الفصل الأول:
تمهيد: في بيان خطر هذه الفرقة
هذه الفرقة هي إحدى فرق الباطنية الإسماعيلية العبيدية الغلاة ألهوا الحاكم بأمر الله، وجحدوا كل ما أخبر الله به؛ من يوم القيامة والثواب والعقاب
وقالوا بالتناسخ الذي يسمونه التقمص مخالفة للنصيرية، ظهرت في بداية القرن الخامس الهجري في مصر، ولقد حذر علماء المسلمين منهم أشد تحذير.
الفصل الثاني: التعريف بالدروز
1- التعريف بهم في اللغة:
تطلق كلمة الدروز على معاني عدة،منها: الأولاد غير الشرعيين الذين لا يعرف لهم آباء، وتطلق كذلك على السفلة والسقاط من الناس فيقال لهم أولاد درزة.
2- التعريف بهم في اصطلاح علماء الفرق:
تطلق على طائفة ذات أفكار واراء اعتقادية، هم من غلاة الباطنية يعتقدون ألوهية الحاكم بأمره
انشقوا عن الإسماعيلية في الظاهر وإن كانوا متفقين معهم في جوهر عقائدهم.
بيان أصل الدروز:
1-أنهم سلالة قبائل عربية.
2-أنهم من سلالة السامريين القدماء.
3-أنهم من بقايا الحيثين القدماء.
4- أنهم مزيج عناصر مختلفة من عرب وفرس وهنود.
5-أنهم سلالة الجنود الفرنسيين الصليبيين.
6- أنهم من أصل انجليزي.
الفصل الثالث: زعيمهم
تنسب هذه الطائفة إلى أحد دعاة الباطنية الذين قالوا بألوهية الحاكم العيدي، ويسمى محمد بن إسماعيل، ويقال له: درزي، وهو من أصل فارسي ويعرف بـ نشتكين.
الفصل الرابع: أسماء الدروز
1-الدروز:
هذا هو الاسم المشهور عنهم والمتداول على ألسنة الناس وهو نسبة إلى نشتكين الدرزي، ولكنهم لا يحبون ان يطلق عليهم هذا الاسم
لأنه ينسبهم إلى درزي المذكور وهم قد انحرفوا عن موالاته بعد أن اختلف هو وحمزة بن علي.
2-الموحدين:
هذا الاسم الذي يحبونه ويطلقونه على أنفسهم في كتبهم التي يقدسونها.
وهذه التسمية لا تعني توحيد الله عز وجل الذي يعبده المؤمنون، ولكن معناها الإخلاص في توحيد الحاكم بأمره.
الفصل الخامس: كيف انتشرت العقيدة الدرزية
حينما فرد درزي من مصر توجه إلى بلاد تيم في لبنان،وكانت تقيم فيه قبائل عربية في الجاهلية ثم اعتنقوا الإسلام.
وفي أيام الدولة العبيدية انتشر بينهم المذهب الإسماعيلي بتأثير هذا الداعي وفراغهم عن معرفة الدين الإسلامي.
ومع تفاهة هذه العقيدة الا انها وجدت من يستمع لها ويدين لها إلى وقتنا الحاضر مع شدة حرصه على كتمانها
الأمر الذي جعل المعلومات حولهم ناقصة ومتضاربة حول ديانة هؤلاء الدروز.
الفصل السادس:معاملة الدروز لمن يكشف شيئا ً من عقائدهم
فإن من أفشى شيئا ً من عقائد الدروز فإنهم لا يقابلونه بالمناقشة والحجة كما يفعل سائر الناس الذين يثقون بمبادئهم
وأنما يقوم هؤلاء وهم يعرفون تفاهة مذهبهم بسب الشخص وإلصاق التهم به وإثارة الضجة حوله إذا لم يستطيعوا قتله.
الفصل السابع: أماكن الدروز
استوطن الدروز أماكن كثيرة متفرقة ومن اهمها:
1- في سوريا: يسكنون في محافظة السويداء، وجبل حوران أو جبل الدروز أو جبل العرب.
2- في لبنان: يسكنون في عدة مناطق منه؛ في الغرب الاسفل والاعلى والشحار والمناصف وفي الجرد وفي العرقوب والباروك والجرد الشمالي.
3- في فلسطين: عند جبل الكرمل وصفد.
4- في بلاد المغرب بالقرب من مدينة تلمسان قبيلة تعرف ببني عبس تدين بالدرزية.
الفصل الثامن: طريقة الدروز في تعليم ديانتهم
الدروز من أشد الناس تسترا ً على مبادئهم حتى من الموالين لهم
فلا يطلعون أحدا ً على اسرار المذهب إلا بعد أن يجتاز امتحانات كثيرة من قبل هؤلاء المشائخ .
وهم ينقسمون من الناحية الدينية إلى عقال والى جهال، فالعقال ينقسمون بدورهم إلى درجات ثلاث
وليس لاحد سماع الاسرار العليا الا رجال الدرجة الأولى.
أما الجهال فلا يسمح لهم بحضور هذه الخلوات أو بسماع شي من الكتب المقدسة الا في يوم عيدهم وهو يوافق عيد الاضحى عند المسلمين.
الفصل التاسع: من هو الحاكم بأمر الله الذي ألهه الدروز؟
هذا الشخص هو أبو علي المنصور بن العزيز بالله بن المعز لدين الله الفاطمي لقب بالحاكم بأمر الله
ولد سنة 375هـ وتولى الملك بعد موت أبيه 386هـ وكان سادس الملوك العبيدين، تولى الملك وعمره إحدى عشرة سنة.
ادعى الألوهية على يد حمزة بن علي وغيره من ملاحدة الاسماعيلية إلى ان قتل سنة 411هـ
ويذكر انه كان اسطورة في سفك الدماء وإرهاب الناس وكانت له مواقف متناقضة عجيبة وغرائب كثيرة.
هلاك الحاكم
لقد شغف الحاكم بالطواف باليل ، خصوصا في جنبات جبل المقطم بالقاهرة ينظر في النجوم ويخلو بنفسه.
وفي ليلة الاثنين 27شوال 411هـ خرج كعادته للطواف وليس معه إلا رجل وصبي
ولكنه لم يرجع الى بيته ومن هنا وقع الخلاف بين الناس في شأنه:
فقيل : إن اخته ست الملك قد دبرت اغتيال لأمرين:
- إنها خافت على نفسها من بطشه.
- والأمر الثاني: هو إنكارها لما أقدم عليه الحاكمن وخوفها أن تزول الخلافة بسبب دعواه الألوهية. وبعض العلماء ينكر ان تكون اخته قتلته.
والجدير بالذكر ان القول بانتظار الحاكم ليظهر مرة أخرى كان هو نفس معتقد الشيعة الاثني عشرية في المهدي المنتظر
ولقد جرى على الدروز من ظهور بعض الاشخاص المغامرين يدعون أنهم:
- المهدي عند الشيعة أو الحاكم عند الدروز.
- فقد ظهر رجل اسمه (سكين) كان رئيس الدعوة الدرزية في سوريا أنه الإله الحاكم بأمر الله قد رجع من غيبته في سنة 418هـ
خصوصا ً انه يشبه ملامح الحاكم وقد وصل إلى مصر ودعا الناس إلى هذه الفكرة.
ثم ظهر رجل أخر في صعيد قبطي اسمه(شروط) ادعى انه الإله الحاكم بأمر الله.
وثم ظهر شخص اخر يعرف بابن الكردي وادعى نفسه الدعوة السابقة، إذ انها صارت دعوى سهلة لا تتطلب اكثر من الجرأة والإقدام والاستهانة بعقوله الناس.
الفصل العاشر: أهم عقائد الدروز
للدروز عقائد كثيرة وخرافات عديدة ملفقة من عدة ديانات وأساطير ومنها:
1- ألوهية الحاكم:
حيث اسبغ الدروز على شخصية الحاكم أوصافا ً لا تكون إلا لله عز وجل، مدعين ان الحاكم له حقيقة لاهوتية وظهر بناسوته ليقيم الحجة على عباده
وأن افعاله التناقضة له فيها حكمة.
ومن عقائد الدروز أن الحاكم يتشكل في كل عصر ودور بصور أناس من أجل مصلحة الناس ومراعاة لحالهمن
وليس المشاهير في تلك العصور أناس غير الحاكم بل هو الحاكم تصور بصور واتخذ له تلك الاسماء الانسية ليتعرف خلقه إليه تفضلا ورحمة منه.
2- القول بالتناسخ:
يعتقد الدروز بالتناسخ او التقمص كما يسمونه ومعناه عندهم: انتقال النفس من جسم بشري إلى جسم بشري أخر.
ومفهوم التناسخ عند الدروز يختلف عن مفهومه عند الاخرين من القائلين بالتناسخ كالنصيرية مثلا ً.
فالدروز يقصرون التناسخ بين الاجسام البشرية فقط، بينما هو عند النصيرية لا ينحصر فقط بين البشر.
فيكون أحيانا ً بينم والبهائم.
ويعود السبب في قصر الدروز التناسخ في الاجسام البشرية لما يأتي:
1-قالوا: إن انتقال النفس الى جسم حيوان غير بشري ظلم لها لعدم تعلق الثواب والعقاب على غير النفس العاقلة.
2-ان وقوع العقاب على النفس لا يصح الا بعد مرورها في اسجام بشرية على مدة دهر طويل.
ومن خرافاتهم انهم يشبهون الروح بسائل يحتاج إلى اناء يضبطه فإذا كسر فلا بد من تلقي السائل في اناء غيره لئلا يضيع.
3- انكار القيامة:
لا يؤمن الدروز بيوم القيامة فلا حساب ولا جزاء ولا ثواب ولا عقاب في الحياة الآخرة
وإنما يتم ذلك كله في الدنيا عن طريق التقمص وما تلاقيه الروح في تقمصها من النعيم او العقاب
إلا انهم ينتظرون مجيء الحاكم في صورة ناسوتية مرة أخرى، ويدين له كل أهل الأديان بالتوحيد والطاعة كما يزعمون يخرج من بلاد مصر او الصين
وحوله قوم يأجون ومأجون القوم الكرام او المؤمنين بالحاكم كما يسمونهم .
4- عداوتهم للأنبياء:
يحقد الدروز على الأنبياء حقدا ً شديدا ً وينكرون فضائلهم ، بل ونسبوهم إلى الجهل
لانهم يدعون الناس بزعمهم إلى توحيد المعدوم وماعرفوا المولى الموجود أي الحاكم بأمر الله !
والدروز لا يؤمنون بالكيفية التي أخبر الله بها عن بدء الخلق
فأنكروا ان يكون آدم هو أبو البشر وحواء امهم مدعين ان ادم وحواء من نسل بشر أيضا ً لا أن آدم مخلوق من تراب.
5- إنكارهم التكاليف:
لا يؤمن الدروز بوجوب القيام بتلك التكاليف التي جاء بها الشرع وفي القرآن الكريم والسنة النبوية.
وقد جعلوا للمكلف طريقة يستطيع ان يتخلص بها من كل تكليف أو عمل.
فإن الدروز أخذوا في الدعوة إلى اسقاط التكاليف بتأويلاتهم الباطنية التي يستدون فيها إلى القرآن الكريم أكثر من كل الفرق، وهم لا يؤمنون به .
الفصل الحادي عشر: الدروز في العصر الحاضر
كمال جنبلاط ودوره في تثبيت عقيدة الدروز هذا الشخص من كبار الدروز، ومن أشد المتعصبين لمذهبه الدرزي
وقد اقدم على جريمة كبيرة في هذا العصر حيث بدأ وهو شخص اخر يسمى عاطف العجمي بتأليف كلام يحاكيان به القرآن الكريم
زاعمين انه كلام مقدس تحت اسم المصحف المنفرد بذاته، او مصحف الدروز مملوء من شتى الأفكار ومن شتى سور القرآن الكريم.
وومن حكم الهند التي يميل إلياها كمال جنبلاط كثيراً،بل هي قبلة حجهم إلى وقتنا الحاضر ومن كلام زعمائهم
فأصبح خليطا ً فاسدا ً يدور كله حول تأليه الحاكم، والثبات على العقيدة الدرزية.
ويقسم هذا المصحف الى اربعة واربعين عرفا ً ويقع في 269 مائتين وتسع وستين صفحة.
وفي هذا المصحف ألفاظ كتبت بالعربية وهي غير معروفة يرونها من الأسرار التي لا يبوحون بها لأحد.
الفصل الثاني عشر: الفرق بين النصيرية والدروز
يتفق النصيريون والدروز في أمور ويختلفون في أمور اخرى، وبينهم عداوة شديدة لتباين أفكارهم حول دعوى الألوهية لزعمائهم الذين ينتسبون إليهم.
وقد اتضح ذلك في الامور الأتية:
1- ان عقيدة الطائفتين باطنية من الغلاة.
2- انهم لا يطلعون احداً على أسرار مذهبهم وكتبهم السرية.
3- لايعرف الدروز لأحد بالدهول في مذهبه او الخروج عنه.
4- لا يأخذون بظواهر الألفاظ وإنما يؤولونها.
5- كلهم يقولون بالتناسخ ويختلفون في التسمية، فالنصيرية يسمونه تناسخ، والدروز يسمونه تقمص، والنصيرية يعممونه في كل شي بينما الدروز يحصرونه بين البشر فقط.
6- عند النصيرية التناسخ يشمل المسخ والنسخ والفسخ والرسخ.
7- الجسد البشري في عقيدة الدروز ثوب او قميص للروح تتقمص به الروح عند الولادة وتنتقل منه بالموت إلى جسد مولود إنساني أخر.
8- الجنة عند الدروز معرفة الدعوة الهادية اي الدرزية والجحيم هو الكفر بها.
9- يتفقون جميعاً في اعتبار الحج ظاهرة وثنية وانه كفر وعبادة اصنام.
10-كل هذه الطوائف تتفق في التشديد على التقية والسرية التامة.
11- الشرك عند الدروز عدم الاعتراف بإفراد ألوهية الحاكم، وعند النصيرية عدم الاعتراف بإفراد ألوهية علي 
.
منقول من كتاب
فرق معاصرة تنتسب الى الاسلام وبيان موقف الاسلام منها
لفضيلة الشيخ د/ غالب بن علي عواجي .
عضو هيئة التدريس بقسم العقيدة والدعوة
بالجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة.
" تلخيص "
فرق معاصرة تنتسب إلى الاسلام
وبيان موقف الاسلام منها
الباب السابع:
الدروز
جهد وتلخيص
الأخ/سلمان دعيج حمد بوسعيد