سنتين تتمتم بكلمات مكسّرة فلم تكن تجيد الكلام بعد ... فأخذتُ بتلك الكفين الصغيرين ورفعتهما الى السماء وقلتُ : (( اهدني أنا يا رب , يا الله أهدني الى الحق , يا رب لو كانت يديّ نجستين من أثر ذنوبي فإني امدّ اليك يد هذه الطفلة الطاهرة , واطلب منك الهداية , تعبتْ يا الله وانا اركض والهث وسط هذه الحيرة وهذا الضياع .. تعبتُ يا الله .. تعبت يا الله .. تعبتُ يا الله ... )) وأجهشتُ بالبكاء ... كنتُ ابكي بشدّة , فاقتربت بنتي الكبيرة مني وقامت تتلاعب بدموعي بأصبع من اصابعها الصغيرتين . كأنّها تريد مسح دموعي ثمّ بلغة الاطفال قالت : ( تبتي ..!! ) بابا تبتي , تقصد ( يا ابي أنت تبكي ) . بكيت بكاءً حارّاً , حتى شاهدتُ بناتي قد تغيّرتْ وجوههن وأوشكن على البكاء فتوقفتُ غصباً , وبقي لصدري أزيز وحركة كالتي تصدر من صدور الاطفال حينما يبكون لوقت طويل . وحاولتُ ان امسح دموعي التي لم تتوقّف . اشفقتُ على البنات فتوقفت . وبعدما توقفت عن البكاء وهدأتُ وجدتُ في نفسي راحة لم اشعر بها من قبل وبرد يغشى قلبي لم اعرفه . يا الله ... سكنت كل صراعاتي .. كان ذلك الشعور رهيباً وجميلاً وغريباً . ولكن الأغرب من ذلك الذي سوف تقرأه ان شاء الله في الحلقة القادمة الى اللقاء بحول الله وعونه
التعديل الأخير تم بواسطة ابو معاذ السُنّي ; 30-11-13 الساعة 10:12 PM |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ابو معاذ السُنّي
المنتدى :
بيت القصـص والعبـــــــر
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم تنويه وتذكير أخي المسلم أختي المسلمة , أرجو ان لا يعتقد أحدٌ منكم أن أي إنسان اذا اراد الهداية فعليه ان يرفع يد أبنته أو ابنه الصغير ثم يدعو الله وسوف يستجيب له الله . أرجو ان لا يعتقد احد ذلك . ما فعلته انا كان عملاً شخصيّا وقع بارتجالية وعفوية تامّة بدون تفكير مسبق ولا تعمّد مني . فهذا ليس عليه نص , لا من الكتاب ولا من السنة . والعبرة هي بخشوع القلب في ذلك الحين وحضور الذهن والتذلل الخالص لله والاستسلام المطلق له والانقياد التام لله سبحانه وتعالى لحد البكاء امام بناتي الصغيرات . فأحببتُ ان أنوّه الى هذا . كي لا نقع فيما ليس من ديننا . الحلقة الرابعة عشرة كما ذكرتُ لك في نهاية الحلقة الماضية فبعد ان شعرتُ بتلك البرودة تغشى قلبي والسكينة التي اعترتني احسستُ أن ثمّة أحدٌ يسمعني ... شيء يصغي اليّ , احسستُ أن هناك قوّة ما تفهمني . بقيتُ أفكّر في ذلك الواحد او الشيء أو القوّة . ذلك الواحد الذي سمعني وهدأ روعي واسرع في الرّد على ندائي .. !!! من هو ذلك الواحد ...!!؟؟ إنه الله جلّ في عُلاه . عرفتُ ان الله قريب منّا ... قريب جداً . بدأ عندي شعور بقرب الله , وشبه متأكّد بأن الله يسمعنا ويستجيب لدعائنا . واعني أني بدأتُ الْتَمسه حقاً وليس مصدّقا لروايات غيري . من تلك اللحظة حصل لي استقرار نفسي وانخفض عندي القلق الى نسبة متدنّية جدا . ولكن بقي المشوار لم ينتهي بعد . فالشيطان حريص والنفس أمّارة بالسوء والأقران وجلساء السوء كثيرون والشبهات متراكمة على ظهري منذ سنين . والتسويف له دوره , هذا كله مضافاً الى ان الله لم يأذن بعد بوقوع الوقت الذي أرى فيه الحق تامّا . في هذه المدّة من دعائي وبكائي ومن ثمّ شعوري بوجود الله الى ان عرفتُ الحق , وكان طولها حول السنة والنصف . بدأتُ في أن أتذكر المواقف التي قد سبق لي أنْ دعوت الله فيها وهل تحققت دعواتي ام لا . وكانت شغلي الشاغل . فكنتُ اعصر ذاكرتي عصراً وأخلو بنفسي واستعرض جميع مراحل حياتي من الطفولة الى حين رفعي ليدي ابنتي . ولكن دعوني الآن اسرد لكم الآيات التي كانت في متناول يدي ولم أمدّ يدي لأخذها . وكما قلتُ لكم سابقاً اني أريد الآيات من واقعي أنا ومن وتجاربي الشخصيّة . فقد فتح الله عليّ الآن بالانطلاق . لقد هالني بساطة البحث عن الله , فقد جعل الله البحث عنه في ابسط صوره وايسرها ولكننا نحن من يعقّدها . ففي السابق كنتُ ابحث عنه الله في ما يقوله الفيزيائيون وكبار الباحثين والفلاسفة . ولم اعلم انه اقرب اليّ من ذلك بكثير . ولعلّكم تتذكّرون ما ذكرته في الحلقة الماضية عن كثرة محاولاتي وفشلي في كل محاولة . وأني لم اعلم سبب ذلك . والآن تعالوا نرى كيف يسّر الله لي الانطلاقة وسهلها عليّ وجعلها من معلوماتي الشخصيّة وحسب : فما هي إلا ساعات قلائل من دعائي الذي ذكرته لكم , حتى منّ الله عليّ بالجواب الذي كنتُ ابحث عنه , وهو المهم والأهم على الاطلاق ... لقد تأكّدتُ ان هناك رب خالق وعظيم ومبدع . وبأبسط طريقة . ففي تلك الليلة وبعد العشاء مباشرة ذهبتُ الى دورة المياه اعزّكم الله للاستحمام , وبينما انا استحمّ خطر على بالي التفكير في بداية الخلق , وتبادرتْ الى ذهني نظريّة تكوّن ذرات الهيدروجين والاكسوجين التي يتكوّن منها الماء وفكرة الانفجار العظيم ( big bang ) وهي التي يقولها الفيزيائيين المهتميّن بهذا . فأذكر اني قلتُ لنفسي : هذه ليست من ملاحظاتي أنا وهذا شيء لا يمكن ان اثبته انا بنفسي فلذا هذا القول قاله غيري , فأعرضتُ عنه منشغلاً بنفسي . وبينما انا اغتسل تناولتُ الصابون الذي كان على رف تحت مرآة تزيّنها صورة عصافير وهي تطعم أولادها ...... وقد مضى على تلك الصورة وهي في مكانها اكثر من ستة اشهر وربما اني كل يوم اراها ولكن كنتُ اراها فقط بعيوني . اما هذه المرّة فقد نظرتُ اليها بشكل مختلف . امعنتُ النظر في الصّورة ولم تكن غريبة عليّ , فقد كنتُ اجدُها في أعشاشها بينما ارعى الغنم . انها موجودة في البريّة وكل راعي يعرف ذلك .. تأمّلتُ الصورة وتذكّرتُ أيام الرّعي . إنّ تلك العصافير الصغيرة التي فقست لتوّها , حين نقوم بحركة بسيطة بجانب عشها فإنها تفتح مناقيرها , ( افواهها ) ظّننا منها اننا ابويها جئنا لها بطعام .. نعم كنّا ونحن صغار نلهو ونضحك عليها وهي تفتح مناقيرها . ولو ضغطّ على الرابط ادناه ستعرف قصدي او انظر الصورة المصغّرة بالاسفل والسؤال هو : من أخبر تلك العصافير بأن اذا اتى ابويك بغذاء فافتحي افواهك .؟؟؟؟؟ وحينما تبلغ تلك العصافير مرحلة البلوغ فإنها مباشرة تطير ....!!! ومباشرة تعرف ما تأكله ومه هو الذي لا تأكله .... بلا تعليم من ابويها ولا تدخّل وبعد ان خرجتُ وتلك الأفكار لا تزال عالقة في ذهني استرسلتُ مع تلك الافكار وامتدّت لأشياء أخرى وهي : أنه عندما كنتُ ارعى الغنم فإني كنتُ اراقب الضأن والماعز عندما تلد , فإن الخروف او التيس الصغير المولود حديثاً وبعد دقائق من ولادته يبدأ بالمحاولة الوقوف . فلا يحاول الوقوف على رأسه مثلا ولا على ظهره ولا يقوم بأي محاولة سوى محاولة الوقوف على رجليه ... والسؤال هنا هو: من علّم ذلك الخروف ان الرجلين تُستَخدم للوقوف ,,!!؟؟ وهنا شيئ آخر وهو : ان تلك الخرفان , ما ان تقف على ارجلها حتى تبدأ فوراً بالبحث عن ضروع ( جمع ثدي ) أثداء امهاتها ... لترضع منها لبنا خالصاً . من علّمها ان هناك حليباً , ؟ وهي لم تتغذى عليه من قبل ..؟؟ وابقى مع الخرفان ذاتها فبينما هي لا تزال صغاراً إذا رأتْ تلك الخراف في طريقها ثعبان , فإنها تتجنّبه ولا تدوس عليه ولا تقترب منه . فمن الذي علّمها ان ذلك الشيء سام ويجب عليها ان تتجنّبه ..؟؟ علماً انها لم ترَ الثعابين من قبل ولم تتعلّم من أمّهاتها ...!!! من علّمها ذلك ...!!!؟؟؟ كيف عرفتْ أنه سام ...!!؟؟؟ وابقى ايضا مع خرافي نفسها ..!!!! فكنّا اذا ذهبنا الى الوادي لكي نغسل اغنامنا . فإننا ندفع الأغنام الى الماء ,فكل الغنم يسبح إذا دخل الماء وكل الحيوانات ايضا تسبح . لكن الذي كنتُ الاحظه بنفسي أكثر هو : ان حتى الخراف الصغيرة التي لم يمضِ عليها سوى يمان او اقل هي ايضا .... تسبح في الماء مع العلم انها لم تنزل الى الماء من قبل . والسؤال هنا : من هو الذي علّمها السباحة وهي لا تزال في بطون امهاتها ....!!؟؟ وهنا ملاحظة هي ايضا من ملاحظاتي الشخصيّة وهي أن : الحيوانات البريّة كالأرنب والذئب والثّعلب والقطا وبعض الكلاب إذا مررتَ من عندها وهي في مخابئها ولكنّك لم تنظر اليها فإنّها تبقى ساكنة لا تتحرّك . فإذا نظرتَ اليها ووقعت عينيك في عينيها فإنها على الفور تنطلق لتهرب منك ... أي انها عرفت انك ابصرتها ....!!! والسؤال هنا : من عرّفها بأن عيوننا تُسْتَخدم للإبصار والنّظر . ؟؟ وقبل ان ننظر الي عينيها : كيف عرفتْ اننا لم نرَها بعد ...؟؟ يا الله سبحانك ... هذه آخر ملاحظة وهي : ان بعض الثعابين التي تنفث السم على عيني من يهاجمها .!! من الذي علّمها فَنَ التسديد والتصويب على الهدف ..؟؟؟ ومن الذي علّمها ان العيون عندنا تُستخدم للإبصار والرؤيا .؟؟ وكيف انها لا تنفث سمّها الى على منطقة العينين ...؟؟ وهنا توقّفتُ فوراً ... وصحت بأعلى صوت وقلت هذا يكفي هذا يكفي . حتى أن زوجتي وقد كانت في المطبخ حين سمعتني ذكرت اسم الله وجاءت لترى مالخطب فقلتُ لها اني فقط الهو والعب . قلتُ هذا يكفي لأن من يريد الحق فعلاً . فإنّه لا يحتاج الى كثير أدلّة فواحد او اثنين تكفيه , ومن يريد الحق يهديه الله وييسّر له السبيل . ولاحظوا ان تلك الأدلّة كانت معي منذ ان كنتُ راعيا بالغنم ... سبحان الله كيف لم اتذكّرها طوال الفترة السابقة توقّفتُ عن التفكير تلك الليلة وشعرتُ بشعور عارم واخذتُ اهلي وذهبنا الى الحديقة نتمشّى وانا كلي فرحة ونشوة وانتصار .. كدتُ ان اطير . كنتُ انظر الى اصابع ايدي بناتي وشعورهن وارجلهن وآنافهن واقول سبحان الله , وكنتُ اراقب كيف وهن يحاولن ان يتعلّموا مني ومن امهن . كنتُ انظر اليهن كأنّهن جدد علي , أي كأني لم ارهن من قبل . كان في الحديقةبركة كبيرة وفي تلك البركة بط ووز وكان لبعضها فراخ وكلّها تسبح ... كنتُ كلّما رأيتُ شيئا رأيت فيه علامة تدلّ على وجود الله كنتُ فرحان مسرور سعيد لا استطيع ان اتوقف عن الحركة . لم استطع ان احدّث احداً فكل من حولي يعرفون ذلك من سنين ولكني كنتُ اشعر بالفخر اني وجدته ليس تقليدا لغيري بل هداية من الله . كنتُ اشعر بشعور فيه شيء من النّجاح . وفيه شيء من النّدم . يا رب اهدِ ضال المسلمين . والى صراع العقائد والأديان والمذاهب في الحلقة القادمة اترككم في رعاية الله وحفظه .
التعديل الأخير تم بواسطة ابو معاذ السُنّي ; 02-12-13 الساعة 07:13 PM |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 5 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
ابو معاذ السُنّي
المنتدى :
بيت القصـص والعبـــــــر
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم سوف أأخر مهاترات اهل البدع والعقائد الاخرى وكشف الشبهات التي طوّقتني لسنين عديدة .. سوف اترك لها حلقة مستقلّة في نهاية الموضوع ان شاء الله حتى لا تشتبك مع حلقات الموضوع الرئيس . الحلقة الخامسة عشرة وبعد ستّة اشهر تقريباً , كنتُ أنا وأولادي في زيارة لأحد أعمامي في مدينة الدمام ( المنطقة الشرقيّة ) لنقضي عندهم عطلة عيد الفطر المبارك . وكنّا في 24 رمضان , اتصل بي عملي وابلغني ان عندي مناوبة ( ورديّة ) في يوم 26 قبل العيد ويجب عليَّ ان اقوم بها . فتركتُ زوجتي وبناتي عند عمّها وعدّت بمفردي الى حفر الباطن . وكان الوقتً حوالي السابعة صباحاً . وكنتُ مفطراً في رمضان ..!! ولم أكن مفطرا لسبب السفر , وإنّما لأني لم اكن اصوم اصلاً . فلم اكن اصوم ولم اكن اصلّي إلا قليلاً ولم اكن اغتسل من الجنابة ...!! وفي احدى محطات الدّمام تزوّدتُ بالوقود اللازم ودخلتُ سوق تابع لتلك لمحطّة , لاشتري عصيرات ومكسّرات ودخان , لوازم السفر . وحينها ابصرتُ رفًا لأشرطة ( الكاسيت ) وكانت تباع في المحطات بكثرة اشتريتُ خمسة او سبعة أشرطة غناء من ذلك السوق , بقيت وقتاً وانا اختار وأنقّي الاشرطة التي اريدها بعناية . واثناء شرائي تلك الاشرطة الغنائية , وإذا ببعض الشباب ينظرون إليّ بتعجّب واستغراب , هكذا رأيتهم , فأصابني بعض الخجل وهي ليست عادتي , فلم يكن يهمّني كثيراً نظرة الناس إليّ . وحين وجدتُ في نفسي ذلك الحياء . أحببتُ ان أسكتهم فسألتُ عن اشرطة دينية فأشار احدهم الى رف آخر في البقالة , فيه اشرطة دينية وذهبتُ هناك وسحبتُ شريطا واحداً بدون ان اقرأ ما هو ولم انظر اليه , فلم اشتريه لأسمعه فلم أزل انفر من المتدينين بدون اسباب معقولة . وانظر اليهم نظرة احتقار وازدراء ولا اعلم الدافع وراء ذلك .!!! وبدأتُ رحلتي الى حفر الباطن وفي الطريق بدأت اضع اشرطة الغناء في المسجل الواحد تلو الآخر . ولكن والله العظيم كأنّها ابغض ما يكون عندي أو كأنّها اغاني افريقية او صينية ليس لها طعم ولا معنى مع انها من افضل الأغاني التي احبها . بحثتُ في الأشرطة القديمة التي تتعدّى الخمسين شريطاً كلها لم تعجبني وكلها تزيدني مللاً وضجراً , وأصابني ضيق في صدري شديد ولم اعلم سببه . فتحتُ الراديو ولم تفلح المحاولة . وحين خرجتُ من كل المدن تماما وأصبحتُ في الصحراء بعد كبري ابو حدريّة بخمسين كيلومتر تقريباً تناولتُ ثلاجة الشاي لأصبّ منها كأساً واذا بي ابصر الشريط الديني ملقاً في ارضيّة السيارة عند ارجل الراكب عند ثلاجة الشاي فقد سقط وقد نسيته اصلاً . فتناولته ووضعته في المسجل وبدأ يشتغل وقلت ... في نفسي مستهتراً هيّا ما عندك يا شيخ . كان الشريط في منتصفه وليس في البداية وبدأ الشيخ يتكلم بثقة وثبات ويقول : (( ... هذه التّجربة وقعت في مصر في سوق السمك بالاسكندرية وحضرتها بنفسي وحضرها الدكتور ( فلان ... ) والشيخ فلان ..)) وحين كان الشيخ يتكلّم بدأتُ أركّز على كلامه واذا به يتكلّم عن حديث الذّبابة ’ الذي استخدمه الملحدين كثيرا ليضلونا به في الثمانينات الميلادية وحتى الآن . لقد كنّا نسخر من هذا الحديث ونلمز المسلمين به ونستهزء بمن يعتقد به او يذكره ..!! والحديث يقول أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال : (( إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ففي جنح داء وفي الآخر دواء ....)) أو كما هو نص الحديث. فأعدتُ الشريط لبداية الفقرة واذا به يذكر انه أيْ ( الشيخ المتحدّث ) هو ومجموعة من الناس بينهم طبيب مصري كبير وصاحب مختبر . ثمّ احضروا اربعة أكواب مملوءة ماء وجعلوا الذباب يسقط على كوب منها ولم يغمسوا الذباب في الماء , وكوب آخر غمسوا الذباب في الماء مرّة واحدة وكوب آخر قاموا بغمس الذباب عدّة مرات أمّا احد الأكواب فلم يعرّضوه للذّباب وكان الماء في كل الاربعة أكواب من مصدر واحد . ثمّ ادخلوا الاكواب الاربعة في مزرعة جراثيم ( فرن للبكتيريا ) وانتظروا لليوم التالي ... وحين قال الشيخ ( اليوم التالي ) بدأ جسدي يقشعر وجسمي يهتز وكنتُ متلهّفا جدا لأسمع النتيجة ... فأكمل الشيخ وقال وفي اليوم التالي ذهبنا جميعاً للمختبر وفتحنا فرن الجراثيم ونظرنا الى الأكواب وإذا بالمعجزة تتحقّق فقد كان الكوب الذي لم نغمّس فيه الذباب تُرى البكتيريا عليه بالعين المجرّدة واما الكوب الذي غمّسنا الذباب فيه مرّة واحدة فكانت البكتيريا فيه قليلة جدا ولكنها موجودة أما الكوب الذي غمسنا فيه الذباب عدّة مرات فقد كان نظيفا تماما مثله مثل الكوب الذي لم يقع عليه الذباب ... وحين قال الشيخ ذلك الكلام لم انتظر ولم افكّر وفوراً نزلتُ بكل سرعتي عن الطريق المسفلت ونزلت على الترابي وأوقفتُ سيّارتي بكل قوّة وفتحتُ الباب لأخرّ ساجدا لله ..... سجدّتُ ولا يزال الغبار يتطاير عليّ وعلى السيّارة . ذلك الغبار كان من اثر وقوفي السريع .... سجدتُ لله عدة دقائق وانا اقول خلاص : تأكّدتُ يا الله عرفتُ يا الله رُحماك يا الله عفْوَك يا الله تأكّدتُ انك موجود وأن الرسول حق ...... وانا كنتُ ضالاّ يا الله وانت ارحم الراحمين ... لطفك يا الله غفرانك يا الله ...... الخ وبعد ان انتهيتُ من السجود لله سبحانه صعدتُ الى سيارتي وأخرجتُ الشريط بكل أدب وقرأتُ اسم الشيخ وكان ( عبد المجيد الزنداني ) ثم وضعتُ الشريط في غلافه ووضعته في دُرْج السيارة . لأني لم أعد احتاج إلى براهين وأدلّة أخرى , فذلك الدليل وطريقة مجيئه إليّ وطريقة بدايته تكفيني . ثم إنّ ما وجدته في صدري من انشراح وما كان في قلبي من اتساع جعلتني اشعر انه لا حاجة لي بما بقي في الشريط . تماماً مثل إذا شَبِعَ الإنسان فإنه يترك أي طعامٍ آخر . وبالطبع الشيطان لم يترك المجال , فما ان بدأتْ السيارة تنتظم على الطريق وإذا بالوساوس تهب عليّ من كل حدبٍ وصوب . وإليك بعضاً من تلك الوساوس : دار في ذهني : ماذا لو اكتشفتَ ان الذي سمعته ليس صحيحاً ..؟؟ وكيف لو علمتَ ان الشيخ هذا ليس ثقة ..؟؟ وماذا لو اكتشفتَ ان القصّة مجرّد تلفيق ..... الخ .؟؟ وعن كل تلك التساؤلات السابقة أجبتُ بقولي : وماذا عن ما أجده في قلبي ..!!؟؟ ولو أنّ الذي في هذا الشريط كذباً فماذا اعتبر الشعور الذي أحسّه وأعيشه الآن أني اشعر أن في داخلي سعادة لم اعرفها من قبل ولا أستطيع حتى شرحها لأحد أو أن أعبّر عنها . شيء مذهل . شعرتُ كأنّي شخص آخر وإنسان آخر .بدأ عندي شيء من الود والعطف على المسلمين .. والله ان هذا هو الذي حصل . المهم اني تغافلتُ كل الوساوس . وسرتُ وانا في سرور غامر وسعادة ليس بعدها سعادة . وحين وصلتُ بيتي في حفر الباطن . اغتسلتُ وتوضأتُ وصليتُ الظهر في بيتي . ثمّ نمتُ . لأستيقظ في آخر الليل فاشتريتُ سحوراً وانتظرتُ أقرأ القرآن , وكان بيتي يبدو لي كأنّه بيت آخر , وجدته وسيعا , مرتّباً , جميلا . والحمد لله صمتُ آخر خمسة أيام من ذلك الشهر وصلّيتُ التراويح والقيام مستمتعاً بها , وكنتُ اتمنّى ان لا ينتهي رمضان وكل يوم كنتُ اتمنى ان لا تغيب الشمس لأن الصيام كان عندي جميلاً جداً. ولم ارجع لأهلي في الدمام الاّ ليلة العيد لأستمتّع بالصيام والقرآن وحيدا . وحين رأتني زوجتي قالت لي أن وجهك متغيّر وانه اكثر نضارة ..!!! ففرحتُ بكلامها ذاك . فقد كان وجهي في السابق كسيفاً تعلوه غبرة . وشعرتُ براحة كبيرة وسعادة عارمة وعدّتُ اضحك من قلبي وانشرح صدري . وبعدها بأسابيع تتالتْ نجاحاتي في عملي حتى صرتُ من اشهر رفقائي ومن أكثرهم قبولاً لدى الغير . وهذا من فضل الله عليّ وبعد فترة بسيطة اطلقتُ على بناتي ( كُنى ) جمع كُنْيَة تحمل اسماء الصحابة ![]() فكانت الكبيرة التي مسحت دمعتي كانت كُنْيَتَها ام حمزة والثانية ام حذيفة والثالثة أم مصعب , ثم رزقني الله أم صهيب , ثم معاذ ( ابو سَعْد ) ثم ام معاوية فتأتي بعدها ام عِكْرمة وأخيراً أم القعقاع . وقد اطلقتُ تلك الكنا على بناتي لما اجده في نفسي تجاه الصحابة ![]() ولكن الأكثر من هذا كلّه واغلى واهم واكبر هو اني بعد سنة وبينما كنتُ نائما رأيتُ المصطفى عليه الصلاة والسلام وهو يناديني بإسمي ويقول لي : (( حيّاك الله يا يحيى )) وكان عليه الصلاة والسلام مبتسما في وجهي حتى رأيت ثناياه بيضاء ناصعة البياض . فقلتُ له بأبي هو أمي قلتُ له : حيّاك الله يا أخي . ويحيى هو اسمي , وقد نادي به وكان ذلك أعظم وأهم حدث واكبر حدث افتخر به حتى يومنا هذا . وكل ما تذكّرتُ صورته اشعر بسعادة تغمرني . والى حلقات صراع المذاهب وكشف كذب الملحدين وفضح شبهاتهم وخرابيط اهل البدع .... اترككم في رعاية الله وحفظه واسأل عن حديث الذبابة في قوقل فهناك بحث جديد بهذا الشأن قام به احد الصيادلة المصريين . واسمع هذا الفيديو الموجز
التعديل الأخير تم بواسطة ابو معاذ السُنّي ; 03-12-13 الساعة 02:01 PM |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2) | |
![]() |
|
لا يوجد أعضاء |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|