وأما الصيام:
فإن المفروض شهر واحد من كل عام،
يجتمع فيه المسلمون كلهم،
فيتركون فيه شهواتهم الأصلية
– من طعام وشراب ونكاح –
في النهار ،
ويعوضهم الله على ذلك من فضله وإحسانه
تتميم دينهم وإيمانهم،
وزيادة كمالهم،
وأجره العظيم، وبره العميم،
وغير ذلك مما رتبه على الصيام
من الخير الكثير،
ويكون سبباً لحصول التقوى
التي ترجع إلى فعل الخيرات كلها،
وترك المنكرات.
وأما الحج:
فإن الله لم يفرضه إلا على المستطيع،
وفي العمر مرة واحدة.
وفيه من المنافع الكثيرة الدينية والدنيوية
ما لا يمكن تعداده.
وقد فصلنا مصالح الحج ومنافعه في محلّ آخر.
قال تعالى:
{ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ }[1]
أي: دينية ودنيوية.
ثم بعد ذلك بقية شرائع الإسلام
التي هي في غاية السهولة الراجعة
لأداء حق الله وحق عباده.
فهي في نفسها ميسرة.
قال تعالى :
{ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ
وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ }[2]
ومع ذلك
إذا عرض للعبد عارض مرض أو سفر أو غيرهما،
رتب على ذلك من التخفيفات،
وسقوط بعض الواجبات،
أو صفاتها وهيئتها ما هو معروف.
******************
[1] سورة الحج – آية 28.
[2] سورة البقرة – آية 85.