[ 88 ]
س : هل اتفقت دعوة الرسل
فيما يأمرون به وينهون عنه ؟
جـ : اتفقت دعوتهم من أولهم إلى آخرهم
على أصل العبادة وأساسها ،
وهو التوحيد بأن يفرد الله تعالى بجميع أنواع العبادة
اعتقادا وقولا وعملا ،
ويكفر بكل ما يعبد من دونه ،
وأما الفروض المتعبد بها فقد يفرض على هؤلاء
من الصلاة والصوم ونحوها مالا يفرض على الآخرين ،
ويحرم على هؤلاء ما يحل للآخرين ،
امتحانا من الله تعالى
{ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا } .
[ 89 ]
س : ما الدليل على اتفاقهم في أصل العبادة المذكورة ؟
جـ : الدليل على ذلك من الكتاب على نوعين مجمل ومفصل .
أما المجمل فمثل قوله تعالى :
{ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا
أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ } ،
وقوله تعالى :
{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ
إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ } ،
وقوله تعالى :
{ وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا
أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ } . الآيات ،
وأما المفصل فمثل قوله تعالى :
{ لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ
فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } ،
{ وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا
قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } ،
{ وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا
قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } ،
{ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا
قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ } ،
{ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ
إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي } ،
وقال موسى :
{ إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ
وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا } ،
{ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ
إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ } ،
{ قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ } .
وغيرها من الآيات .