[ 100 ]
س : ما دليل إعجاز القرآن ؟
جـ : الدليل على ذلك نزوله في أكثر من عشرين سنة
متحديا به أفصح الخلق وأقدرها على الكلام
وأبلغها منطقا وأعلاها بيانا قائلا :
{ فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ } ،
{ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ } ،
{ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ } ،
فلم يفعلوا ولم يروموا ذلك مع شدة حرصهم على رده بكل ممكن
مع كون حروفه وكلماته من جنس كلامهم الذي به يتحاورون ،
وفي مجاله يتسابقون ويتفاخرون ،
ثم نادى عليهم ببيان عجزهم وظهور إعجازه
{ قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ
لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا }
، وقال
:
« ما من الأنبياء من نبي إلا وقد أعطي من الآيات
ما مثله آمن عليه البشر ،
وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحى الله إلي
فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة » (1)،
وقد صنف الناس في وجوه إعجاز القرآن
من جهة الألفاظ والمعاني والأخبار الماضية والآتية من المغيبات
وما بلغوا من ذلك إلا كما يأخذ العصفور بمنقاره من البحر .
==================
(1) رواه البخاري ( 4981 ، 7274 ) ، ومسلم ( الإيمان / 239 ) .