(22)
الحي (الحي القيوم)
قال رحمه الله تعالى:
"الحي القيوم كامل الحياة والقائم بنفسه
القيوم لأهل السماوات والأرض القائم بتدبيرهم وأرزاقهم وجميع أحوالهم
فالحي: الجامع لصفات الذات، والقيوم: الجامع لصفات الأفعال وجمعهما في غاية المناسبة
كما جمعهما الله في عدة مواضع من كتابه كقوله {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوم}
وذلك أنهما محتويان على جميع صفات الكمال، فالحي هو كامل الحياة،
وذلك يتضمن جميع الصفات الذاتية لله كالعلم والعزة والقدرة، والإرادة، والعظمة، والكبرياء،
وغيرها من صفات الذات المقدسة.
والقيوم هو كامل القيومية الذي قام بنفسه، وعظمت صفاته، واستغنى عن جميع مخلوقاته، وقامت به الأرض، والسماوات، وما فيهما من المخلوقات،
فهو الذي أوجدها، وأمدها، وأعدّها لكل ما فيه بقاؤها، وصلاحها، وقيامها،
فهو الغني عنها من كل وجه، وهي التي افتقرت إليه من كل وجه، فالحي، والقيوم من له صفة كل كمال،
وهو الفعال لما يريد الذي إذا أراد شيئاً قال له كن فيكون،
وكل الصفات الفعلية، والمجد، والعظمة، والجلال ترجع إلى اسمه القيوم، ومرجع صفات الكمال كلها ترجع إلى هذين الاسمين الكريمين،
ولذلك ورد الحديث أن اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى
{اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)
لاشتمالهما على جميع الكمالات.
فصفات الذات ترجع إلى الحي، ومعاني الأفعال ترجع إلى القيوم))
الحق الواضح المبين (ص87 و 88).
توضيح الكافية الشافية (ص29).