عرض مشاركة واحدة
قديم 17-05-11, 12:24 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
الشـــامـــــخ
اللقب:
المـديـــر العـــام
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية الشـــامـــــخ


البيانات
التسجيل: Oct 2010
العضوية: 14
المشاركات: 10,341 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: سني
بمعدل : 1.95 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 10
نقاط التقييم: 949
الشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدعالشـــامـــــخ مبدع

الإتصالات
الحالة:
الشـــامـــــخ غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : الشـــامـــــخ المنتدى : بيت موسوعة طالب العلم
افتراضي

المطلب الخامس: طرق انعقاد الإمامة :
لما كان من مضامين مسألة الحاكمية الدعوة إلى إقامة الدولة الإسلامية, والخروج عن الحاكم الكافر، فإنه من المستحسن بيان طرق انعقاد الإمامة، حتى تتضح مسألتها
ويظهر معالمها, مع التفصيل في مسألة شروط الخروج على الحاكم الكافر
ومن خلال ما كتبه العلماء السابقون فإن الإمامة تنعقد عند أهل السنة بإحدى الطرق التالية:
1 - اختيار أهل الحل والعقد :
وأهل الحل والعقد هم بمثابة أعضاء مجلس الشورى الذي يمثل الحكومة في عملية اختيار الإمام، ويذهب معظم علماء أهل السنة إلى تجويز انعقاد البيعة للإمام بمبايعة أهل الحل والعقد
كما حصلت البيعة لأبي بكر نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة باختيار عدد من أكابر الصحابة ([70]) .
2 - عهد الإمام السابق لمن بعده:
وهذه الطريقة تكون بعهد من الخليفة لمن بعده أن يتولى الإمامة، كما عهد أبو بكر إلى عمر نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةا .
يقول الماوردي رحمه الله : " وأما انعقاد الإمامة بعهد فهو مما انعقد الإجماع على جوازه، ووقع الاتفاق على صحته، لأمرين عمل المسلمون بهما :
أحدهما : أن أبا بكر – نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- عهد إلى عمر –نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- فأثبت المسلمون إمامته وعهده ... " ([71]) .
3 - الغلبة والقهر :
وتكون هذه الطريقة بأخذ الملك بالقوة والقهر, كما حصل لداود لما قتل جالوت وآتاه الله الملك، قال تعالى مبيناً ذلك :
{فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ }([72]) . أي : منّ الله عليه بتملكه على بني إسرائيل مع الحكمة
وهي النبوة المشتملة على الشرع العظيم والصراط المستقيم ([73])
يقول الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله عند حديثه عن أصول السنة عند السلف : " ومن ولي الخلافة فاجتمع الناس عليه، ورضوا به، ومن غلبهم بالسيف حتى صار خليفة ... ماض
ليس لأحد أن يطعن عليهم ولا ينازعهم ... " ([74]) .
وبمعنى ما سبق يقول الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - : " الأئمة مجمعون من كل مذهب على أن من تغلب على بلد أو بلدان
له حكم الإمام في جميع الأشياء ولولا هذا ما استقامت الدنيا " ([75]) .
ومن الأهمية بمكان توضيح مسألة الخروج على الحاكم الكافر لعموم البلوى فيها، حتى يعلم أن الخروج على الحاكم الكافر ليس بإطلاق
بل هو مشروط بشروط استنبطها العلماء من نص الحديث الذي رواه عبادة بن الصامت، قال نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة : "دَعَانَا النبي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة فَبَايَعْنَاهُ فقال فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا
أَنْ بَايَعَنَا على السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ في مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةً عَلَيْنَا وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ إلا أَنْ ترو كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ من اللَّهِ فيه بُرْهَانٌ " ([76]) .
وهذه الشروط كما ورد في الحديث: أن تروا كفرا بواحاً عندكم من الله فيه برهان ([77]) .
كما استنبط العلماء شرطا آخر -ذا أهمية- وهو القدرة على الإزالة والخروج على الحاكممن خلال الآيات الدالة على الاستطاعة والقدرة كقوله تعالى :
{فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا }([78]), وكذلك من قوله نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة :
" من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " ([79]) .
يقول ابن القيم رحمه الله : " فإذا كان إنكار المنكر يستلزم ما هو أنكر منه وأبغض إلى الله ورسوله فإنه لا يسوغ إنكاره. وإن كان الله يبغضه ويمقت أهله
وهذا كالإنكار على الملوك والولاة بالخروج عليهم، فإن أساس كل شر وفتنة إلى آخر الدهر " ([80]) .
ويقول الشيخ ابن باز رحمه الله عند معرض حديثه عن مسألة الخروج على الحاكم الكافر : "إذا رأى المسلمون كفراً بواحاً عندهم من الله فيه برهان :
فلا بأس أن يخرجوا على هذا السلطان لإزالته إذا كان عندهم قدرة , أما إذا لم يكن عندهم قدرة : فلا يخرجوا . أو كان الخروج يُسبّب شراً أكثر :
فليس لهم الخروج ؛ رعايةً للمصالح العامة .والقاعدة الشرعية المُجمع عليها أنه ( لا يجوز إزالة الشرّ بما هو أشرّ منه )
بل يجب درء الشرّ بما يزيله أو يُخفّفه . أما درء الشرّ بشرٍّ أكثر : فلا يجوز بإجماع المسلمين " ([81]).

المطلب السادس: آثار الحاكمية السيئة على الأمة الإسلامية.
بدأت تظهر في السنوات الأخيرة وأكثر من أي وقت مضى الدعوة إلى إقامة الدولة الإسلامية التي تحتكم إلى الشريعة - وهذا حسن - إلا إن هذه الدعوة شابتها فكرة التكفير
والخروج عن الحكام بدعوى الحاكمية .
وإذا ألقَيتَ نظرة سريعة في حال غالبية التنظيمات والحركات التي تنادي بتحرير البلاد الإسلامية من الحكام الظلمة
وما تتبناه من أساليب للوصول إلى غاياتها في إقامة الحكم الإسلامي المنشود تجد أن كثيرا من وسائلهم يشوبها العنف والفوضى
الأمر الذي أدى إلى إخلال الأمن والأمان في كثير من المجتمع الإسلامي، وصد المسار الدعوي, والاختلاف والتفرق بين الأمة.
ومن المناسب بيان بعض الآثار السيئة على مسار الدعوة الصحيحة بسبب دعوى الحاكمية, وهي كما يلي :
*إهمال قضية الدعوة إلى التوحيد بأنواعه الثلاثة وغيرها من المضامين الدعوية: وهذا الأمر يتضح في تركيز من ينادي بدعوى الحاكمية على توحيد الحاكمية
ومسألة تحكيم شريعة الله عز وجل, وإهمال القضايا العقدية وغيرها من مضامين الدعوة كالأخلاق والمعاملات والعبادات.
يقول صاحب كتاب واقعنا المعاصر : " إن الأمر يحتاج إلى دعوة الناس من جديد إلى الإسلام، لا لأنهم – في هذه المرة – يرفضون أن ينطقوا بأفواههم : لا إله إلا الله محمد رسول الله
كما كان الناس يرفضون نطقها في الغربة الأولى، ولكن لأنهم – في هذه المرة – يرفضون المقتضى الرئيسي لـ لا إله إلا الله، وهو: تحكيم شريعة الله " ([82]) .
*تعطيل أعمال المؤسسات الدعوية : وذلك أن دعوى الحاكمية فرّخت شبهة الخروج على الحكام، وبالتالي قاموا بأعمال وأساليب عنيفة وتخريبية من أجل تحقيق الدعوى الفاسدة
الأمر الذي جعل غير المسلمين يحاولون أن ينالوا من الدعوة الصحيحة تحت ظل حرب العنف والتخريب، وذلك بطلب من الدول الإسلامية بإقفال المراكز الدعوية والمؤسسات الخيرية
" فكم من مسجد بني بعضه ولم يتم بناؤه، لتقاعس المحسنين عن مواصلة إحسانهم، وكم عالم أو طالب علم انقطع عن التفرغ لإفادة الناس العلم النافع
و اشتغل بلقمة العيش له ولمن يعول، لما قبض أهل الخير أيديهم، بسبب تخوفهم من مصير من يكفلون، وهكذا كم مصالح عامة وخاصة انهدم بنيانها " ([83]) .
*تشويه المنهج الدعوي الصحيح: ويتجلى هذا الأثر أن أعداء الإسلام استغلوا في تشويه المنهج الدعوي الصحيح من خلال الأخطاء التي يرتكبها المتبنون لدعوى إقامة الحكومة الإسلامية
وبالتالي أخذوا ينفرون الناس عن الإسلام, مع أن المنهج الدعوي الصحيح برئ من ذلك.
* إخراج أحكام فقهية مخالفة للدين: وذلك أن دعاة الحاكمية لما رأوا أن بعض الحكومات الإسلامية تأخذ بالقوانين الوضعية، أخذوا يفتون بأحكام فقهية بناء على تعامل حكوماتهم
فصاروا يجوزون التعامل بالربا وغيرها من الأحكام المخالفة للدين .
* ابتعاد المدعوين عن الدعاة : وذلك أن المدعوين وبخاصة العوام لا يفرقون بين الدعوة الصحيحة والمخالفة، فإذا ما رأى وسمع عن دعاوى الحاكمية وما ينتج عنها من العنف والتخريب، وأن هذا مِنْ فعل مَنْ ظاهره الصلاح والاستقامة، فإنهم ينظرون إلى الدعاة والمصلحين نظرة تخوف وتحذير، الأمر الذي يبعد المدعوين عن الدعاة، ويقلل من قَبول دعوتهم
* الاختلاف والتفرق بين الدعاة : سبق وأن ذكرت أن فكرة الحاكمية قد أثيرت جدلاً علمياً واسع النطاق في أوساط الدعاة بين مُعارض للفكرة وبين منتصرلها
بما نتج عن ذلك اختلاف وتفرق بين الدعاة، واشتغل الكثير منهم في ردها والبعض الآخر في الانتصار لها ؛ الأمر الذي سبّب في إعاقة مسيرة الدعوة، وضعف سير قافلتها .
* حصول الخلل الأمني في البيئة الدعوية : فالأمن من الحاجات الإنسانية, وهو شرط لاستقرار النفسي والاجتماعي، فإذا ما اختل هذا الأمن فإنه يؤثر – بلا شك- على مسار الدعوة
حيث إن الداعية لا يستطيع أن يمارس الدعوة في وضعها الطبيعي في ظل غياب الأمن في بيئة الدعوة ومناشطها .
* تضليل المدعوين بالأفكار المنحرفة : وذلك أن هناك مصطلحات شرعية لا تعرف حقيقتها إلا بالتفصيل والتقسيم الفرعي له، كمصطلح كمال الإيمان ونفيه، والكفر المطلق والمقيد
والجاهلية العامة والجاهلية الجزئية، والغالب أن الدعاة إلى الأفكار المنحرفة كثيرٌ ما يحمّلون هذه النصوص الشرعية على الاصطلاح الذي يؤيد فكرته
بما يؤدي إلى ترويجه وقبول الناس تحت هذه المصطلحات لظنهم أن هذا مراد الشرع .
* توالد وتكاثر الجماعات الإسلامية : فمن عوامل توالد وتكاثر الجماعات الإسلامية دعوى الحاكمية, حيث ولدت قضية التكفير والهجرة
وكذا ولدت فكرة الجماعة الجهادية وغيرها من الجماعات . وهذا الأمر يسبب التفرق والاختلاف، ويضعف من مسير الدعوة, كما أنه يشتت جهود الدعاة ودورهم في المجتمع الإسلامي .
بقلم : أبي يزيد سليم بن صفية المدني / قسم الدكتوراه بالجامعة الإسلامية بالمدينة










توقيع : الشـــامـــــخ

يسرنا متابعتكم وتواصلكم عبر الحسابات التالية

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة- نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة-نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


التعديل الأخير تم بواسطة الشـــامـــــخ ; 10-03-20 الساعة 02:30 AM
عرض البوم صور الشـــامـــــخ   رد مع اقتباس