15)
101) قدر الله لايحيط به إلا الله
وخلق الله لايحيط به إلا الله
علم الله لايحيط به إلا الله .
وهنالك أمور كثيرة تقدر على هذا الوجه مماهو متصل بأحوال بني آدم ولكنهم قاصرون عن الإحاطة بها .
بل فما من أمر هو في مقدور بني آدم إلا وهم قاصرون عن الإحاطة به .
102) ولهذا غاية مايستعمله بنو آدم ليس هو القدرة على الأشياء وإنما هو اتخاذ أسبابها والأسباب قاصرة في ذاتها
فضلاً عن كونها بمحض أمر الله تتعطل من جهة الأثر
أو يقع الأمر مقطوعاً عن السبب .
103)ولهذا كان خلق الله تعالى لايقع بالأسباب مع أنه خالق الأسباب والمسببات .
لايقع بوجود الأسباب أو بتوسط الأسباب ولابد
بل يقع خلقه بمحض أمره مقطوعاً عن السبب
كما في قوله تعالى ( ألا له الخلق والأمر )
ولهذا كان خلق الناس -وهم من خلق الله - بسبب الأبوين ولكن لما جاء أمر الله ولارادلأمره وقضائه
( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ )
كان عيسى عليه الصلاة والسلام من أم بلا أب مع أنها في قانون العادة والسنة التي مضت في الوجود البشري يعد متعذراَ
ولايقع -لكنه ليس ممتنع عقلاً -
هذا ممتنع في نظام عادي خلقه الله -فالله عزوجل خالق كل شي -
عصا موسى كانت قطعة من الشجر ثم بمحض أمر الله صارت حية تسعى .
104)الخلق لايحيطون بأمر الله ولابقدر الله ولابقضاء الله .
لذلك من حقيقة الإيمان بالقدر - أن لايوصف قدر الله بماالعباد قاصرون عن إدراكه -
لإن بعض الناس يفسر القدر وكأنه عليم بكل مقامات قدر الله وقضائه
والله سبحانه وتعالى لم يخبرنا بكل أمره القدري وقضائه سبحانه في عباده وفي خلقه .
ولهذا يميز بين ما يقع من الجوائح كعقوبات
وبين مايقع منها كبلاء يبتلي به الله العباد جل وعلا.