[ 71 ]
س : ما ضد توحيد الأسماء والصفات ؟
جـ : ضده الإلحاد في أسماء الله وصفاته وآياته ، وهو ثلاثة أنواع :
الأول : إلحاد المشركين الذين عدلوا بأسماء الله تعالى عما هي عليه وسموا بها أوثانهم ، فزادوا ونقصوا فاشتقوا اللات من الإله والعزى من العزيز ومناة من المنان .
الثاني : إلحاد المشبهة الذين يكيفون صفات الله تعالى ، ويشبهونها بصفات خلقه وهو مقابل لإلحاد المشركين ،
فأولئك سووا المخلوق برب العالمين ،
وهؤلاء جعلوه بمنزلة الأجسام المخلوقة وشبهوه بها تعالى وتقدس .
الثالث : إلحاد النفاة المعطلة ، وهم قسمان :
قسم أثبتوا ألفاظ أسمائه تعالى ونفوا عنه ما تضمنته من صفات الكمال فقالوا :
رحمن رحيم بلا رحمة ، عليم بلا علم ، سميع بلا سمع ، بصير بلا بصر ، قدير بلا قدرة ، وأطردوا بقيتها كذلك .
وقسم صرحوا بنفي الأسماء ومتضمناتها بالكلية ، ووصفوه بالعدم المحض الذي لا اسم له ولا صفة ، سبحان الله وتعالى عما يقول الظالمون الجاحدون الملحدون علوا كبيرا
{ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا
فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا } ،
{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } ،
{ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا } .
[ 72 ]
س : هل جميع أنواع التوحيد متلازمة
فينافيها كلها ما ينافي نوعا منها ؟
جـ : نعم هي متلازمة ،
فمن أشرك في نوع منها فهو مشرك في البقية ،
مثال ذلك دعاء غير الله وسؤاله
ما لا يقدر عليه إلا الله ،
فدعاؤه إياه عبادة بل مخ العبادة ،
صرفها لغير الله من دون الله ،
فهذا شرك في الإلهية ،
وسؤاله إياه تلك الحاجة من جلب خير أو دفع شر
معتقدا أنه قادر على قضاء ذلك ،
هذا شرك في الربوبية
حيث اعتقد أنه متصرف مع الله في ملكوته ،
ثم إنه لم يدعه هذا الدعاء من دون الله
إلا مع اعتقاده أنه يسمعه على البعد والقرب
في أي وقت كان وفي أي مكان ويصرحون بذلك ،
وهو شرك في الأسماء والصفات
حيث أثبت له سمعا محيطا بجميع المسموعات ،
لا يحجبه قرب ولا بعد ،
فاستلزم هذا الشرك في الإلهية
الشرك في الربوبية والأسماء والصفات .