قال شَيْخِ الإسلام ابْنِ تَيْمِيَّةَ في «المجموع» ( 5/237 - 238 ) :
«فَلَمَّا كَانَ السُّجُودُ غَايَةَ سُفُولِ العَبْدِ وَخُضُوعِهِ؛ سَبَّحَ اسْمَ رَبِّه الأَعْلَى؛ فَهُوَ - سُبْحَانَهُ - الأَعْلَى، وَالعَبْدُ الأَسْفَلُ؛ كَمَا أنَّهُ الرَّبُّ، وَالعَبْدُ العَبْدُ، وَهُوَ الغَنِيُّ، وَالعَبْدُ الفَقِيرُ، وَلَيْسَ بَيْنَ الرَّبِّ وَالعَبْد إلاَّ مَحْضُ العُبُودِيَّةِ؛ فَكُلَّمَا كَمَّلَهَا قَرُبَ العَبْدُ إلَيْهِ؛ لأنَّهُ - سُبْحَانَهُ - بَرٌّ جَوَادٌ مُحْسِنٌ يُعْطِي العَبْدَ مَا يُنَاسِبُهُ؛ فَكُلَّمَا عَظُمَ فَقْرُهُ إلَيْهِ كَانَ أَغْنَى، وَكُلَّمَا عَظُمَ ذُلُّهُ لَهُ كَانَ أَعَزَّ؛ فَإِنَّ النَّفْسَ - لِمَا فِيهَا مِنْ أَهْوَائِهَا المُتَنَوِّعَةِ، وَتَسْوِيلِ الشَّيْطَانِ لَهَا - تَبْعُدُ عَنِ اللَّهِ؛ حَتَّى تَصِيرَ مَلْعُونَةً بَعِيدَةً مِنَ الرَّحْمَةِ، وَاللَّعْنَةُ هِيَ البُعْدُ، وَمِنْ أَعْظَمِ ذُنُوبِهَا إرَادَةُ العُلُوِّ في الأَرْضِ، وَالسُّجُودُ فِيهِ غَايَةُ سُفُولِهَا» اهـ.