العودة   شبكــة أنصــار آل محمــد > قســم الموسوعة الثقافية > البيــت العـــام

البيــت العـــام للمواضيع التي ليس لها قسم محدد

 
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23-04-12, 09:49 AM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
thamermousa
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Aug 2011
العضوية: 5054
المشاركات: 364 [+]
الجنس:
المذهب:
بمعدل : 0.07 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 14
نقاط التقييم: 51
thamermousa سيصبح متميزا في وقت قريب

الإتصالات
الحالة:
thamermousa غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : thamermousa المنتدى : البيــت العـــام

بسم الله الرحمن الرحيم



فُجع العالم العربي بخبر انتحار وزير الزراعة الياباني إثر تورطه في قضية مالية.
ولم يكن سبب تلك الفجيعة هو الصدمة من تورط وزيرٍ في فضيحة، ولكن السبب هو اختلاف منهج العرب في مواجهة الفساد عن منهج اليابانيين، فاليابانيون لا يرحمون الفاسدين، ولا يتهاونون مع الفساد؛ بل يضربون على أيدي كل من يخون الأمانة، ولا يسمحون له أن ينعم بفساده، أو أن يفَّر به.
إن نظرة المجتمع الياباني للمسؤول الفاسد نظرة شديدة الاحتقار؛ لذا فإن من يتورط من المسئولين في أي فضيحة يعلم أنه قد جاء كبيرة من الكبائر بالنسبة لمجتمعه؛ ومن ثَمَّ فإنه لا يجرؤ على تخيل الحياة وسط هذا المجتمع مرة أخرى، بينما تتراوح نظرة المجتمع العربي - في عمومه - بين السلبية؛ حيث إنه لا يستطيع محاسبة ذلك المسؤول - وبين الإعجاب المفضي للتقليد؛ تمامًا كما صوَّر الشاعر ذلك الوضع بقوله:
إذا كان رَبُّ البيتِ بالدُّفِّ ضاربًا فشيمةُ أهلِ البيتِ كلِّهم الرقصُ
ولا شك أن منهج اليابان في مقاومة الفساد هو أحد أسباب تفوقها على الأمم، وهذه سنة إلهية لا تتخلف ولا تتبدل، كما أنه لا شك في أن تهاون العالم العربي مع الفساد والفاسدين من أهم أسباب تخلُّفه، ففي العالم العربي حيث يرتع الفاسدون، يصبح الفساد هو القاعدة، والصلاح والطهارة هما الاستثناء، ويتبجح الفاسد بفساده؛ حيث يدرك أنه لن يحاسبه أحد.
إن ما أصاب العالم العربي من فسادٍ شديدٍ نخر في عظامه كان كفيلًا بأن يصبح العالم العربي في ذيل دول العالم من حيث الصلاح والشفافية، ويشهد على ذلك تقرير الشفافية الدولية لعام 2006م؛ حيث جاءت أولى الدول العربية في المركز الحادي والثلاثين على مستوى العالم من حيث الشفافية وهي دولة الإمارات العربية بدرجة (6.2) من عشرة وهي كما نلاحظ درجة متدنية للغاية، بينما حصل أغلب الدول العربية على أقل من خمس درجات، وهي درجة تبين كيف استشرى الفساد في البلاد العربية، وما ذلك إلا لشيوع التستر على الفساد في هذه الدول.
إن التاريخ ليشهد على سقوط الأمم الفاسدة بفعل فسادها، فهذه هي الدولة الرومانية التي ضرب فيها الفساد بمعوله، يعمها الفساد، فصارت الدولة تنهب أموال رعاياها المساكين عن طريق الضرائب المتنوعة حتى على الأموات، وتُجيع أهل مستعمراتها ليطعموا أهل العاصمة من قمحهم وغَلاّتهم.
هذه الدولة سقطت سقوطًا مريعًا، ولم تستطع أن تستمر؛ لأن الفساد أسقط أركانها.
أما الدولة الفارسية، فقد بلغ سيل الفساد فيها الزُّبي، وأخذ كسرى يجمع من الأموال والمتاع ما لا يتخيله بشر، وكان أمراؤه وقادته ينهبون ما شاؤوا من رعيتهم، ولا يجسر أحدٌ على التعرُّض لهم، ولكل هذا لم تستطع تلك الدولة الصمود أمام الجيوش الإسلامية التي تحلَّت بالتقوى والصلاح، فانهار بنيان الدولة الفارسية وهرب ملكها، وتفرقت جيوشها، ولم تقم لها قائمة مرةً أخرى حتى اليوم.
وهذه السنة الإلهية لا تستثنى أحدًا، ولا تحابي أحدًا حتى لو كان مسلمًا؛ لذا فعندما انتشر الفسادُ انتشارًا سريعًا قبل الحروب الصليبية؛ سقطت إمارات الشام الممزقة بأيدي الصليبيين، ولجأ الأمراء الفاسدون إلى الصليبيين يضعون أيديهم في أيديهم ضد إخوانهم المسلمين.
وعندما تكرر الأمر، وانتشر الفساد بين المسئولين في الخلافة العباسية، وصار الأمراء والخليفة يغترفون من خزائن بيت مال المسلمين دون وجه حق، جاء طوفان التتار فقضى على هؤلاء وذبحهم، وأسقط الخلافة.
ومن العجيب أن تكون أحوال العالم العربي هكذا رغم حرص الرسول نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة على محاربة الفساد، ولو في بداياته وأبسط صوره؛ فيروي البخاري عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، قال:
اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة رَجُلًا عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي سُلَيْمٍ يُدْعَى ابْنَ الْلَّتَبِيَّةِ؛ فَلَمَّا جَاءَ حَاسَبَهُ؛ قَالَ: هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة : "فَهَلَّا جَلَسْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ هَدِيَّتُكَ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا"، ثُمَّ خَطَبَنَا فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: "أَمَّا بَعْدُ فَإِنِّي أَسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ مِنْكُمْ عَلَى الْعَمَلِ مِمَّا وَلَّانِي اللَّهُ؛ فَيَأْتِي فَيَقُولُ: هَذَا مَالُكُمْ، وَهَذَا هَدِيَّةٌ أُهْدِيَتْ لِي. أَفَلَا جَلَسَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ حَتَّى تَأْتِيَهُ هَدِيَّتُهُ. وَاللَّهِ لَا يَأْخُذُ أَحَدٌ مِنْكُمْ شَيْئًا بِغَيْرِ حَقِّهِ إِلَّا لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. فَلَأَعْرِفَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ لَقِيَ اللَّهَ يَحْمِلُ بَعِيرًا لَهُ رُغَاءٌ، أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ، أَوْ شَاةً تَيْعَرُ"، ثُمَّ رَفَعَ يَدَهُ حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبْطِهِ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ؟". بَصْرَ عَيْنِي وَسَمْعَ أُذُنِي.....
هكذا وبكل وضوح يستنكر الرسول نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة أن تصير المسئولية سبيلاً للإثراء غير المشروع.
إن انصلاح حال الأمة الإسلامية رهين بالعودة إلى الأصول التي وضعها الإسلام، ومن هذه الأصول؛ طهارة اليد؛ حيث ينبغي أن يحرص كل مسلم على أن يكون ماله حلالاً لا شبهة فيه، ومن هذه الأصول أيضًا محاسبة الفاسد وعقابه، وقد رأينا ذلك الوزير الفاسد الذي انتحر خوفًا من مواجهة عقاب المجتمع لتورطه في فضيحة مالية - وليس في استيراد مبيدات مسرطنة غرست المرض الخبيث في أجساد مئات الآلاف من رعيته، وليس في استيراد شتلات فاسدة، أو غيرها من المحاصيل التي أفشلت كُلَى الآلاف من المواطنين.
لابد أن يكون عقاب الفاسدين شديدًا، لكي ترتدع نفوسهم عن الفساد ومع ذلك فإننا لا ندعو المسؤولين العرب للانتحار عند ظهور فسادهم؛ لأن هذا الأمر يعني فقدنا اغلب المسئولين في العالم العربي!!!










عرض البوم صور thamermousa   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

(مشاهدة الكل عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 :
لا يوجد أعضاء

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

Bookmark and Share


الساعة الآن 11:14 PM

أقسام المنتدى

قســم إسلامنا تاريخٌ ومنهاج | بيت الكتاب والسنة | قســم موسوعة الصوتيات والمرئيات والبرامج | بيت الشكـاوي والإقتراحــات | بيت الآل والأصحاب من منظور أهل السنة والجماعة | قســم الموسوعـة الحواريـة | بيت الحــوار العقـائــدي | بيت الطـب البـديـل وطـب العـائلـة | بيت الأسـرة السعيــدة | قســم الدعم الخاص لقناة وصــال | بيت شبهات وردود | بيت التـاريـخ الإسلامي | بيت المهتدون إلى الإسلام ومنهج الحق | قســم موسوعة الأسرة المسلمـــة | وحــدة الرصــد والمتـابعــة | بيت الصوتيـات والمرئيـات العــام | بيت الصــــور | بيت الأرشيــف والمواضيــع المكــررة | بيت الترحيب بالأعضاء الجدد والمناسبات | بيت الجـوال والحـاسـب والبـرامـج المعـربـة | بيت المكتبـة الإسلاميـة | بيت الأحبـة فــي اللــه الطاقــم الإشـرافــي | بيت موسوعة طالب العلم | قســم الموسوعة الثقافية | البيــت العـــام | قســم دليل وتوثيق | بيت وثائق وبراهين | بيت القصـص والعبـــــــر | بيت الإدارة | بيت الصوتيـات والمرئيـات الخــاص | بيت المعتقد الإسماعيلي الباطني | بيت مختارات من غرف البالتوك لأهل السنة والجماعة | بيت الأحبـة فــي اللــه المراقبيـــــــن | بيت أهل السنه في إيران وفضح النشاط الصفوي | بيت المحــذوفــات | بيت ســؤال وجــواب | بيت أحداث العالم الإسلامي والحوار السياسـي | بيت فـرق وأديـان | باب علــم الحــديـث وشرحــه | بيت الحـــوار الحــــــــّر | وصــال للتواصل | بيت الشعـــر وأصنافـــه | باب أبـداعـات أعضـاء أنصـار الشعـريـة | باب المطبــخ | بيت الداعيـــات | بيت لمســــــــــــات | بيت الفـلاش وعـالـم التصميــم | قســم التـواصـي والتـواصـل | قســم الطــاقــــــــم الإداري | العضويات | بـاب الحــــج | بيـت المــواســم | بـاب التعليمـي | أخبــار قناة وصــال المعتمدة | بيت فـريـق الإنتـاج الإعـلامـي | بيت الـلـغـة العــربـيـة | مطبخ عمل شامل يخص سورية الحبيبة | باب تصاميم من إبداع أعضاء أنصـار آل محمد | بـاب البـرودكــاسـت | بيت تفسير وتعبير الرؤى والأحلام | ســؤال وجــواب بمــا يخــص شبهات الحديث وأهله | كلية اللغة العربية | باب نصح الإسماعيلية | باب غرفـة أبنـاء عائشـة أنصـار آل محمـد | بـيــت المـؤسـســيـــن | بـاب السيـرة النبـويـة | بـاب شهـــر رمضــان | تـراجــم علمـائـنـا |



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
This Forum used Arshfny Mod by islam servant