خِزيٌ صوفي
ولقد سجل هذا الخزي والعار مستشرق إنجليزي
صاحَبَ الصوفية في مصر فأعطته العهد
ثم مضى – بعد ابتلائهم – يسجل عليهم مخازيها،
ويرمي بها المصريين جميعاً في كتابه:
"ويزور المصريون الأضرحة
معتقدين أنهم سينزلون عليهم البركات،
وإما بقصد التماس البُرء من مرض،
أو طلب النسل،
ويعتبر المسلمون أولياءهم المتوفين شفعاء لهم عند الله،
ويقدمون لهم النذور " ( 1 ) .
ويقول:
"وقد جرت العادة أن يقوم المسلمون ( 2 ) كما كان يفعل اليهود
بتجديد بناء قبور أوليائهم وتبييضها وزخرفتها
وتغطية التركيبة أو التابوت أحياناً بغطاء جديد،
وأكثر هؤلاء يفعلون ذلك رياء
كما كان يفعل اليهود"
ويقول جولد زيهر وهو يتحدث عن بدعة الموالد:
"وكان علماء المسلمين لا يزالون حتى القرن الثامن الهجري
يعدونه "أي الاحتفال بمولد النبي" مخالفاً للسنة،
ونهت عنه غالبيتهم
على اعتبار أنه بدعة مستحدثة في الإسلام.
وتنطبق هذه الحالة أيضاً على أعياد دينية أخرى،
نشأت في القرون المتأخرة،
واضطرت أن تجاهد؛
لكي يقرها العلماء بعد أن وصموها دهراً طويلاً:
بأنها من البدع الدخيلة " ( 3 )
ويقول جوتييه:
"وتقديس الأولياء إلى درجة قد تقرب من العبادة
الذي نراه انتشر بعدُ في جميع الأقطار الإسلامية
يشير في الحقيقة إلى رد فعل
من الأمم والشعوب التي فتحها الإسلام
ضد العقلية الإسلامية
التي لا تسلِّم بوسطاء أو شفعاء لدى الله.
إنه لم يَثُر ضد إجلال الأولياء والرسول
إلى ما يقرب من العبادة
أي ضد هذا التغيير الخطير في العقلية الإسلامية الأولى
إلا الطائفة الوهابية " ( 4 ) .
لا يسوءنا أن يسجل هذه المخازي أولئك المستشرقون،
ويحملونها على المسلمين جميعاً،
ولكن الذي يجب أن نخزى به،
هو أن ندع هؤلاء الصوفية يقترفون هذه الجرائر،
وينفثون سمومها،
فيكيد للإسلام بها عدوه،
ويرمي المسلمين جميعاً
بالحماقة والغباوة وعبادة الأساطير،
ويقول في كل كتاب: هذا هو الإسلام !!
وهم يوقنون أنه دين الصوفية،
لا دين الله،
ولكنهم عدو يهتبل الفرصة؛
ليمحق بها عدواً له،
ربما أخذتنا العزة ضد هؤلاء المستشرقين وحدهم،
بيْدَ أن الواجب هو أن تأخذنا العزة بالحق،
فنجتث الصوفية من أصولها،
وكفاها أن جعلت عدو الإسلام يحمل كل خزي لها عليه!!
ليس أولئك المستشرقون هم عدونا الأول،
وإنما عدونا من ملَّكهم هذا السلاحَ يقاتلوننا به.
وليس غير الصوفية!!
******************
( 1 ) ص 167 وما بعدها كتاب "المصريون المحدثون" للمستشرق "لين"
والمسلمون أبرياء من هذا الشرك الذي يقترفه الصوفيون،
ويرمي به الرجل جميع المسلمين
( 2 ) يحمل على المسلمين أوزار الصوفية، فما يفعل هذا مسلم. ولكنها الصوفية
( 3 ) ص 227 العقيدة والشريعة
( 4 ) ص 158 المدخل تأليف جوتييه ترجمة الدكتور محمد يوسف موسى،
أما الوهابية فكلمة ابتدعها أعداء الإمام الشيخ محمد بن عبد الوهاب
مقابل نقده الحق للعصبية المذهبية المقيتة