بـاب السيـرة النبـويـة يختص بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ومأثره والدفاع عنه |
|
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
المشاركة رقم: 2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
كاتب الموضوع :
جارة المصطفى
المنتدى :
بـاب السيـرة النبـويـة
![]()
صفة شعره، وشيبه، وترجله - ![]() ![]() ![]() وها هي ذي مدونات السير، ومصنفات السنن تتباهى بجملة من أوصافه الجسدية المتكاملة المعبرة، تنقشها على لوحة الزمان، وتبعثها لخواطر قلب عَمَّرَهُ الإيمان، ونأى به الزمان؛ ليسعد بوصفه الفؤاد، إن حرمت من رؤيته العينان. عن أم المؤمنين عائشة - ![]() ![]() والجمّةُ: ما سقط على المنكبين، والوفرة: ما وصل إلى شحمة الأذن، وهذا يدل على أن شعره - ![]() وهذا التصوير اللطيف، والتعبير العفيف من كمال الأدب النبوي الذي تعلمته أم المؤمنين عائشة - ![]() ![]() وعن بن عباس - ![]() ![]() ![]() ![]() ومعنى يسدل شعره: يرسل شعر ناصيته حول الرأس، ويرخيه على جبينه من غير أن يقسمه إلى قسمين. موافقةً لأهل الكتاب حين كان عبدة الأوثان كثيرين، وإنما آثر محبة ما فعله أهل الكتاب على فعل المشركين لتمسك أولئك ببقايا شرائع الرسل، وهؤلاء وثنيون لا مستند لهم إلا ما وجدوا عليه آباءهم، وقد حرص النبي - ![]() قال القرطبي - رحمه الله-: حبه - ![]() وعن عبد الله بن مغفل قال: "نهى رسول الله - ![]() والمراد: النهي عن دوام تسريح الشعر وتدهينه، ليفعل يوما ويترك يوما؛ لأن المواظبة تشعر بشدة الإمعان في الزينة والترفّه، وذلك شأن النساء، ولهذا قال ابن العربي - رحمه الله-: موالاته تصنّع، وتركه تدنّس، وإغبابه سنّة. وعن أبي بكر - ![]() وحكمة السؤال: أن مزاجه اعتدلت فيه الطبائع، واعتدالها يستلزم عدم الشيب، وهذا لا ينافي حديث أنس أنه لم يبلغ الشيب؛ لأن الروايات الصحيحة صريحة في أن ظهور البياض في رأسه ولحيته لم يكثر، فيحكم عليه بالشيب بسببه. وجوابه البليغ بإسناد السبب إلى السور، والمؤثر هو الله تبارك وتعالى، من حسن الأدب مع الرب – سبحانه- فالخير كله بيديه، والشر ليس إليه، ولربط المقادير بالأسباب الحقيقية، وذكر هوداً وأخواتها لاشتمالها على بيان أحوال السعداء والأشقياء، وأحوال يوم القيامة، والأمر بالاستقامة له ولأمته، ونحوه مما يوجب استيلاء سلطان الخوف، لاسيما على أمته؛ لعظيم رأفته بهم ورحمته، وتتابع الغم فيما يصيبهم، واشتغال قلبه وبدنه، وإعمال خاطره فيما فعل بالأمم الماضية، وذلك كله يستلزم ضعف الحرارة الطبيعية، وبضعفها يسرع الشيب، ويظهر قبل أوانه. و لما كان عند النبي - ![]() ووجه تقديم سورة هود هو أمره بالاستقامة، قال تعالى ![]() تكتب هذه السلسلة د/ منى القاسم ![]() (2) - صحيح البخاري ( 3365). (3) - ينظر: المواهب المحمدية (1/150). (4) - متفق عليه: رواه البخاري (3275)، ومسلم (2103) من حديث أبي هريرة. (5) - رواه الترمذي في سننه (1756)، وقال : هذا حديث حسن صحيح. (6) - رواه الترمذي في سننه (3297)، وقال : حديث غريب وقال الحاكم : صحيح ووافقه الذهبي، وقال البوصيري في الإتحاف (2/171): رواته ثقات. (7) - المواهب المحمدية (1/150). ما جاء في صورة خلقته - ![]() ![]() ![]() ![]() وعن علي- ![]() ![]() وعن جابر بن سمرة - ![]() ![]() عن جابر بن سمرة - ![]() ![]() ![]() النفوس المحبّة تتوق إلى ملاقاة محبوبها؛ لتنعم العين برؤيته، ويأنس الفؤاد بقربه ومودته، ويبلغ الشوق غايته، والحب ذروته، عندما يكون المراد هو قرة عيون المؤمنين، خاتم النبيين والمرسلين، محمد - ![]() طيف تجلّى نوره ساطعاً * حتّى رأته مقلة الهائم(5) ![]() وبعد... فهذا الخلق الفائق في الحسن والتناسق، المبدع في التصوير، المخرج في أحسن تقويم، كالقمر المنير في أديم السماء يتلألأ إشراقا وبهاءً، أراده الخلّاق الحكيم – سبحانه- ليكتمل به إعداد الشخصية النبوية المكلّفة بأعباء الرسالة العالمية، فيكون حسن مظهره سبباً لائتلاف القلوب عليه، وميلها إليه؛ فإن النفوس فطرت على حب الجميل تنساق له طواعية، وما جمال ظاهره بأحسن من كمال باطنه، وطهارة سيرته، وطيب حياته كلها - ![]() أكرمْ بخَلْق نبيّ زانه خُلـُـقٌ، بالحسن مشتملٍ، بالبشر متَّسـمِ، كالزهر في ترفٍ والبدر في شرفٍ والبحر في كرمٍ، والدهر في هِمَمِ، كأنه وهو فردٌ من جلالتــه في عسكرٍ حين تلقاه وفي حشـمِ كأنما اللؤلؤ المكنون في صدفٍ، من معْدِنَي منطقٍ منه مُبْتَســم، لا طيبَ يعدلُ تُرباً ضم أعظُمَـــهُ طوبى لمنتشقٍ منه وملتثــم(6) تكتب هذه السلسلة د/ منى القاسم (2) - ،جامع الترمذي ( 3637) قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح ، وقال الألباني :صحيح . (3) - جامع الترمذي (3647)و قال أبو عيسى :هذا حديث حسن صحيح ، وقال الألباني : صحيح . (4) - جامع الترمذي (2811) قال أبو عيسى : هذا حديث حسن غريب . (5) - تزيين الأسواق بمصارع العشاق (2/418) . (6) - بردة البوصيري. ضحكه، ومزاحه - ![]() ![]() ![]() ![]() وعن أبي ذر- ![]() ![]() ![]() عن أبي هريرة - ![]() البسمة آية من آيات الله تعالى، ونعمة ربانية عظيمة، إنها سحر حلال تنبثق من القلب، وترتسم على الشفاه فتنثر عبير المودة، وتنشر نسائم المحبة، وتستلّ عقد الضغينة والبغضاءً لتحل ّالألفة والإخاء، وكما قال ابن عيينة -رحمه الله -: البشاشة مصيدة القلوب. وأوصى ابن عمر- ![]() بنيّ إن البر شيء هيّن ** وجه طليق وكلام ليّن لقد أرسى الحبيب محمد - ![]() فكان - ![]() لقد كانت تبسمه لأهله وأصحابه بذرا طيبا آتى أكله ضعفين، خيراً في الدنيا، وأجراً في الآخرة . أما الخيرية العاجلة ؛ فانشراح القلب، وراحة الضمير، ومنافع صحية أخرى أثبتها الأطباء على البدن، ويتبعها مصالح اجتماعية وشرعية من تأليف القلوب وربطها بحبل المودة المتين، وترغيبها لحب الدين ، فالبسمة بريد عاجل إلى الناس كافة، لا تكلفنا مؤنا مالية، أو متاعب جسدية؛ بل تبعث في ومضة سريعة يبقى أثرها الحميد عظيما في النفوس! والخيرية الآجلة ؛ الثواب المثبت في جزاء الصدقة، وبذل المعروف ، فالتبسم في وجه المسلم صدقة فاضلة، يسطيعها الفقير والغني على حدّ سواء. وربما ساغ للبعض البخل بالابتسامة، وإيثار العبوس والجفاء، للظهور بما يظنه سمت أهل العبادة والزهد، أو يحسب بشاشته سبباً لقسوة القلب وغفلته، وذهاب المروءة ! فأين هو من هدي النبي - ![]() ألا ترى كيف ضحك الحبيب - ![]() ![]() و يكتفي لأصحابه بضابط الدعابة الحسنة بقوله:" إني لا أقول إلا حقاً " أي صدقاً وعدلاً. فالمداعبة مطلوبة محبوبة، لكن في مواطن مخصوصة، فليس في كل آن يصلح المزاح، ولا في كل وقت يحسن الجد. أهازل حيث الهزل يحسن بالفتى ** وإني إذا جدّ الرجال لذو جدّ فالمنهي عنه ما فيه كذب، أو مداومة عليه؛ لما فيه من الشغل عن ذكر الله تعالى(4). وبعد، فهل يترقى المربون، والمعلمون، والدعاة، والموجهون، والآباء، والأمهات والمسؤولون، والرعاة إلى أن تعلو شفاههم البسمة فيقتدي بهم من كان تحت أيديهم وتحت رعايتهم؟!. تكتب هذه السلسلة د/ منى القاسم (2) - صحيح مسلم (190). (3) - سنن الترمذي (1990) قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح. (4) - فتح الباري 10 /526 ، تحفة الأحوذي 6/108، فيض القدير 3/14.
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
![]() |
|
لا يوجد أعضاء |
|
|