وإذا قيل:
فما هو البر الذي أمر الله به ورسوله ؟
قيل:
قد حَدَّه الله ورسوله بحد معروف،
وتفسير يفهمه كل أحد.
فالله تعالى أطلق الأمر بالإحسان إليهما.
وذكر بعض الأمثلة
التي هي أنموذج من الإحسان.
فكل إحسان قولي أو فعلي أو بدني،
بحسب أحوال الوالدين والأولاد
والوقت والمكان،
فإن هذا هو البِر.
وفي هذا الحديث:
ذكر غاية البر ونهايته
التي هي رضي الوالدين؛
فالإحسان موجب وسبب،
والرضى أثر ومسبب.
فكل ما أرضى الوالدين
من جميع أنواع المعاملات العرفية،
وسلوك كل طريق ووسيلة ترضيهما،
فإنه داخل في البر،
كما أن العقوق،
كل ما يسخطهما من قول أو فعل.
ولكن ذلك مقيد بالطاعة
لا بالمعصية.
فمتى تعذر على الولد إرضاء والديه
إلا بإسخاط الله،
وجب تقديم محبة الله
على محبة الوالدين.
وكان اللوم والجناية من الوالدين،
فلا يلومان
إلا أنفسهما.