[ 206 ]
س : ما الواجب التزامه
في أصحاب رسول الله
وأهل بيته ؟
جـ : الواجب لهم علينا سلامة قلوبنا وألسنتنا لهم ،
ونشر فضائلهم والكف عن مساويهم وما شجر بينهم ،
والتنويه بشأنهم كما نوه تعالى بذكرهم في التوراة والإنجيل والقرآن ،
وثبتت الأحاديث الصحيحة في الكتب المشهورة من الأمهات ،
وغيرها في فضائلهم ، قال الله عز وجل :
{ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ
تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا
سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ
ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ
كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ
يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا } .
وقال تعالى :
{ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا
لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ } ،
وقال تعالى :
{ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ
وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ
وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا
ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } ،
وقال تعالى :
{ لَقَدْ تَابَ اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ
وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ } . الآية ،
وقال تعالى :
{ لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ
يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ
وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ
يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا
وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ } .
الآية ، وغيرها كثير .
ونعلم ونعتقد أن الله تعالى اطلع على أهل بدر فقال :
" « اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم » (1) ،
وكانوا ثلاثمائة وبضعة عشر ،
وبأنه « لا يدخل النار ممن بايع تحت الشجرة » (2)
بل قد رضي الله عنهم ورضوا عنه ،
وكانوا ألفا وأربعمائة وقيل : خمسمائة ،
قال الله تعالى :
{ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ
إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ } . الآية ،
ونشهد بأنهم أفضل القرون من هذه الأمة التي هي أفضل الأمم ،
وأن من أنفق مثل أحد ذهبا ممن بعدهم
لم يبلغ مد أحدهم ولا نصيفه ،
مع الاعتقاد أنهم لم يكونوا معصومين ، بل يجوز عليهم الخطأ ،
ولكنهم مجتهدون للمصيب منهم أجران
ولمن أخطأ أجر واحد على اجتهاده ، وخطؤه مغفور ،
ولهم من الفضائل والصالحات والسوابق
ما يذهب سيئ ما وقع منهم إن وقع ،
وهل يغير يسير النجاسة البحر إذا وقعت فيه ،
وأرضاهم ،
وكذلك القول في زوجات النبي
وأهل بيته
الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ،
ونبرأ من كل من وقع في صدره أو لسانه سوء
على أصحاب رسول الله
وأهل بيته ، أو على أحد منهم ،
ونشهد الله تعالى على حبهم وموالاتهم والذب عنهم ما استطعنا
حفظا لرسول الله
في وصيته إذ يقول :
« لا تسبوا أصحابي » (3) .
وقال : « الله الله في أصحابي » (4) ،
وقال : « إني تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله
فخذوا بكتاب الله وتمسكوا به » (5) ،
ثم قال :
« وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي » .
الحديث في الصحيحين وغيرهما .
==================
(1) رواه البخاري ( 3007 ، 3081 ، 3983 ) ، ومسلم ( فضائل الصحابة / 161 ) .
(2) رواه مسلم ( فضائل الصحابة / 163 ) ، وأبو داود ( 4653 ) ، والترمذي ( 3860 ) .
(3) رواه البخاري ( 3673 ) ، ومسلم ( فضائل الصحابة / 221 ، 222 ) ،
وأحمد ( 3 / 11 ، 54 ) ، وأبو داود ( 4658 ) ، والترمذي ( 3861 ) ، وابن ماجه ( 161 ) .
(4) ( إسناده ضعيف ) رواه أحمد ( 5 / 54 ، 57 ) ، والترمذي ( 3862 ) ، وابن حبان ( 16 / 7256 ) ،
وابن أبي عاصم ( 992 ) ، وأبو نعيم ( 8 / 287 ) قال الترمذي : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه ،
وفي بعض النسخ له : حديث حسن غريب . وفي سنده : عبد الرحمن بن زياد ويقال : عبد الله بن عبد الرحمن
ويقال : عبد الرحمن بن عبد الله . لم يوثقه غير ابن حبان ولم يرو عنه غير عبيد الله بن رائطة
ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا ،
وقال الذهبي : لا يعرف . وقال يحيى بن معين : لا أعرفه .
وقال عنه الحافظ في التقريب : مقبول ، ا هـ . قلت : يعني عند المتابعة ، ولا توجد هنا .
(5) رواه مسلم ( فضائل الصحابة / 36 ) .