![]() |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
![]() |
المشاركة رقم: 1 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
جارة المصطفى
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
![]() بارك الله فيكِ و جزاكِ الله خير.
المصدر: شبكــة أنصــار آل محمــد |
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
جارة المصطفى
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
![]()
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 3 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
جارة المصطفى
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
![]()
الحلقة ( 4 )حديث(( اذْهِبْ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ...)) ![]() (4) عن محمد بن حاطب قال: تناولت قدرًا كانت لي فاحترقت يدي، فانطلقت بي أمي إلى رجل جالس في الجبانة، فقالت له: يا رسول الله . قال: « لَبَّيْكِ وَسَعْدَيْكِ ». ثم أدنتني منه فجعل يتُفل، ويتكلم بكلام ما أدري ما هو، فسألت أمي بعد ذلك؛ ما كان يقول ؟! قالت: كان يقول: « اَذْهِبْ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِي أَنْتَ الشَّافِيْ لاَ شَافِي إِلا أَنْتَ ». (1) السائلة : هي فاطمة بنت المجلِّل بن عبدالله بن أبي قيس، من بني عامر بن لؤي، القرشية، العامرية، وقيل اسمها جويرية، وجزم ابن بشكوال بأن اسمها فاطمة، تكنىّ بأم جميل، واشتهرت بها، أسلمت قديمًا، وهي من المهاجرات إلى الحبشة مع زوجها حاطب بن الحارث وولدت له هناك محمدًا والحارث . ثم توفي زوجها، وقدمت مهاجرةً إلى المدينة مع ابنيها في إحدى السفينتين وتزوجت زيد ابن ثابت بن الضحاك وولدت له، وهي صحابيّة روت عن النبي ، وروى عنها ابنها محمد ابن حاطب . (2) غريب الحديث : الجَبَّانة : (بالفتح ثم التشديد) الأصل فيها هو الصحراء وتسمى بها المقابر لأنها تكون في الصحراء تسميةً للشيء بموضعه، والجَبَّان: ما يستوي من الأرض في ارتفاع، أو بلا ارتفاع ويكون كريم المنبت، ولا تكون الجبّانة في الرمل ولا في الجبل، وكل صحراء جبّانة (3) النَّفْث : النون والفاء والثاء أصل صحيح يدلُّ على خروج شيء من فمٍ أو غيره بأدنى جَرْسٍ وهو أقلُّ من التَّفْل، شبيه بالنفخ، وقيل هو التفل بعينه (4)والصحيح الأول . البأس : بَأَسَ أصل واحد معناه؛ الشدّة وما ضارعها . قال القاضي عياض – رحمه الله -: هو شدة المرض، ومن معانيه: العذاب، والشدة في الحرب والخوف والفقر والبائس هو: المبتلى، وابتأس الرجل إذا بلغه شيء يكرهه (5) . السَّقم : هو المرض، يقال سُقْمٌ وسَقَم وسَقَامٌ ثلاثُ لغاتٍ، وهو سَقِيم، ومِسْقَام: كثير السقم ، والجمع: سِقَام(6) . من فوائد الحديث : 1/ مشروعية الدعاء بالشفاء، والتداوي لرفع البلاء بالرقية الشرعية، مع ما في المرض من كفَّارة ورحمة، لأن الدعاء عبادة يتقرب بها إلى الله تعالى ولا تنافي الثواب والكفَّارة لحصولهما، وكلٌّ من فضل الله تعالى، نزول المرض والصبر عليه والشفاء منه، والداعي بين حسنيين؛ إما نيل مقصوده أو العوض عنه بجلب نفع أو دفع ضر (7). 2/ الرقية الشرعية بالآيات والأدعية المأثورة عن النبي ![]() 3/ من تمام لطف الكريم سبحانه بخلقه أن ابتلاهم بالأدواء وأعانهم عليها بالأدوية الحسية والمعنوية ((9). 4/ قال ابن القيم – رحمه الله -: في هذه الرقية توسُّل إلى الله تعالى بكمال ربوبيته ورحمته وأنه وحده الشافي (10) 5/ قال ابن عبد البر والنووي – رحمهما الله -: أجمع العلماء على جواز النفث، واستحبه الجمهور من الصحابة ومن بعدهم التابعين، ونقل القاضي عياض عن بعض علمائه كابن عبدالبر والباجي: أن النفث في الرقية سنَّةٌُ، والأخذ بها اقتداءٌ بالنبي ![]() ![]() ![]() 6/ قال القاضي عياض – رحمه الله -: فائدة النفث والتفل اليسير – والله أعلم - التبرك بتلك الرطوبة أو الهواء والنَّفَس المباشر للرقية والذكر الحسن والدعاء الطيب، وقد يكون على وجه التفاؤل بزوال ذلك الألم عن المريض وانفصاله عنه، كانفصال ذلك النفث عن فيّ الراقي(13) وقال ابن القيم – رحمه الله -: في النفث سرٌّ عجيب؛ لأن الرقية تخرج من قلبه وفمه، فيكون التأثير بها أقوى نفوذًا وأتمَّ للرقية، واستعانة الراقي بها في إزالة الضرر وإطفاء حرارة الألم كاستعانة تلك النفوس الخبيثة بلسعها وإحراقها وإفسادها (14) 7/ المسح باليد اليمنى على الوجع سنة عند الرقية، وهي من التفاؤل بزوال الألم وذهاب المكروه (15). 8 / كان النبي ![]() 9/ فيه لطف النبي ![]() 10/ قال الشيخ محمد بن عثيمين –رحمه الله-: الأدلة التي تثبت بها أسماء الله تعالى وصفاته هي كتاب الله تعالى، وسنَّةُ رسوله ![]() وأثبت هذا الحديث اسم عظيم من أسمائه سبحانه وهو (الشافي) وله أصل في القرآن الكريم وهو قوله تعالى( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) (18). والشافي هو الذي يشفي عباده من الأسقام والأمراض ويعافيهم (19). (1) رواه النسائي – واللفظ له - (6/55 ح10015) وأحمد (3/418) بلفظ: «انْصَبَّتْ على يَدِي من قِدْرٍ، فَذَهَبَتْ بي أُمِّي إِلى رسُولِ اللهِ ![]() - و رواه أيضاً (3/418) عن أمِّه أُمّ جميل بن المجُلّل، قالت: أقبلتُ بك من أرضِ الحبشةِ، حتى إذا كنتُ من المدينةِ على ليلةٍ أو ليلتين طبخَتُ لكَ طَبيخًا، فَفنِيَ الحطبُ فخرجتُ أطلبُهُ، فَتَنَاولتَ القدرَ فانكفأتْ على ذراعِكَ، فأتيتُ بكَ النبي ![]() و الحديث صحيح الإسناد .قال الهيثمي – رحمه الله - : ورجال أحمد رجال الصحيح . مجمع الزوائد (5/115). وله شاهد صحيح من حديث عائشة – ![]() ![]() (2) الاستيعاب (4/1927)، غوامض الأسماء المبهمة (1/362)، أسد الغابة (6/230)، الإصابة (8/70) . (3) معجم ما استعجم (1/363)، معجـم البلدان (2/99)، لسان العرب (13/84). (4) معجم مقاييس اللغة (ص1002)، وينظر: لسان العرب (2/196)، الغريب لابن سلام (1/299)، النهاية في غريب الحديث (5/87) (5) معجم مقاييس اللغة (ص148)، لسـان العرب (6/20)، مختـار الصحاح (ص16)، مشارق الأنـوار (1/101). (6) معجم مقاييس اللغة (ص463)، لسان العرب (12/288)، مختار الصحاح (ص128)، النهاية في غريب الحديث (2/380) . (7) ينظر: شرح معاني الآثار (4/329)، وشرح ابن بطال (9/433)، فيض القدير (5/87)، تحفة الأحوذي (10/8). قال القاضي عياض – رحمه الله -: وترك الاسترقاء أفضل وأعلى عند بعض العلماء والصالحين لما فيه من اليقين أن العبد ما أصابه لم يكن ليخطئه ولا يعدو شيء وقته وهو من كمال التوكل على الله سبحانه. إكمال المعلم (7/100). (8) ينظر: التمهيد (5/264)، الفتح (10/256)، فيض القدير (5/86)، شرح الزرقاني (4/418). (9) فيض القدير (الصفحة السابقة) . (10) زاد المعاد (4/ 188). (11) إكمال المعلم (7/100)، التمهيد (5/279)، المنهاج (14/403)، قال العيني في عمدة القاري (20/24) النفث: إخراج ريح من الفم مع شيء من الريق . (12) رواه الحميدي في مسنده (1/114 ح233). وهو صحيح . (13) إكمال المعلم (7/101)، المنهاج (14/403)، فتح الباري (10/242)، عمدة القاري (21/262)، الديباج (5/212) . (14) نقلته مختصرًا من زاد المعاد (4/181- 182) . (15) شرح ابن بطال (9/433)، إكمال المعلم (7/101)، عمدة القاري (21/262). (16) ينظر: عون المعبود (10/274)، تحفة الأحوذي (10/8) . (17) مجلة البحوث الإسلامية (12/ 209) بحث بعنوان : قواعد في أدلة الأسماء والصفات للشيخ محمد بن عثيمين –رحمه الله- . وينظر: فتح الباري (10/254)، عون المعبود (10/273)، تحفة الأحوذي (10/8). (18) سورة الشعراء، الآية: 80 . (19) ينظر: كتاب صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة، (ص180).
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 4 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
جارة المصطفى
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
![]()
الحلقة ( 5 ) حديث ((فمسح رأسي ودَعَا لي بالبركة...)) السائلة :![]() (5) عن السائب بن يزيد قال : ذهبت بي خالتي إلى النبي ![]() قال أبو ذرّ سبط ابن العَجمي – رحمه الله - : خالة السائب بن يزيد؛ في حفظي أنها فاطمة بنت شُريح (2). و قال المباركفوري – رحمه الله - : اسمها عُلْبَة –بضم المهملة- بنت شُرَيْح (3)، أخت (4) مخَرْمَةَ بن شُريح، وقد وَهِم، فإن المذكورة هي: أم السائب بن يزيد وليست خالته، وقال ابن حجر: لم أقف على اسم خالته (5). غريب الحديث : وقع: أي مريضٌ مُشْتَكٍ، مثل وَجِعٌ وأصله: وَهْنُ الرِّجل ومرضها من حجارةٍ أو حَفَاءٍ يُصيبها، وروى بعضهم وَقَعَ: على الفعل الماضي (6) . زِرُّ الحَجَلَةِ : قال القاضي عياض – رحمه الله تعالى - : والصحيح المعنى المشهور وهو: أن الزَّرَّ : واحد الأزرار التي تدخل في العرى، كأزرار القميص، والحَجَلَة واحدة الحِجَال وهو سِتْر ذو سُجُوفٍ(7). من فوائد الحديث : 1/ مشروعية الذهاب بالصبيان إلى الصالحين، وسؤالهم الدعاء لهم بالبركة، والصلاح والخير (8) 2/ التبرك المشروع بفضل وضوء النبي ![]() ![]() ![]() 3/ لا يجوز التبرك بشيء من الآثار الحسية المنفصلة عن أحد من الأشخاص غير النبي ![]() ![]() ![]() ![]() 4/ قال القرطبي – رحمه الله تعالى - : اتفقت الأحاديث الثابتة عن رسول الله ![]() 5 / اختلف العلماء في الطهارة بالماء المستعمل في الوضوء والغسل، على أقوال: 1. لا تجوز الطهارة به على كل حالٍ وهو مذهب الشافعي، وظاهر مذهب أحمد أنه طاهر غير مطهِّر لا يرفع حدثًا ولا يزيل نجسًا، وهو قول الليث والأوزاعي والمشهور عن أبي حنيفة، واختلف فيه عن الثوري، وذهب أبو يوسف إلى أن نجس . 2. يكره التطهر به، ولا يجوز التيمم مع وجوده، وهو مذهب مالك وأصحابه . 3. جواز التطهر به ولا فرق بينه وبين الماء المطلق، وهو قول الحسن وعطاء والنخعي والثوري والزهري ومكحول وابن حزم وأهل الظاهر، ورواية عن أحمد، والرِّواية الثانية لمالك والشافعي – رحمهم الله - . وسبب الخلاف: ما يظن من أنه لا يتناوله اسم الماء المطلق حتى إن بعضهم غلا فظن أن اسم الغسالة أحق به، والراجح الصحيح في ذلك هو : جواز الوضوء والغسل بالماء المستعمل في الطهارة، سواء وجد ماء آخر أو لم يوجد، أو كان الوضوء لفريضة أو نافلة لرجل أو امرأة (12) . قال شيخ الإسلام ابن تيمية – ![]() ومما استدل به الجمهور، شرب السائب – ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() قال ابن المنذر – رحمه الله تعالى - : وفي إجماع أهل العلم أن الندى الباقي على أعضاء المتوضئ والمغتسل وما قطر على ثيابهما طاهر؛ دليل على طهارة الماء المستعمل، وإذا كان طاهرًا فلا معنى لمنع الوضوء به بغير حجة (15) . (1) صحيح، متفق عليه ، رواه البخاري – واللفظ له - (18 ح190) و (289 ح3541) ، بلفظه إلا أنه قال: خاتم بين كتفيه، ولم يقل: مثل زِرِّ الحجلة، وزاد في آخره: قال ابن عبيدالله (شيخ البخاري) الحُجْلَةُ من حُجَل الفَرَسِ الذي بين عَيْنَيْهِ . و (288 ح3540) بسنده عن الجعيد بن عبدالرحمن قال : رأيت السائب بن يزيد ابن أربع وتسعين جَلْدًا مُعْتَدلاً، فقال: قد علمتُ ما مُتَعتُ به – سمعي وبصري - إلا بدعاء رسول الله ![]() ![]() (2) تنبيه المعلم بمبهمات صحيح مسلم، (ص399) . (3) تحفة الأحوذي (10/88) . (4) الاستيعاب (4/1886)، الإصابة (8/29) . (5) فتح الباري (10/156) . (6) مشارق الأنوار (2/369)، النهاية في غريب الحديث (5/214) . (7) مشارق الأنوار (1/231)، الديباج (5/335) . قال النووي – رحمه الله - : وهو الصواب الذي قاله الجمهور. شرح النووي (15/97) . والسُّجوف : أستار رقيقة. مشارق الأنوار (2/257) . (8) ينظر: شرح ابن بطال (10/112)، (9/386) . (9) ينظر: كتاب التبرك أنواعه وأحكامه (ص66) و(ص507) . (10) ينظر: الاعتصام للشاطبي (2/8، 9) . (11) ينظر: شرح النووي (15/98)، فتح الباري (6/698) . (12) المدونة الكبرى (1/14)، الأم (1/8)، المحلى (1/183)، بداية المجتهد (1/20)، المغني (1/31)، نيل الأوطار (1/23- 31). (13) مجموع الفتاوى (21/ 66) . (14) رواه البخاري (484 ح5651) بسنده عن جابر بن عبدالله قال: مرضت مرضًا فأتاني النبي ![]() ![]() (15) الأوسط (1/288)، فتح الباري (1/393) .
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 5 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
جارة المصطفى
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
![]()
الحلقة ( 6 ) حديث ((...لَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابِقَ الْقَدَرِ لَسَبَقَتْهُ الْعَيْنُ)) ![]() (6) عَنْ أَسْمَاءَ بِنْت عُمَيْسٍ - ![]() السائلة : هي أَسْمَاءُ بنتُ عُمَيْس أم عبدالله، من بني خثعم، أمها: هند بنت عوف أو خولة بنت عون، وهي أخت ميمونة زوج النبي ![]() ![]() وروى عنها ابنها عبدالله بن جعفر وحفيدها القاسم بن محمد وعبدالله بن عباس وهو ابن أختها وروى عنها آخرون، توفيت بعد علي بن أبي طالب – ![]() غريب الحديث : أفَأَسْتَرقي : الرُّقْيَة هي العُوْذَه والجمع رُقَى، التي يُرقى بها صاحب الآفة كالحمّى والصرع، وغير ذلك من الآفات (3) ، قال الشاعر : فما تركا من عُوذَةٍ يَعْرفانها ولا رُقْيَةٍ الإبهــار رقَيَاني 0(4) العَيْن : حاسَّة الرؤية، و المقصود هنا الحسد الذي يحصل على أثرها (5) . وهي : نظر باستحسان مشوب بحسد، من خبيث الطبع يحصل للمنظور منه ضرر والمصاب: مَعْيُون (6) . وقد يكون العائن أعمى فيوصف له شيء، أو يسمعه فيعينه ويضُّره. وأشبه الأشياء بتلك النفس؛ الأفعى، التي تقابل عدوّها فتتكيف بكيفية شرِّيرة، وينبعث منها قوة غضبية شديدة تؤثر في إسقاط الجنين وطمس البصر ونحوه (7). من فوائد الحديث : 1/ الشعور الفطري بعطف الأمومة الدّفاق يدفع الوالدة الحنون إلى تحرِّي العلاج لأبنائها، ولفت انتباه الرسول ![]() 2/ في الحديث دليل على أن العين تسرع إلى قوم فوق إسراعها إلى آخرين وتؤثر فيهم بالضرر أو الهلاك لتمام حسنهم الصوري والمعنوي (8) ونحو ذلك . 3/ إباحة الرقى للمعيون، خاصةً إذا لم يُعرف العائن (ليؤخذ غسله)، وتلك الرُقى مما يستدفع بها البلاء إذا أذن الله عز وجل بذلك وقضى بالشفاء، وأسعد الناس بها من صحبة اليقين بالله تعالى، ومن أعطي الدعاء وفتح عليه لم يكد يحرم الإجابة، قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) (9)(10) 4/ أجمع أهل العلم على جواز الرقية الشرعية وهي؛ ما يكون بالقرآن وأسماء الله الحسنى والمعوذات والذكر الحسن والأدعية المأثورة والتضرع إلى الله سبحانه بالشفاء من شر السواحر النفاثات وشر الحاسدين، والشيطان ووسوسته ومن شر شرار الناس وشر كل ما خلق، وشر ما جمعه الليل من المكاره والطوارق . والمنهيُّ منها ما تضمن شركًا وتعظيمًا لغير الله سبحانه، واعتقاد تأثيرها بالنفع من دونه سبحانه . (11) عن عوف بن مالك – ![]() 5/ المبالغة في تأثير العين وقوتها وتعظيم شأنها بقوله ![]() وهذا الأسلوب جرى مجرى التمثيل، بمعنى: لو فرض أن لشيء قوة بحيث يسبق القدر في قوته ونفوذه لسبقته العين، لكنها لن تسبقه لأن تأثيرها بإرادة الله سبحانه، والقدر عبارة عن سابق علم الله جَلّ وعزّ، وتمام كتابته للمقادير ونفوذ مشيئته فيها قبل أن يخلق الخلق بخمسين ألف سنة، ولا راد لأمره ولا معقِّب لحكمه (13) . 6/ فضل التحصّن بالأذكار المشروعة والأدعية المأثورة وأثرها بتوفيق الله في وقاية العبد ورد سهام عين العائن، وكل عائن حاسد وليس العكس، فكانت الاستعاذة منه (14) . قال تعالى (قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ{1} مِن شَرِّ مَا خَلَقَ{2} وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ{3} وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ{4} وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ{5})(15) وعن عائشة – ![]() ![]() وعن أبي هريرة أن رسول الله ![]() قال ابن القيم – رحمه الله -: ومن التزم هذه الدعوات والعُوَذ عرف مقدار منفعتها وشدة الحاجة إليها، وهي تمنع حصول العين وتدفع أثرها بحسب قوة إيمان قائلها، فإنها سلاح، والسلاح بحامله (18) . وقال الشوكاني – رحمه الله - : التداوي بالدعاء مع الالتجاء إلى الله أنجع من العلاج بالعقاقير، ونفعه يتحقق بأمرين؛ أحدهما من جهة العليل وهو صدق القصد، والآخر من جهة المداوي وهو توجه قلبه إلى الله وقوته بالتقوى والتوكل على الله سبحانه (19) . 7/ يستحبُّ للأم تعلُّم الأوراد الشرعية والأدعية النافعة، لتلي الرقية بها على أبنائها، في حال الصحة والمرض، والاستغناء بها عن الذّهاب إلى الرُّقاة والقرَّاء . وهذا المعنى هو ما فهمناه من عرض أسماء – ![]() ![]() ![]() 8/ قدّر الله سبحانه وتعالى الخير والشرّ وأسباب كل منهما، فالعين والمرض والبلاء من قدر الله سبحانه والرقى والتداوي والدعاء ونحوها من أسباب الشفاء هي بتقدير الله أيضـًا، وهذا التقدير لا يمنع العمل ولا يُوجب الاتكال، بل يوجب الجد والحرص والاجتهاد واتخاذ الأسباب مع قوة اليقين بالله سبحانه والثقة به وهذا تمام التوكل (20) . (1) رواه الترمـذي – واللفـظ له – (1858 ح2059) ، و النسائي (4/365 ح7537) بنحوه ، وابن ماجه (2688 ح3510) وللحديث شاهد عن جابر بن عبد الله – ![]() ![]() قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح . وقال ابن عبدالبر: حديث أسماء بنت عميس الخثعمية محفوظٌ من وجوهٍ ثابتة متَّصلة صحاحٍ وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح . التمهيد (2/266) ، مجمع الزوائد (5/113) . (2) الاستيعاب (4/1784)، صفوة الصفوة (2/63)، أسد الغابة (6/14)، الإصابة (7/489). (3) النهاية في غريب الحديث (2/254) . (4) معجم مقاييس للغة (ص396)، لسان العرب (14/332)، مختار الصحاح (ص107)، مشارق الأنوار (1/373) . (5) معجم مقاييس اللغة (ص699)، مختار الصحاح (ص195)، مشارق الأنوار (2/132) . (6) تحفة الأحوذي (6/184) . (7) نقلته باختصار شديد من: زاد المعاد (4/165- 66- 167) . (8) ينظر : التمهيد (2/267- 270)، تحفة الأحوذي (6/184) . (9) سورة غافر، الآية: 60 . (10) ينظر: التمهيد (2/267- 270)، حاشية ابن القيم (10/277) . (11) إكمال المعلم (7/101)، وينظر: عمدة القاري (21/265)، نيل الأوطار (9/91)، وذكر الخطابي – رحمه الله – معنى الرُّقية الصالحة والفرق بينها وبين ما سواها. أعلام الحديث (3/2131). (12) رواه أبو داود (1508 ح3886) ورجاله ثقات. (13) ينظر: التمهيد (2/270)، الديباج (5/214)، فيض القدير (4/397)، شرح الزرقاني (4/411)، تحفة الأحوذي (6/184) . (14) ينظر : فتح الباري (10/246) . (15) سورة الفلق : 1-5 . (16) رواه البخاري في: الدعوات، باب: التعوذ والقراءة عند المنام (532 ح6319) . (17) رواه مسلم في: الذكر والدعاء، باب: فضل التهليل والتسبيح والدعاء (1146 ح2691) . (18) ينظر : زاد المعاد (4/170) . (19) نيل الأوطار (9/93) . (20) ينظر : مجموع الفتاوى (8/176- 196)، زاد المعاد (4/14)، معارج القبول (2/297) .
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 6 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
جارة المصطفى
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
![]()
الحلقة ( 7 ) حديث ((إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ،...)) ![]() (7) عَنْ عَطَاءِ بْن أَبِي رَبَاحٍ قَالَ: قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاس:ٍ أَلاَ أُرِيكَ امْرَأَةً مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ ؟ قُلْتُ: بَلَى ، قَال:َ هَذِهِ الْمَرْأَةُ السَّوْدَاء،ُ أَتَتْ النَّبِيَّ ![]() السائلة : هي أُمُّ زُفَر الحَبشِية الأسدية ، الصحابيّة الصَّابرة، يقال اسمها سُعَيْرة (بالتصغير) وقال بعضهـم شقيرة (بمعجمة مضمومة وقاف مفتوحة)، قيل إنها ماشطة خديجة – ![]() ![]() ![]() ![]() غريب الحديث : أُصْرَعُ : الصَّرْعُ؛ الطَّرْحُ بالأرض وسقوط الشيء إليها ،وصَريْعٌ أي مجنون، والجمع صرعى (3). قال ابن حجر – رحمه الله - : الصرع علَّة تمنع الأعضاء الرئيسة عن انفعالها منعًا غير تام، وسببه أخلاط من ريح غليظة تنحبس في منافذ الدماغ، أو بخار ردئ يرتفع إليه من بعض الأعضاء، وقد يتبعه تشنّج في الأعضاء فلا يبقى الشخص معه منتصبًا، بل يسقط ويقذف بالزبد لغلظ الرطوبة، وقد يكون الصرع من الجنِّ، من النفوس الخبيثة منهم إما الاستحسان بعض الصور الإنسية، وإما لإيقاع الأذيَّة به، والأول هو الذي يثبته جميع الأطباء ويذكرون علاجه؛ والثاني يجحده كثير منهم وبعضهم يثبته ولا يعرف له علاجًا إلا بمقاومة الأرواح الخيرّة العلوية لتندفع آثار الأرواح الشريرة وتبطل أفعالها ، وممن نص على ذلك أبقراط (4) . وقال ابن القيم – رحمه الله - : الظاهر أن صرع هذه المرأة كان من نوع صرع الأخلاط، ويجوز أن يكون من جهة الأرواح (5). أَتَكَشَّفُ : الكَشْفُ : رَفْعُكَ الشيءَ عما يُواريه ويُغَطِّيه، ككشف الثوب عن البدن، وكَشَف الأمر أَظْهَره (6)والمراد : أنها خشيت أن تظهر عورتها وهي لا تشعر (7) . من فوائد الحديث : 1/ سؤال المرأة دليل على فضل الدعاء والالتجاء إلى الله سبحانه وتوحيده وتقواه، وفضل التعوذ الصحيح الذي تواطأ عليه القلب واللسان، وأثره العجيب في علاج الصرع، وسائر الأمراض والأسقام، وعقلاء الأطباء معترفون بأن تأثير ذلك أعظم من تأثير الأدوية البدنية الحسية، مع ما فيها من النفع والفائدة (8) . 2/ البشارة العظيمة والفضيلة الظاهرة للصابر على الصرع وبلواه بتكفير الخطايا وزيادة الحسنات، ودخول الجنات. قال العيني – رحمه الله تعالى - : الصبر على البلاء يورث الجنة والأخذ بالشدة أفضل لمن علم من نفسه أنه يطيق التمادي عليها ولا يضعف عن التزامها (9) . وأثر تلك البشارة النبوية في تقوية جانب التفاؤل والرجاء والاطمئنان، وشحذ الهمم للصَّبر الكامل والرضى التام الذي يبرِّد حرارة اليأس، ويُعلِي الروح النفسية، وهذا من شأنه أن يقهر المرض ويدفعه (10) . 3/ التخيير النبوي الحكيم يؤكد العناية برأي المرأة السوداء! في تقرير مصيرها، ويرسم إحساسه المرهف بحرارة الألم الذي ينتابها، فيدفعه ذلك كله للدعاء لها بالشفاء العاجل .. ثم يتراجع عن ذلك إذا اختارت الصبر، والأجر، لعلمه بأنه خيرٌ لها إذا أطاقته، وسبب لنيل السعادة الأبدية في الجنَّة . 4/ تميّزُ تلك المرأة بخلق الحياء وتمسكها به، واعتزازُها المتين يأبى أن تتخلى عنه في أصعب المواقف، حيث تصرع وتسقط على الأرض فتنكشف ويبدو شيء من جسدها .. !! هذا الحياء.. ثمرة من ثمرات إيمانها .. يلحُّ عليها أن تسأل رسول الله ![]() وإن كانت معذورة بالصرع، مضمونةً لها الجنة ؟!! فأين بنات المسلمين من هذه ؟! (1) متفق عليه ، رواه البخاري (484 ح5652) و مسلمٌ (1129 ح2576). (2) الاستيعاب (4/1938)، غوامض الأسماء المبهمة (2/801)، أسد الغابة (6/333)، الإصابة (8/201) عمدة القاري (21/214)، تنبيه المعلم بمبهمات صحيح مسلم (ص430). وجاء التصريح باسمها في صحيح البخاري، (484 ح5652) . (3) معجم مقاييس اللغة (ص566)، لسان العرب (8/197) والغريب لابن قتيبة (1/316)، النهاية في غريب الحديث (3/24). (4) فتح الباري (10/141) وينظر: زاد المعاد (4/69- 71) . (5) زاد المعاد (4/71) . (6) معجم مقاييس اللغة (ص894)، لسان العرب (9/300) . (7) فتح الباري (10/142)، عمدة القاري (21/215)، نيل الأوطار (9/93) . (8) ينظر: زاد المعاد (4/71)، فتح الباري (10/143)، نيل الأوطار (9/89). (9) عمدة القاري (21/ 215) . (10) ينظر : شرح ابن بطال (9/376)، إكمال المعلم (8/42)، المنهاج (16/344)، زاد المعاد (4/17)، فتح الباري (10/143) .
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
المشاركة رقم: 7 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
جارة المصطفى
المنتدى :
باب علــم الحــديـث وشرحــه
![]()
الحلقة (8) حديث ((إِنَّ ابْنِي هَذَا بِهِ جُنُونٌ يَأْخُذُهُ عِنْدَ غَدَائِنَا وَعَشَائِنَا ،...)) ![]() (8) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ – ![]() ![]() ![]() السائلة : صحابية لم يذكر اسمها . غريب الحديث : ثَعَّ : الثَّعُّ، القيءُّ، والثَّعَّةُ : المرة الواحدة .(2) من فوائد الحديث : 1 / فيه تلبُّس الجان، وسلطانه النافذ في بعض القلوب الضعيفة، الخاوية من الذكر والدعاء وتلاوة كتاب الله، وإلحاقه الأذى بالمؤمنين؛ في طعامهم وشرابهم وسائر أمور حياتهم. 2 / التصرف الواعي من تلك الصحابية بوصف علَّة الصبي بدقَّة، وبيان ما يشتكي منه وتعدي ضرره، و طول صبرها عليه ، لاستثارة همّة المداوي واستدرار عطفه، وإعطائه تصورًا وافيًا لعلَّته، وهذا يعينه في اختيار الدواء المناسب له . 3 / أثر القراءة والدعاء والالتجاء إلى الله سبحانه في العافية من المسِّ وخروج الجانِّ وبيان هيئة عند الخروج كالجر والأسود . 4 / مجيءُ الصحابية إلى رسول الله ![]() ![]() 5 / يظهر -و الله أعلم – أن النساء والصبيان هم الفئة التي يغلب فيها مسّ الجان والتلاعب بهم لضعفهم وسرعة تأثرهم ونفوذ الفزع إليهم ، و تصديق الخرافات ، ولبعدهم عن الحرز المكين والذكر الحصين. (1) رواه أحمد – واللفظ له - (4/241 ح2418) و رواه أيضاً (4/37 ح2133) بمثله، إلا أن في أوله: قالت: «يا رسول الله إن به لممًا» وقالت: «فيفسد علينا » بدل يُخبِّث. وفي آخره قال: «فَشُفِيَ » رجال الحديث ثقات، إلا فرقد السبخي فهو ليّن الحديث، فالإسناد به جيّد (2)معجم مقاييس اللغة (ص163)، لسان العرب (8/39)، مختار الصحاح (ص36). الغريب لابن سلام (2/212)، الفائق (1/166)، النهاية في غريب الحديث (1/212).
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
لا يوجد أعضاء |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|