2- وجاهد صلّى الله عليه وسلّم في جميع ميادين الجهاد:
جهاد النفس وله أربع مراتب:
جهادها على تعلم أمور الدين،
والعمل به،
والدعوة إليه على بصيرة،
والصبر على مشاق الدعوة،
وجهاد الشيطان وله مرتبتان:
جهاده على دفع ما يلقي من الشبهات،
ودفع ما يلقي من الشهوات،
وجهاد الكفار وله أربع مراتب:
بالقلب، واللسان،
والمال، واليد.
وجهاد أصحاب الظلم وله ثلاث مراتب:
باليد، ثم باللسان، ثم بالقلب.
فهذه ثلاث عشرة مرتبة من الجهاد،
وأكمل الناس فيها محمد صلّى الله عليه وسلّم؛
لأنه كمل مراتب الجهاد كله،
فكانت ساعاته موقوفة على الجهاد:
بقلبه، ولسانه، ويده، وماله؛
ولهذا كان أرفع العالمين ذكراً
وأعظمهم عند الله قدراً([1]).
وقد دارت المعارك الحربية بينه وبين أعداء التوحيد،
فكان عدد غزواته التي قادها بنفسه
سبع وعشرون غزوة،
وقاتل في تسع منها،
أما المعارك التي أرسل جيشها ولم يقدها
فيقال لها سرايا
فقد بلغت ستة وخمسين سرية([2]).
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
([1]) زاد المعاد 3/5، 10، 12.
([2]) انظر: شرح النووي 12/95، وفتح الباري 7/279- 281،و8/153.