وأما المُكاتَب:
فالكتابة قد أمر الله بها في قوله تعالى:
{ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا }(1)
أي: صلاحاً في تقويم دينهم ودنياهم.
فالسيد مأمور بذلك.
والعبد المكاتب الذي يريد الأداء،
ويتعجل الحرية والتفرغ لدينه ودنياه يعينه الله،
وييسر له أموره،
ويرزقه من حيث لا يحتسب.
وعلى السيد:
أن يرفق بمكاتبه في تقدير الآجال
التي تحل فيها نُجُوم الكتابة،
ويعطيه من مال الكتابة إذا أدَّاها ربعها.
وفي قوله تعالى في حق المكاتبين
{ وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ }(2)
أمر للسيد ولغيره من المسلمين.
ولذلك جعل الله له نصيباً من الزكاة
في قوله: { وَفِي الرِّقَابِ }(3)
وهذا من عونه تعالى.
وقد ثبت عن النبي 
ما هو أعمّ من هذا،
فقال:
"من أخذ أموال الناس يريد أداءها
أدَّاها الله عنه،
ومن أخذها يريد إتلافها
أتلفه الله"
رواه البخاري.
******************
(1) سورة النور – آية 33 .
(2) سورة النور – آية 33 .
(3) سورة التوبة – آية 60 .