[ 194 ]
س : هل الحدود كفارات لأهلها ؟
جـ : قال النبي
وحوله عصابة من أصحابه :
« بايعوني على أن لا تشركوا باللّه شيئا
ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تقتلوا أولادكم
ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم
ولا تعصوا في معروف ، فمن وفى منكم فأجره على الله
ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب به في الدنيا فهو كفارة له ،
ومن أصاب من ذلك شيئا ثم ستره الله فهو إلى الله
إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه » ،
يعني غير الشرك ،
قال عبادة : فبايعناه على ذلك (1) .
[ 195 ]
س : ما الجمع بين قوله
في هذا الحديث :
« فهو إلى الله إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه » (2) ،
وبين ما تقدم من أن من رجحت سيئاته بحسناته دخل النار ؟
جـ : لا منافاة بينهما ،
فإن ما يشاء الله أن يعفو عنه يحاسبه الحساب اليسير
الذي فسره النبي
بالعرض ، وقال في صفته :
« يدنو أحدكم من ربه عز وجل حتى يضع عليه كنفه فيقول :
عملت كذا وكذا ،
فيقول : نعم ،
ويقول : عملت كذا وكذا ،
فيقول : نعم .
فيقرره ثم يقول :
إني سترت عليك في الدنيا ،
وأنا أغفرها لك اليوم » (3) .
وأما الذين يدخلون النار بذنوبهم فهم ممن يناقش الحساب ،
وقد قال
:
« من نوقش الحساب عذب » .
==================
(1) رواه البخاري ( 4894 ، 6784 ) ، ومسلم ( الحدود / 41 ) .
(2) تقدم
(3) تقدم