البرهان 234
من سورة الأنبياء
{ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا
وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا
وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ }
{ 47 ْ}
يخبر تعالى عن حكمه العدل،
وقضائه القسط بين عباده إذا جمعهم في يوم القيامة،
وأنه يضع لهم الموازين العادلة،
التي يبين فيها مثاقيل الذر،
الذي توزن بها الحسنات والسيئات،
{ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ } مسلمة أو كافرة
{ شَيْئًا } بأن تنقص من حسناتها، أو يزاد في سيئاتها.
{ وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ }
التي هي أصغر الأشياء وأحقرها، من خير أو شر
{ أَتَيْنَا بِهَا } وأحضرناها، ليجازى بها صاحبها،
كقوله:
{ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ*
وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ }
وقالوا
{ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً
إِلَّا أَحْصَاهَا
وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا }
{ وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ }
يعني بذلك نفسه الكريمة،
فكفى به حاسبا،
أي: عالما بأعمال العباد، حافظا لها،
مثبتا لها في الكتاب،
عالما بمقاديرها ومقادير ثوابها وعقابها واستحقاقها،
موصلا للعمال جزاءها.