وأما الأمر الثاني
– وهو العمل الصالح -:
فهو الذي جمع الإخلاص لله،
والمتابعة للرسول
،
وهو التقرب إلى الله:
باعتقاد ما يجب لله من صفات الكمال،
وما يستحقه على عباده من العبودية،
وتنزيهه عما لا يليق بجلاله،
وتصديقه وتصديق رسوله
في كل خبر أخبرا به عما مضى،
وعما يستقبل عن الرسل،
والكتب والملائكة،
وأحول الآخرة،
والجنة والنار،
والثواب والعقاب
وغير ذلك
ثم يسعى في أداء
ما فرضه الله على عباده:
من حقوق الله، وحقوق خلقه
ويكمل ذلك بالنوافل والتطوعات،
خصوصاً المؤكدة في أوقاتها،
مستعيناً بالله على فعلها،
وعلى تحقيقها وتكميلها،
وفعلها على وجه الإخلاص
الذي لا يشوبه غرض من الأغراض النفسية.
وكذلك يتقرب إلى الله بترك المحرمات،
وخصوصاً التي تدعو إليها النفوس،
وتميل إليها.
فيتقرب إلى ربه بتركها لله،
كما يتقرب إليه بفعل المأمورات،
فمتى وفّق العبد بسلوك هذا الطريق في العمل،
واستعان الله على ذلك
أفلح ونجح.
وكان كماله بحسب ما قام به من هذه الأمور،
ونقصه بحسب ما فاته منها.