الموضوع: متاع الغرور
عرض مشاركة واحدة
قديم 28-02-16, 01:56 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
أبـو عـبـد الـرحـمـن
اللقب:
عضو
الرتبة
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية أبـو عـبـد الـرحـمـن


البيانات
التسجيل: Jan 2012
العضوية: 7069
المشاركات: 1,618 [+]
الجنس: ذكر
المذهب: سني
بمعدل : 0.33 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 18
نقاط التقييم: 188
أبـو عـبـد الـرحـمـن مدهشأبـو عـبـد الـرحـمـن مدهش

الإتصالات
الحالة:
أبـو عـبـد الـرحـمـن غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : البيــت العـــام

من تفكر في عواقب الدنيا أخذ الحذر ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر‏.‏

ما أعجب أمرك يا من يوقن بأمر ثم ينساه ويتحقق ضرر حال ثم يغشاه ‏"‏ وتخشى الناس واللّه أحق أن تخشاه ‏"‏‏.‏



تغلبك نفسك على ما تظن ولا تغلبها على ما تستيقن‏.‏



أعجب العجائب سرورك بغرورك وسهوك في لهوك عما قد خبىء لك‏.‏



تغتر بصحتك وتنسى دنو السقم وتفرح بعافيتك غافلاً عن قرب الألم‏.‏



لقد أراك مصرع غيرك مصرعك وأبدى مضجع سواك - قبل الممات - مضجعك‏.‏



كأنّك لم تسمع بأخبار من مضى ولم تر في الباقين ما يصنع الدهر‏!‏ فإن كنت لا تدري فتلك ديارهم محاها مجال الرّيح بعدك والقبر‏!‏ كم رأيت صاحب منزل ما نزل لحده حتى نزل‏!‏‏.‏



وكم شاهدت والي قصر وليه عدوه لما عزل‏!‏‏.‏



فيا من كل لحظة إلى هذا يسري وفعله فعل من لا يفهم ولا يدري‏.‏



وكيف تنام العين وهي قريرة ولم تدر من أيّ المحلين تنزل فصل لا تحم حول الحمى من قارب الفتنة بعدت عنه السلامة‏.‏



ومن ادعى الصبر وكل إلى نفسه‏.‏



ورب نظرة لم تناظر‏!‏‏.‏



وأحق الأشياء بالضبط والقهر اللسان والعين‏.‏



فإياك إياك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى مع مقاربة الفتنة‏.‏



فإن الهوى مكايد‏.‏



وكم من شجاع في صف الحرب اغتيل فأتاه ما لم يحتسب ممن يأنف النظر إليه‏!‏ واذكر حمزة مع وحشي‏.‏



واغضض الطرف تسترح من غرام تكتسي فيه ثوب ذل وشين فبلاء الفتى موافقة النفس وبدء الهوى طموح العين فصل حالة القلب مع العبادة أعظم المعاقبة أن لا يحس المعاقب بالعقوبة‏.‏



وأشد من ذلك أن يقع السرور بما هو عقوبة كالفرح بالمال الحرام والتمكن من الذنوب‏.‏



ومن هذه حاله لا يفوز بطاعة‏.‏



وإني تدبرت أحوال أكثر العلماء والمتزهدين فرأيتهم في عقوبات لا يحسون بها ومعظمها من قبل طلبهم للرياسة‏.‏



فالعالم منهم يغضب إن رد عليه خطؤه والواعظ متصنع بوعظه والمتزهد منافق أو مراء‏.‏



فأول عقوباتهم إعراضهم عن الحق شغلاً بالخلق‏.‏



ومن خفي عقوباتهم سلب حلاوة المناجاة ولذة التعبد‏.‏



إلا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات يحفظ الله بهم الأرض بواطنهم كظواهرهم بل أجلى وسرائرهم كعلانيتهم بل أحلى وهممهم عند الثريا بل أعلى‏.‏



فالناس في غفلاتهم وهم في قطع فلاتهم تحبهم بقاع الأرض وتفرح بهم أملاك السماء‏.‏



نسأل الله معز وجل التوفيق لاتباعهم وأن يجعلنا من أتباعهم‏.‏



إبن الجوزي رحمه الله / صيد الخاطر



كلمات البحث

شبكــة أنصــار آل محمــد ,شبكــة أنصــار ,آل محمــد ,منتدى أنصــار





ljhu hgyv,v










توقيع : أبـو عـبـد الـرحـمـن

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور أبـو عـبـد الـرحـمـن   رد مع اقتباس