الحلقة السادسة والثلاثون
ھي أیام معدودة ولكن كل الخیر فیھا بالنسبة لي
ذھبت لمعقل الشیعة في كربلاء ومررت على النجف ، فوجدت أمرین
یعلمھم كثیر من الناس :
الأول ھو الأصالة العربیة لأھل النجف .
الثاني ھي الفارسیة الطاغیة على المجتمع الكربلائي .
نعم ھي الحقیقة فالعشائر العربیة في النجف تقاتل من أجل عروبة ھذا
المكان وھذه البلاد ، وفشلت كثیر من محاولات الفرس في تعجیم
النجف ولكنھا مستمرة ولن تتركھا ، ولذلك ھم یروجون بالفتاوى الآن
على أن الحسین أفضل من علي - علیھ السلام - ولكن بطرق غیر
مباشرة ..
لذلك تجدھم في المقابل للأسف نجحوا في تعجیم كربلاء فاشترى
الإیرانیین الأراضي ، وباع العرب بیوتھم واستولى الإیرانیین على
كثیر من التجارة والعمارة في كربلاء ..
مخطط رھیب ینظر لھ العامي على أنھ أمر مبالغ في تھویلھ ولكن
ینظر لھ المتابع على أنھ فعلاً خطیر وخطیر ..
الإیرانیین لا یستطیعون دخول أرض كربلاء والنجف والعراق عموماً
إلا بلباس إسلامي ..
فالتشیع الفارسي نعرفھ من وجھین ونكون منصفین في الوصف
الأمر الأول تشیع عقائدي بحت لیس للمصلحة فیھ أي اعتبار ..
الأمر الثاني تشیع ذات مصلحھ فارسیة للاستیلاء على بلاد الرافدین
العربیة ، والتحكم في مقدراتھا وشعبھا ، وفرض القوانین فیھا من اجل
إعادة الإمبراطوریة الفارسیة التي یبكي علیھا الإیرانیین منذ سقوطھا
إلى یومنا ھذا ..
دخلت للحسینیات في أنحاء كثیرة وتحدثت مع كثیر من عوام الشیعة
الذین لا یعرفون عمق العقیدة ، ولكنھم منطوون على السن وعقول
العلماء ..
قمة المسخرة ھي التي حدثت في ھذا العام من عاشوراء
طلبة العلم وذوي العقول النبیھة تكلموا في أمر اللطم والسلاسل
والتطبیر
رفضوا ذلك ولم یكن رفضھم ھو الشيء الوحید ، ولكنھم طلبوا من
علمائھم أن یفتوا بھذا الأمر ؛ لأنھم محرجین بالمقام الأول من الشعوب
الكبیرة في الكرة الأرضیة ، ومستغربین في المقام الثاني من السبب
وراء ھذه الطقوس الغریبة ..
قلت لأحد الجالسین وكنت أعرف كل من تكلمت معھ إلى متى ونحن
على ھذه الطقوس التي نخجل ونحن في الخلیج أن نتكلم فیھا مع
زملائنا السنة !؟
متى ضرب الحسین نفسھ حزناً على مقتل والده - علیھما السلام ؟
وھل یعز علینا الحسین - علیھ السلام - أكثر من جده - صلوات ربي
علیھ وآلھ ؟
قال لي بنبرة الحیران : واالله یا أخي ، آت أنا ي إلى ھنا لأني تعودت فقط
، ولا یوجد أي شعور دیني في قلبي إلا أني حزین فقط على مقتل
الحسین ولا ادري متى ینتھي حزني ھذا !
قلت لھ : نعم كلامك سلیم ولكن من یتحرك ویأتي لنا بالفتاوى لكي
یخلصنا من ھذه الطقوس التي استمرت منذ العھد الفارسي الشیعي إلى
یومنا ھذا ..
فلم نعرف زمناً حدثت فیھ ھذه الطقوس إلا الزمن الفارسي ..
قال : وھل تعرف أنت شي عن ھذه الأمور؟؟
قلت لھ : بالتأكید أعرف .
قال : كلمني فالوقت طویل ( وكنا نبیت لیلنا ونھارنا في الشوارع ) !!
قلت لھ : یوجد مجموعھ كبیرة نسبتھا 40 إلى 30 بالمئة قد تركوا
التشیع ھنا في الجنوب العراقي ، تخلصوا من ھذه الطقوس والتفوا
حول ھویتھم الإسلامیة العربیة الأصیلة ..
فھم في حرب مع الشیعة الفرس الذین یریدون السلطة فقط للاستیلاء
على المرجعیات لكي یدخلوا عاصمتھم الفارسیة التي كانت قبل
الإسلام فتعود فارس التي لم تحب العرب یوماً من الأیام ..
قال : من صدقك أنت .؟
قلت : نعم والذي خلقني وخلقك فالمتسننین كثیرین وأعرف الكثیر منھم
ولكنھم یخفون ذلك ..
قلت لھ : تعال معي ..
ذھبنا إلى أ حد الدیوانیات التي تستقبل الزوار فوجدنا الشباب جالسین .
فقلت لھ : ھل تعرف أن ھؤلاء ینتظرون فقط نھایة عاشوراء لكي
ینتھي دورھم ؟
فقال : وما الجدید فكلنا كذلك ؟
فقلت لھ : الجدید یا أخي ، أننا نأتي ھنا لكي نحزن ونحن نرید أن
ینتھي ھذا الیوم لكي نخرج من الحزن ونعود لأعمالنا ..
ھل توافقني أنھا لعبة لا أكثر ولا قلأ ؟
ھل السنة یفعلون ذلك لما تجي ء مناسبة مقتل عمر !.!؟
قال : . لا
قلت : وھل نحن نحب الحسین ؟
قال : نعم .
قلت : وھل حب الحسین في اتباعھ أم في مخالفتھ ؟
قال : بإتباعھ طبعاً .
قلت : وھل الحسین كان یولول في المعركة أم كان كاللیث وسط
الأعداء ؟
قال : بل كان كالأسد .
قلت : وھل تعرف أن الحسین ذھب من المدینة إلى الكوفة لكي یجاھد
ویأخذ الإمارة ویقاتل یزید وینبذ الظلم في سبیل االله ؟
قال : نعم یا أخي .
قلت : فلماذا لا نتبع الحسین في جھاده ونبذه للظلم ؟
نحن عطلنا الجھاد والحسین بنى لنا مسیرة الجھاد
نحن أشغلنا أنفسنا بسب أبو بكر وعمر ومعاویة ، والحسین كان یعیش
في المدینة مع أبنائھم ..
نحن انشغلنا بلعن ظالمي آل البیت - علیھم السلام - والحسین شغل
نفسھ بالجھاد ضد الظالمین ..
أین ا تباع الحسین یا أخي !؟
قتل الحسین فجاء أبنائھ فحملوا الرایة بعده ، ومضت الدنیا فقتل واحد
تلو الآخر ومات ھذا وذاك ، واستمرت الدنیا ولم تتوقف فلو كان مقتل
الحسین أكبر مصیبة لكان أولى على االله أن ینھي بھ العالم ویأتي بیوم
القیامة ..
ولكن الحیاة مستمرة والحسین جعلنا نتعلم منھ ونسیر على خطاه في
التضحیة ولیس الولولة النسائیة التي ضحك علینا العالم وھو یرى
الدماء تسیل من أجسامنا ..
فھل عرفت شخصاً تشیع بسبب الطقوس الحسینیة ؟
اقتنع أخي ھذا واالله یا أخوان وقال لي ماذا نفعل إذن ؟
قلت لھ : اصبر وتعلم أن تأخذ العلم والتاریخ من كتب السنة فو االله فیھا
خیر وخیر وخیر ..
فقال لي : أعدك إن شاء االله أ أن قرأ وأبحث وأنا الآن وقبل القراءة
والبحث مقتنع تماما ، لأني من الذین قلت أنت عنھم 40 إلى 30 بالم ئة
...!!
لنا معكم تفصیل عن رحلتنا إلى بلاد العرب الكربلائیة التي توشك أن
تتعجم قریباً جداً ، والعتب كل العتب على العشائر العربیة التي باعت
الھویة والعمارة والملك واندثرت حتى سلمت الأمر إلى ھرمزان
ورستم .
-----------------------------------------------------------