ومن ذلك ما هو مشاهد مجرب،
أن من أحسن إلى بهائمه
بالإطعام والسقي والملاحظة النافعة،
أن الله يبارك له فيها.
ومن أساء إليها:
عوقب في الدنيا قبل الآخرة،
وقال تعالى:
{ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ
أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ
أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ
فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا
وَمَنْ أَحْيَاهَا
فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا } (2)
وذلك لما في قلب الأول
من القسوة والغلظة والشر،
وما في قلب الآخر
من الرحمة والرقة والرأفة؛
إذ هو بصدد إحياء
كل من له قدرة على إحيائه من الناس،
كما أن ما في قلب الأول من القسوة،
مستعد لقتل النفوس كلها.
فنسأل الله أن يجعل في قلوبنا رحمة
توجب لنا سلوك كل باب
من أبواب رحمة الله،
ونحنو بها على جميع خلق الله،
وأن يجعلها موصلة لنا
إلى رحمته وكرامته،
إنه جواد كريم.
******************
(2) سورة المائدة – آية 32 .