المصدر الرابع: اتباع العقل لا اتباع الكتاب والسنة.
وهومصدر يتبعه كل من يقدم العقل على النقل في معرفة الله ودينه ونبيه.
قَالَ تَعَالَى:(وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُّنِيرٍ{8} ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَذَابَ الْحَرِيقِ)[ الحج: ٨ – ٩]
والعقل لا يستطيع أن يهتدي لمعرفة الله ودينه ونبيه بنفسه وإنما يتبع غيره.
قَالَ تَعَالَى:(قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)[ يونس: ٣٥]
فإن اتبع العقل الشيطان في معرفة الله ودينه ونبيه ضل.
قَالَ تَعَالَى:(وَمِنَ النَّاسِ مَن يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَّرِيدٍ{3} كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَن تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ)[ الحج: ٣ –٤]
وإن اتبع العقل الهوى في معرفة الله ودينه ونبيه ضل.
قَالَ تَعَالَى:(وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ)[ص: ٢٦ ]
وإن اتبع العقل أ قوال وأفعال وسير فسقة العلماء والعباد في معرفة الله ودينه ونبيه ضل.
قَالَ تَعَالَى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ)[ التوبة: ٣٤]
وإن اتبع العقل أقوال وأفعال وسير الصالحين من العلماء والعباد في معرفة الله ودينه ونبيه ضل.
قَالَ تَعَالَى:(اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)[ التوبة: ٣١ ]
وعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى tقَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِr«لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ » قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ »رواه البخاري(صحيح البخاري رقم7320 (ج 18 ص 307) بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ rلَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ) ومسلم(صحيح مسلم رقم 6952(ج 8 / ص 57) باب اتباع سنن اليهود)
وإن اتبع العقل الكتاب والسنة في معرفة الله ودينه ونبيه فلن يضل أبداً.
قَالَ تَعَالَى:(فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى)[سورة طه: ١٢٣ ]
وعن جابر tقال سمعت:رسول الله rيقول(وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنْ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابُ اللَّهِ) رواه مسلم (صحيح مسلم رقم 2137 (ج 6 / ص 245) باب حجة النبيr)
وَعَنْ أَبِي هريرةَ t: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ r قَالَ:( تَرَكْتُ فِيكُمْ أَمْرَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا مَا تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّةَ نَبِيِّهِ)أخرجه مالك(موطأ مالك رقم 1395 (ج 5 / ص 371))مرسلا والحاكم مسندا وصححه.
المصدرالخامس:اتباع المتشابه من الكتاب,والسنة,وترك المحكم.
وهومصدر يتبعه الثنتان والسبعون في معرفة الله ودينه ونبيه.
قَالَ تَعَالَى:(هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ)[ آل عمران: ٧]
وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ:تَلَا رَسُولُ اللَّهِ rهَذِهِ الْآيَةَ (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)قَالَتْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ r(فَإِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ)رواه البخاري(البخاري رقم4547 (ج 11 / ص 103) بَاب (مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ))ومسلم(مسلم 6946 (ج 8 / ص 56)باب النَّهْىِ عَنِ اتِّبَاعِ مُتَشَابِهِ الْقُرْآنِ )والمتشابه:هوالذي له عدة معاني.
فمن اختارأحد المعاني بوحي الشيطان ضل.
قَالَ تَعَالَى:(وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ)[ الأنعام: ١٢١]
ومن اختارأحد المعاني بالهوى ضل.
قَالَ تَعَالَى:(وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ)[ص: ٢٦ ]
ومن اختارأحد المعاني بالرأي ضل.
قَالَ تَعَالَى:(إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى)[سورة النجم: ٢٣]
وقَالَ تَعَالَى:(وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ)[سورة الأنعام:١١٦]
وَعَنْ عبد اللهِ بْنِ عَمْرٍوtقَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ rيَقُولُ (إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْزِعُ الْعِلْمَ بَعْدَ أَنْ أَعْطَاكُمُوهُ انْتِزَاعًا وَلَكِنْ يَنْتَزِعُهُ مِنْهُمْ مَعَ قَبْضِ الْعُلَمَاءِ بِعِلْمِهِمْ فَيَبْقَى نَاسٌ جُهَّالٌ يُسْتَفْتَوْنَ فَيُفْتُونَ بِرَأْيِهِمْ فَيُضِلُّونَ وَيَضِلُّونَ) رواه البخاري(البخاري رقم7307 (ج 18 / ص 288) بَاب مَا يُذْكَرُ مِنْ ذَمِّ الرَّأْيِ )
ومن اختارأحد المعاني لمجرد قول إمام صالح ضل .
قَالَ تَعَالَى:{اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ} [ التوبة: ٣١ ]
وَعَنْ أَبِى سَعِيدٍ الْخُدْرِى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ r« لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا فِى جُحْرِ ضَبٍّ لاَتَّبَعْتُمُوهُمْ » قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ آلْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ « فَمَنْ »رواهالبخاري(صحيح البخاري رقم7320 (ج 18ص 307) بَاب قَوْلِ النَّبِيِّ rلَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ) ومسلم(صحيح مسلم رقم 6952(ج 8 / ص 57) باب اتباع سنن اليهود)
ومن اختارأحد المعاني لمجرد قول إمام فاسق ضل .
قَالَ تَعَالَى:(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّ كَثِيراً مِّنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ)[سورة التوبة: ٣٤]
وعَنْ ثَوْبَانَt قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِr(إِنَّمَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِى الأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ)رواه أبوداود(سنن أبى داود رقم4254 (ج 4 / ص 157)باب ذكر الفتن ودلائلها)حديث صحيح لغيره.
ومن اختارأحد المعاني بدليل آخرمن الكتاب والسنة فلن يضل أبداً.
قَالَ تَعَالَى:(فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى)[ طه: ١٢٣]
والمحكم:هوالذي له معنى واحد بين واضح لم ينسخ ولم يخص ولم يقيد.
كقوله تَعَالَى:(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ)[سورة البقرة: ١٨٥]