[ 81 ]
س : ما معنى التمسك بالكتاب والقيام بحقه ؟
جـ : حفظه وتلاوته والقيام به آناء الليل والنهار
وتدبر آياته وإحلال حلاله وتحريم حرامه والانقياد لأوامره ،
والانزجار بزواجره والاعتبار بأمثاله والاتعاظ بقصصه
والعمل بمحكمه والتسليم لمتشابهه والوقوف عند حدوده ،
وينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين ،
والنصيحة له بكل معانيها والدعوة إلى ذلك على بصيرة .
[ 82 ]
س : ما حكم من قال بخلق القرآن ؟
جـ : القرآن كلام الله عز وجل حقيقة حروفه ومعانيه ،
ليس كلامه الحروف دون المعاني ، ولا المعاني دون الحروف ،
تكلم الله به قولا وأنزله على نبيه وحيا ،
وآمن به المؤمنون حقا ،
فهو وإن خط بالبنان وتلي باللسان وحفظ بالجنان
وسمع بالآذان وأبصرته العينان لا يخرجه ذلك عن كونه كلام الرحمن ،
فالأنامل والمداد والأقلام والأوراق مخلوقة ،
والمكتوب بها غير مخلوق والألسن والأصوات مخلوقة ،
والمتلو بها على اختلافها غير مخلوق ،
والصدور مخلوقة والمحفوظ فيها غير مخلوق ،
والأسماع مخلوقة والمسموع غير مخلوق ،
قال الله تعالى :
{ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ } ،
وقال تعالى :
{ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ
وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ } ،
وقال تعالى :
{ وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ } ،
وقال تعالى :
{ وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ } ،
وقال ابن مسعود
:
" أديموا النظر في المصحف " .
والنصوص في ذلك لا تحصى ،
ومن قال القرآن أو شيء من القرآن مخلوق
فهو كافر كفرا أكبر يخرجه من الإسلام بالكلية ؛
لأن القرآن كلام الله تعالى منه بدأ وإليه يعود ، وكلامه صفته ،
ومن قال شيء من صفات الله مخلوق فهو كافر مرتد
يعرض عليه الرجوع إلى الإسلام فإن رجع وإلا قتل كفرا
ليس له شيء من أحكام المسلمين .