[ 210 ]
س : ما الدليل على خلافة هؤلاء الأربعة جملة ؟
جـ : الأدلة عليها كثيرة لا تحصى ،
فمنها حصر مدتها في ثلاثين سنة فكانت مدة ولايتهم ،
ومنها ما تقدم من تفضيلهم على غيرهم وتفاضلهم على ترتيب خلافتهم ،
ومنها ما روى أبو داود وغيره عن سمرة بن جندب أن رجلا قال :
« يا رسول الله إني رأيت كأن دلوا أُدلي من السماء
فجاء أبو بكر فأخذ بعراقيها فشرب شربا ضعيفا ،
ثم جاء عمر فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع ،
ثم جاء عثمان فأخذ بعراقيها فشرب حتى تضلع
ثم جاء علي فأخذ بعراقيها فانتشطت وانتضح عليه منها شيء » (1) ،
ومنها وهو أقواها إجماعًا من يعتد بإجماعهم على خلافة هؤلاء الأربعة ،
ولا يطعن في خلافة أحد منهم إلا ضال مبتدع .
[ 211 ]
س : ما الدليل على خلافة الثلاثة إجمالا ؟
جـ : الأدلة على ذلك كثيرة منها ما تقدم ،
ومنها حديث أبي بكر
أن النبي
قال ذات يوم :
« من رأى منكم رؤيا " ؟
فقال رجل :
أنا رأيت كأن ميزانا نزل من السماء ،
فوزنت أنت وأبو بكر فرجحت أنت بأبي بكر ،
ووزن عمر وأبو بكر فرجح أبو بكر ،
ووزن عمر وعثمان فرجح عمر ثم رفع الميزان » (2) ،
وقال
:
« أرى الليلة رجل صالح أن أبا بكر نيط برسول الله
ونيط عمر بأبي بكر ونيط عثمان بعمر » (3) .
وكلا الحديثين في السنن .
==================
(1) ( إسناده فيه ضعف ) رواه أحمد ( 5 / 21 ) ، وأبو داود ( 4637 ) ، والطبراني ( 6965 ) ، وابن أبي عاصم ( 1141 )
وفي سنده عبد الرحمن الجرمي ذكره ابن حبان في الثقات ، وقال الحافظ في التقريب : مقبول ،
وقال الذهبي : ما حدث عنه سوى ولده أشعث . وقال الألباني : فيه جهالة ، وضعف إسناده .
(2) ( صحيح ) رواه أبو داود ( 4634 ) ، والترمذي ( 2278 ) ، والحاكم ( 3 / 70 ، 71 )
قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح وسكت عنه الإمام أبو داود ،
وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ،
وتعقبه الذهبي بقوله : أشعث هذا ثقة لكن ما احتجا به ، وصححه الألباني .
(3) ( إسناده ضعيف ) رواه أحمد ( 3 / 355 ) ، وأبو داود ( 4636 ) ، وابن أبي عاصم ( 1134 ) ،
والحاكم ( 3 / 71 ، 72 ) وصححه ووافقه الذهبي ، وفي سنده عمرو بن أبان قال عنه الحافظ : مقبول ولم يوثقه غير ابن حبان ،
وقال الحافظ في التهذيب : قال ابن حبان : روى عن جابر ولا أدري أسمع منه أم لا وقال المنذري : فعلى هذا فالإسناد منقطع ، لأن الزهري لم يسمع من جابر ، وضعفه الألباني .