عقيدة البداء عند الشيعة [1]
إن الأكثرية الساحقة من أبناء الشيعة
لا يعرفون معنى البداء ،
غير أنهم لم ينتبهوا إلى أنهم قد يكررونها
في اليوم عشرات المرات
لا سيما عند مخاطبتهم الأئمة في قبورهم
حيث يقولون عند قبر الإمام :
" السلام عليكما يا من بدا لله فيكما "
وذلك عندما يدخلون إلى مرقد الإمامين
علي النقي الإمام العاشر
والحسن العسكري الإمام الحادي عشر ،
ويتلون هذه العبارة من كتب الأذكار
التي تُتْلى عادةً عند زيارات مراقد الأئمة .[2]
أما تسرب فكرة البداء إلى المذهب الشيعي
فإن ذلك عائد إلى أن الإمامة
حسب التسلسل الموجود عند الشيعة
تنتقل من الأب إلى الابن الأكبر،
غير أنه لما مات ( إسماعيل )
الابن الأكبر للإمام جعفر الصادق في حياة أبيه،
انتقلت من بعده إلى موسى بن جعفر ابنه الأصغر
وهذا التغيير في مسار الإمامة التي هي منصب إلهي:
يُسمى " بداء " حصل لله.
فانتقلت الإمامة بموجبه من إسماعيل إلى موسى بن جعفر
ولم تأخذ طريقها الطبيعي
الذي هو انتقال الإمامة من الأب إلى الابن الأكبر .
وبما أن تنصيب الإمامة أمرٌ إلهيٌ لا شورى فيه بين الناس
– عند الشيعة –
فقد نسبوا هذا التغيير إلى الله عز وجل
وقالوا :
" قد بدا لله بذلك حُكماً يختلف عن الحكم الأول ،
ومن هنا حدث انشقاق بين فِرق الشيعة
أدّى إلى نشوء الفرقة الإسماعيلية.
ومما يدعو إلى الحسرة
أن مشايخ الشيعة يحاولون بخجل التهرب من هذه المسألة
في حين أن أحداً منهم لم يأمر بإزالة هذه العبارة
التي تقدح بالله وصفاته وتنسبه إلى الجهل
وتنتقص من كمال إرادته وعلمه وحكمته ،
التي يضاهئون بها مقولة اليهود ،
وينفون عن الله بها ما يثبتونه للأئمة
من العلم المطلق بالأشياء قبل حدوثها
وقبل خلق الكون بِرِمَّتِه.
أليس من عجائب المفارقات
أن يُنفى هذا العلم المطلق عن الله
ويُلصَقُ بالأئمة
الذين يعتقد الشيعة أن عندهم
" عِلمُ ما كان وما سيكون وما لم يكن :
لو كان كيف يكون ؟ " .!
=============
[1] - البداء كلمة تعني أن الله بدا له – أي ظهر له –
علم جديد لم يكن قد خطر له من قبل
بمعنى حصل له عِلْمٌ جديد لم يكن يعلمه من قبل ،
وقد اعتقده اليهود في الله عز وجل
وهي فكرةٌ خبيثةٌ تنفي عن الله علمه السابق لكل شيء.
[2] - هناك كتب كثيرة خاصة في دعاء الأئمة يسمونها كتب الزيارات
يصطحبها الشيعة معهم عند زيارة العتبات والأضرحة ،
نذكر منها كتاب " مفاتيح الجنان " الذي تضمن هذه الفقرة .ص 929 .