وأما الرؤيا الصالحة،
فينبغي أن يحمد الله عليها،
ويسأله تحقيقها،
ويحدث بها من يحب ويعلم منه المودة،
ليُسرّ لسروره،
ويدعو له في ذلك.
ولا يحدث بها من لا يحب،
لئلا يشوش عليه بتأويل يوافق هواه،
أو يسعى – حسداً منه –
في إزالة النعمة عنه.
ولهذا لما رأى يوسف الشمس والقمر
والكواكب الأحد عشر ساجدين له.
وحدث بها أباه قال له:
{ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ
فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا
إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ }(1)
ولهذا كان كَتْم النعم عن الأعداء
– مع الإمكان – أولى،
إلا إذا كان في ذلك مصلحة راجحة.
******************
(1) سورة يوسف – آية 5.