المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو |
الرتبة |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Mar 2011 |
العضوية: |
1225 |
المشاركات: |
5,141 [+] |
الجنس: |
ذكر |
المذهب: |
المذهب السني |
بمعدل : |
1.00 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
28 |
نقاط التقييم: |
326 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
بيت الأسـرة السعيــدة
بسم الله الرحمن الرحيم
أي الأمهات أنت ؟
القدوة الصالحة من سيرالصحابيات المؤمنات معين لا ينضب وقصص لا تمل ,
ما أن تقرأ أحدها إلا تجد في حياتهن دروساً وعبراً , ومواقف وفوائد لا يكل المرء من كثرة تردادها , بل وكلما قرأها أو سمعها خرج بفائدة جديدة , كيف لا وهن في رياض النبوة رتعن , ومن توجيهات الرسول تعلمن وتربين .
مع صحابية رائدة منهن سنقف في محطات من أمومتها لنرى ..
كيف ربى ذلك الجيل ناشئته ؟
وكيف يغدو في تربية الأبناء ؟
هذه أم مباركة وهي ليست أماً فحسب بل لقد جمعت صفات أمهات شتى , فهي الأم المربية والأم المعلمة والأم القدوة والأم الحنون الموجهة الصابرة .
فأي هؤلاء الأمهات أنت ؟ ؟ ؟
صحابيتنا هي: أم سليم بنت ملحان الأنصارية , اشتهرت بكنيتها , وقيل اسمها الرميصاء أو الغميصاء , شهد لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة فقال : " دخلت الجنة فسمعت خشفة , فقلت : من هذا ؟ قالوا : هذه الغميصاء بنت ملحان أم أنس بن مالك " . رواه مسلم .
لقد نجحت رضيالله عنها كزوجة وكأم وكأخت وكامرأة , أثبتت لها مكانة في التاريخ بين سير الخالدات , سنقف في محطات من أمومتها يرويها لنا ابنها خادم رسول الله أنس بن مالك .
الأم المربية
تولت أم سليم رضي الله عنها تربية ابنها أنس , وجعلت تلقنه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله , فعقلها وهو صغير , وأسلم لله رب العالمين وهذه هي نقطة البداية للتنشئة والتربية . . البدء بالعقيدة وغرس الإيمان بلا إله إلا الله في قلب صغير , ويكون أول ما يقرع سمعه معرفة الله سبحانه وتوحيده .
حتى إذا قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة سارعت في إدخال ابنها مدرسة النبوة , ففي الصحيح عن أنس أن أم سليم لما قدم النبي قالت : يا رسول الله هذا أنس يخدمك , وكان حينئذ ابن عشر سنين , فخدم النبي منذ قدم المدينة حتى مات . . فلله درها من أم أحسنت تربية ابنها حين أحسنت اختيار من تجعله يلازم ويصاحب , ففي حضورالطفل مجالس الكبار يتعلم الأدب والوقار فينمو عقله وتتهذب نفسه وينطلق لسانه ويتعرف على أحاديث الكبار فيتهيأ لدخول المجتمع , وفي فعلها رضي اله عنها حسن اختيار المدرس الصالح للطفل لولع الطفل الشديد بالمعلم لأنه هو المرآة التي يراه افتنطبع نفسه وعقله فيحفظ عمله وعلمه ويتأثر بهما , فهذا أنس يروي لنامن أدب الرسول وسنته وخلقه وعبادته أحاديث كثيرة وكان حريصاً على متابعة الرسول واقتفاء آثاره والتمسك بسنته .
الأم الموجهة
قال أنس : " أتى علي رسول الله صلىالله عليه وسلم وأنا ألعب مع الغلمان فسلم علينا , فبعثني إلى حاجة فأبطأت على أمي , فلما جئت قالت : ما حبسك ؟ قلت : بعثني رسول الله لحاجة , قلت : ما حاجته ؟ قلت : إنها سر , قالت : لا تحدثن بسر رسول الله أحد " . رواهمسلم والبخاري مختصراً .
هكذا يكون التوجيه والتربية على مكارم الأخلاق , فالطفل منذ صغره يحتاج إلى أن يعود الخير ويعلم الخلق الحسن حتى يعتاد عليه , ففترةالطفولة تتميز بالفطرة السليمة وسرعة التلقي والاستجابة , وما حفر فيها يصعب بعد ذلك نسيانه أو تغييره , وهكذا تفعل الأم الصالحة تستغل جميع المواقف والوسائل المتاحة لغرس الأخلاق الفاضلة في نفس طفلها , فإن للنفس لحظات تكون مهيئة فيها للتلقي فلنحسن اختيار هذه اللحظات .
الأم الحنون
من كمال شفقة الأم على ابنها أن تطلب له الخير دوماً وتتمنى له السعادة أبداً وطريقها إلى ذلك الدعاء سلاح المؤمن , وأم سليم الأم الحنون لم تكتف فقط بالدعاء لابنها ولكنها تلجأ للنبي وتسأله الدعاء لفلذة كبدها , عن أنس قال : " دخل النبي على أم سليم فأتته بتمر وسمن , قال أعيدوا سمنكم في سقاته وتمركم في وعائه , فإني صائم , ثم قام إلى ناحية من البيت فصلى غير المكتوبة فدع الأم سليم وأهل بيتها , فقالت أم سليم : يا رسول الله , إن لي خويصة , قال : ما هي ؟قالت : خادمك أنس . فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به : اللهم أرزقه مالاً وولداً وبارك له . . فإني لمن أكثر الأنصار مالاً " .
بالدعاء تزداد شحنة العاطفة في نفس الوالد وقوداً , وتتمكن من الرأفة والرحمة من قلبه فيضرع إلى الله تعالى ويبتهل إليه في إصلاح طفله وصلاح مستقبله , فدعوة الوالد لولده مستجابة إنشاء الله , وفي فعلها ا إيثار الولد على النفس في الخير .
الأم القدوة
تسعى الأم جاهدة لتعليم أبنائها محبة هذا الدين , ومحبة رسوله , وأن يكون ابنها أو بنتها صالحاً عابداً جواداً كريماً , تجتمع فيه صفات الخير وتزهر فيه مكارم البر وفي سعيها هذا قد تنسى أمراً عظيماً لو فكرت فيه قليلاً لعلمت أنها أغفلت باباً عظيماً من أبواب التربية , وهو صلاح النفس أولاً .
إن للقدوة الحسنة أثر كبير في نفس الطفل , فهو كثيراً ما يقلد والديه حتى أنهما ليطبعان فيه أقوى الأثر " أبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه " فالأطفال أعينهم مراقبة لسلوك الكبار وبهم يقتدون وعلى نهجهم يسيرون , فالوالدان مطالبان بتطبيق أوامر الله تعالى وسنة رسوله سلوكا ًوعملاً . وهذا مثال كيف علمت رضي الله عنها بفعلها ابنها محبة رسول الله : عن أنس : " أن أم سليم كانت تبسط للنبي نطعاً , فيقيل عندها على ذلك النطع , قال : فإذا نام النبي أخذت من عرقه وشعره فجمعته في قارورة , ثم جمعته في سك وهو نائم , قال : فلما حضر أنس بن مالك الوفاة أوصى إلى أن يجعل في حنوطه من ذلك السك . قال : فجعل في حنوطه " رواه البخاري .
وعنه أيضاً قال : " دخل النبي على أم سليم وفي البيت قربة معلقة , فشرب من فيها فقطعت أم سليم فم القربة فهو عندنا " رواه الترمذي .
إن فعلها هذا أمام أبنائها يثمر فيهم من حب نبيهم حباً يسري في عروقهم ويخالط لحمهم , عن أنس : " أن خياطاً دعا رسول الله لطعام فقرب إلى رسول الله خبزاً من شعير ومرقاً فيه دباء وقديد . قال أنس : فرأيت رسول الله يتتبع الدباء من حوالي الصفحة . قال : فلم أزل أحب الدباء منذ يومئذ " رواه مسلم .
الأم الصابرة
قال أنس : كان لي أخ يقال له أبوعمير . قال : أحسبه فطيماً , وكان النبي إذا جاء قال : " يا أباعمير ما فعل النغير " نغير كان يلعب به .. متفق عليه
وكان أبو طلحة يحبه حباً شديداً , فعاش حتى تحرك , فمرض فحزن عليه أبو طلحة حزناً شديداً حتى تضعضع وأبو طلحة يغدو ويروح على رسول الله , فراح روحة فمات الصبي " رواه ابن حبان . يقول أنس : حين هلك الصبي قامت أم سليم فغسلته وكفنته وحنطته وسجت عليه ثوباً , فلما جاء أبو طلحة , قال : كيف الغلام ؟ قالت : قد هدأت نفسه وأرجو أن يكون استراح , فظن أبوطلحة أنه شفي , قال : فبات فلما أصبح اغتسل , فلما أراد أن يخرج أعلمته أنه قد مات , قالت : يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوماً أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعونهم , قال : لا . قالت : احتسب ابنك " ووالله إن الأمر عليها لأشدولكن الحامل لها على ذلك المبالغة في الصبر والتسليم لأمر الله , ورجاء إخلافه عليها ما فاتها , فطوبى لها الأجر , فقد قال : " أيما امرأة مات لها ثلاثة من الولد كانوا حجاباً لها من النار , قالت امرأة : واثنان . قال : واثنان . قال الراوي : واحسبه لو قالت واحداً لقال واحد . " رواه البخاري .
ولقد أخلف الله عليها أن ولدت ابناً بعده كان له من الولد تسعة كلهم قد قرؤوا القرآن . ولقد استحقت ا بإيمانها وصدقها وصبرها وجهادها ومحبتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم دخول الجنة .
منقول بتصرف ..
|