إنَّ الشفقة على الأمَّة مِنَ التردِّي في مزالق الانحراف ومَجاري الهوى، هو الذي يدفع الصادقَ إلى تحذيرها ممَّنْ يقطع عليها طريقَها الأخرويَّ، ويسلبهَا معرفةَ دِينها كما أُنزِلَ، فيتحرَّى لها دواءً يعصمها، وترياقًا يَقِيها مِنْ لَدَغاتِ مَنْ يلدغها في أَعزِّ ما تملك وأسمى ما تحوز، خلافًا لمَنْ يَحيدُ بها عن الطريقِ ويشغلها عمَّا ينفعها؛ ويتهجَّم على المُشفِقين ويشوِّش عليهم، ويُحجِم ـ في الوقتِ ذاتِه ـ عن خوضِ مجالات الرِّفعة والرُّقِيِّ؛ فذلك مِنَ الإزراء بها والاحتقارِ لها.
http://ferkous.com/home/?q=rodoud-20