عرض مشاركة واحدة
قديم 28-07-11, 03:07 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
تألق
اللقب:
عضو
الرتبة


البيانات
التسجيل: Apr 2011
العضوية: 2735
المشاركات: 6,427 [+]
الجنس: انثى
المذهب: سني
بمعدل : 1.25 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 34
نقاط التقييم: 729
تألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدعتألق مبدع

الإتصالات
الحالة:
تألق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : تألق المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم
افتراضي

اليوم هناك أشياء كثيرة المراد منها خلاف الشعار؛ لكن الشعار يأتي حتى يمشي ويروج، مثالها مثلا: الإصلاح، النهوض بالأمة، الوهابية، الجهاد، إصلاح المناهج، قضايا كثيرة، يقول ضبط أو المؤسسات الخيرية الحذر من تمول الإرهاب.
ألفاظ ظاهرها جميل، الإصلاح مطلوب، محاربة الفساد سواء أكان في الأمور السياسية أوفي الأمور الدعوية أو في الأمور العلمية أو في أي مجال من المجالات، الإصلاح مطلوب


(إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ)[هود:88]؛
لكن ما داخل هذه الكلمة؟ ما تحتها؟ الإصلاح كيف؟ تصلحون ماذا؟ بأي شيء؟
لو أتى البرنامج، ماذا تريدون؟ هنا يبين الطريق من الطريق،
والناس ينخدعون باللفظ العام ويؤمنون به
ويدافعون عنه والذي أورد هذه الألفاظ يريد منها أشياء غير ظاهرها.
إيش مثلنا؟ يقول لك إصلاح المناهج، إصلاح المناهج طيب،

كون أنه مناهج تحتاج إلى تعديل، هذا أمر مطلوب،
ما فيه شك أن المناهج التي ندرسها اليوم أو يدرسها طلابنا سواء في التعليم العام أو في الجامعات غير التي درست قبل ثلاثين سنة،
هل معناه أن هذه أحسن من التي قبل ثلاثين سنة أو التي في ثلاثين سنة أحسن والتي قبل مائة سنة والتي قبل ألف سنة؟
مفهوم إصلاح المناهج مفهوم طيب في ظاهره، تعديلها؛ لكن ما داخله؟ هنا يأتي الكلام.

هناك دعوات مناهج المسلمين تدعو إلى الإرهاب، مناهج التعليم في المملكة العربية السعودية فيها كذا، ها دخلنا إلى في أن ما نحن عليه من الدين والصلاح والمناهج الشرعية إلى آخره أنن فيها أشياء يراد أن تُضعف أو أن تجتنب أو أنها بمجملتها يكون فيها كذا وكذا، إذن يكون فيه حذر.
مثل الجهاد، الجهاد شرعي مطلوب ومأمور به وسنام الإسلام الجهاد؛ لكن:
دخل في الجهاد قتل النفس.
دخل في الجهاد قتل الأطفال.
دخل في الجهاد قتل النساء.
دخل في الجهاد قتل المعصومين معصومي الدم.
دخل في الجهاد ما يضر بالأمة بكل أنواعها.
إذن هذا سُمي جهادا وحقيقته ليس كذلك، ليش؟

حتى من رغِب في الجهاد يدخل فيه منخدعا به.
مثل المؤسسات الخيرية، الهجمة عليها شديدة، كيف نفكر، هذه فيها دعم للإرهاب، طيب فيها خلل مالي، فيها كذا وكذا، طيب الخلل يصلح؛ لكن كم نسبة الخلل فيها واحد في المائة اثنين في المائة، كم نسبة الغلط، لكن كم نسبة الغلط؟ ما من عمل بشري إلا وفيه نسبة من الغلط.

فإذن اللفظ هنا يأتي بعض الناس أعوذ بالله هؤلاء يعملون كذا، والمؤسسات الخيرية فيها،
ويطنطن ويأتي أيضا كلام في الصحف وكلام في وسائل وكأن الشر هنا، والحقيقة أن هذه الشعارات؛ لكن تحتها أمور سيئة.
نعم المؤمن الحكمة ضالته أين وجدها فهو أحق بها،
إذا كان فيه إصلاح في المؤسسات الخيرية مطلوب، إعادة تنظيمها مطلوب، ضبطها ماليا وضبطها إداريا وهيكلتها هذا مطلوب؛ لكن ليس معنى ذلك الاتهام،
ليس معنى ذلك أننا نصدق ما يقال، فرق بين هذا وهذا.
فالمؤسسات تعمل عملا عظيما في الأمة، هذه الأمثلة لذلك.
من المؤثرات السلبية في منهج التفكير:
الأخذ بالأشد والأقوى من الأقوال والأعمال على أنه الصواب والحق.
بعض الناس يفكر كيف أن الأقوى دائما من الأقوال هذا القوي، هذا الذي فعل، هذا الرجل، هذا الشجاع، أنه دائما هو الصواب، وليس كذلك.
القوة في موضعها محمودة والحكمة أو وضع الأمور في موضعها محمود بل تكون الحكمة في القوة والحكمة أحيانا في تمرير الأمور.

لما أتى عمر رَضِيَ اللهُ عنْهُ مع النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في صلح الحديبية،
قال عمر: يا رسول الله على ما نقبل الدنية في ديننا ألسنا على الحق وهم على الباطل؟ هنا القوة،
النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صالحهم حتى إن في الشروط فيها -كما قال عمر- دنية
لكن المصلحة للأمة فيما أراده النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأنه الأدرى بالمصالح
حتى عمر على جلالة قدره وهو ثاني رجل في الأمة أبو بكر ثم عمر لكنه هنا نظر نظرا أراد الأقوى؛ لكن الحكمة كانت في خلاف ذلك.

كذلك لما جاءت حرب المرتدين الأمر انعكس، لما جاءت حروب الردة كان الأقوى من؟
أبو بكر الصديق رَضِيَ اللهُ عنْهُ، وكان الذي يريد اللين من؟ عمر رَضِيَ اللهُ عنْهُ،
عمر قال: كيف تقاتلهم؟ فآل الأمر إلى قول عمر رَضِيَ اللهُ عنْهُ فلما رأيت أبا بكر انشر صدره للقتال علمت أنه الحق.
فإذن الإنسان قد يعتريه في مواقف قوة، هنا كيف تفكر؟
ليس الصواب في المنهج في التفكير أن القوة والشدة هي الصواب؛
بل في كل موضع يقول: هذا يعرف العقلاء الحكماء، يعرفه أهل الأمر أولي الأمر العلماء الراسخون، الذين مرت بهم تجارب إلى آخره.
فإذن المسألة لا تأخذ دائما بالشد من الفتاوى من الفتاوى أنها الصحيحة،
أو أن الموقف القوي على أنه هو الصحيح، قد يكون صحيحا وقد يكون الحكمة بخلافه أو الصواب بخلافه، في الفتوى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما.
تبين بهذا هدي النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أنه إذا خيّر بين أمرين اختار أيسرهما ما لم يكن إثما، إذا كان الأمر واضحا أنه إثما هذا يستثنى، إذا كان الأمر واضح أنه إثم هذا يستثنى؛ لكن إذا اختار بين أمرين يختار اليسر لأن هذا الدين يسر.
فإذن من المؤثرات على المنهج الصحيح في التفكير أن يأخذ المسلم بالأشد والأقوى والأغلظ على أن هذا هو الحق، ليس كذلك، الدين يسر «إن هذا الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه»
قد تكون القوة في الموقف مطلوبة كما ذكرنا وقد يكون اللين مطلوبا وكل في موضعه يحمد إذا تولاه من يحسن الأمر.

نكتفي بهذا القدر، وأسأل الله جل وعلا أن يبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويعافى فيه أهل المعصية، ويؤمر فيه بالمعروف وينهى فيه عن المنكر.
اللهم وفق ولاة أمورنا لما فيه الرشد والسداد، واجعلنا معهم من المتعاونين على البر والتقوى.
اللهم وفق علماءنا إلى ما فيه رضاك، وكن لهم على ما فيه الخير من القول والعمل.
اللهم وفق كل من عمل للإسلام إلى ما فيه عز الإسلام وصلاح المسلمين.

اللهم هيئ لنا من أمرنا رشدا واغفر لنا ولوالدينا ولمن له حق علينا ولأموات المسلمين إنك جواد كريم.
اللهم إن ذنوبنا كثيرة وأنت الغفار الرحيم، اللهم فاغفر جما، اللهم تجاوز عما تعلم ولا نعلم، وما عملناه فإن صفتك العفو والغفران وصفتك التقصير والذنب والعصيان.
اللهم ارحمنا برحمتك التي وسعت كل شيء إنك جواد كريم، لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، طهرنا وأنت خير الغافرين.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.










عرض البوم صور تألق   رد مع اقتباس