•• قال رسول الله ﷺ:
يُقبض العلم، ويظهرُ الجهل والفتن، ويكثر الهَرْج،
قيل: يا رسول الله! وما الهَرْجُ؟
فقال هكذا بيدهِ فَحَرَّفَها، كأنه يريدُ القتلَ.
أخرجه البخاري في الصحيح: (٤٤/١ رقم ٨٥)، ومسلم في الصحيح: ٢٠٥٧/٤ رقم ١٥٧)
•• قال الشيخ العلامة صالح الفوزان -حفظه الله تعالى-:
يقبض العلم ثلاث مرات:
>> #القبض الأول: يقبض من الصدر ويبقى على الألسن، وذلك حينما تقبض خشية الله من قلوب العلماء.
>> #والقبض الثاني: يقبض بموت العلماء، فلا يبقى هناك حافظ لهذا العلم، وإن كانوا يهتمون بأمور الدنيا ومصالح الدنيا ومنافع الدنيا، لكن يقل من يتفرغ لطلب العلم الشرعي من الناس، فيقل العلماء ويكثر القراء الذين يقرؤون الكتب، ويكثرون من اقتناء الكتب في بيوتهم وفي مكاتبهم، لكن الفقه الصحيح يكون قليلًا؛ لأن الفقه له طرق وهو مجالسة العلماء والأخذ عنهم، وهذا يقلّ في آخر الزمان فيكثر القراء ويقلّ الفقهاء، وهذه مصيبة عظيمة، وهؤلاء القراء قد يكونون يفتون الناس من غير فقه، وعلى غير بصيرة؛ لأنهم يظنون أنهم صاروا من العلماء فيخطئون في فتواهم؛ كما قال ﷺ:
« اِتَّخَذَ النَّاسُ رُؤُوسًا جُهَّالًا، فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا » [متفق عليه]
>> #والقبض الثالث للعلم: أنه يقبض مصدر العلم، وهو القرآن الكريم، بحيث يرفع من الأرض ويسرى به من المصاحف ومن صدور الرجال، فلا يبقى للقرآن وجود في الأرض.
محاضرات في العقيدة والدعوة (٢٤٨/٢)